قامت القوات المسلحة السودانية بدعم ميليشيات الجنجويد عبر سلاح الطيران السوداني بمهاجمة منطقة”صربا”في غرب دارفور،والتي كانت تحتلها في وقت سابق حركة العدالة والمساواة،ولم تفرق تلك الهجمات-والتي حدثت يوم الجمعة 8 فبراير الجاري- بين مسلحي الحركة وبين المدنيين من سكان المنطقة أو الذين نزحوا إليها في وقت سابق،مما أدي إلي مصرع (100)مدني ونزوح ما يقرب من (12000)مدني إلي تشاد،وجدير بالذكر أن تلك المنطقة بها (130000)نازح داخلي لم تصل إليهم أية مساعدات غذائية من ديسمبر الماضي حتي اليوم،وقامت “اليوناميد””البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي بالانتقال إلي غرب للتحقيق في عمليات القتل والتهجير القسري،كما اعلن زعيم حركة العدل والمساواة أن اليوناميد تستطيع دخول المنطقة بيد انها لا تستطيع البقاء فيها وحذر من مهاجمة الحركة للقوات الدولية.
إن البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان إذ يفزع من هول تلك الأرقام التي تشي بما يعاني منه السكان المدنيين في دارفور من جراء الصراع المسلح بين مختلف الفرقاء المتصارعين في دارفور فإنه يأمل ان تحرك هذه الأرقام المخيفة المجتمع الدولي بمؤسساته وهيئاته للقيام بأدوارهم في حماية مدنيي دارفور والدفاع عنهم وإيصال المواد الغذائية والأدوية لهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي آمن كما قررت الاتفاقيات الدولية ذلك وخاصة اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين في زمن النزاعات المسلح وكافة اتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
ويحمل البرنامج العربي كافة الأطراف العاملة علي أرض دارفور”الحكومة السودانية والحركات المسلحة المتعددة هناك والمجتمع الدولي الصامت علي هذه الجرائم والأنظمة الحاكمة العربية وغير العربية التي تدعم الحكومة السودانية “مسئولية ما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية من سوء وتردي في إقليم دارفور.
كما يؤكد البرنامج العربي أنه وإن فشل المجتمع الدولي بهيئاته ومؤسساته في العمل علي انقاذ مدنيي دارفور مما يتعرضون له أو فشل في توصيل مواد الإغاثة إليهم فإن ذلك يعد إيذانا بالمزيد من الجرائم في مناطق العالم المختلفة وترسيخ عرف جديد مفاده عدم احترام مبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والاستهانة بقرارات الأمم المتحدة وعدم تنفيذها ركونا إلي العلاقات والمصالح السياسية مع أقطاب الحركة الدولية،ونؤكد أن النظام العالمي الجديد لا يعني أن نتخلي عن كل ما أنتجته البشرية عبر نضالها وتاريخها الطويل من اتفاقيات وعهود ومواثيق لحماية الإنسان ولتنظيم العلاقات الدولية وتبني نظام الغابة والبقاء للأقوي،والاعلاء من قيم المصالح السياسية والإقتصادية والاستراتيجيه علي حساب القيم الإنسانية والانسان ذاته.
ان البرنامج العربي يدعو مؤسسات وهيئات المجتمع الدولي والعربي العمل بجدية لانقاذ تراث البشرية القانوني والانساني من خلال العمل علي احترامه وتنفيذه في الصراع الدائر في إقليم دارفور وانقاذ المدنيين فيه من الويلات التي يعانون منها،والعمل علي ايصال المساعدات الغذائية إلي من يحتاجونها فيه،وكذلك سرعة تفعيل الملف الموجود في المحكمة الجنائية الدولية بهذا الخصوص.