8/11/2005

عقد اليوم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا لإعلان التقرير المرحلي الأول لمرصده الإعلامي الذي يتناول بالتقييم أداء وسائل الإعلام المملوكة للدولة والمستقلة خلال المرحلة الأولى للإنتخابات البرلمانية في الفترة من 27 أغسطس إلى 5 نوفمبر 2005.

تناول التقرير أداء 8 قنوات تليفزيونية مملوكة للدولة (الأولى والثانية والرابعة والسادسة والثامنة والبرلمان)، وقناتين مستقلتين (دريم2 والمحور)، و17 صحيفة مملوكة للدولة ومستقلة.

ويمكن إيجاز أبرز ملامح هذا التقرير في النقاط التالية:
أولا: لم يكن هناك اهتمام بالقدر الكافي لتغطية الحملات الانتخابية للمرشحين في القنوات التليفزيوينة كما كان الأمر في الصحافة وقد حصل الحزب الوطني ومرشحوه على النصيب الأكبر من إجمالي التغطية التليفزيونية التي تم تقديمها للانتخابات بواقع 68% من إجمالي التغطية التي قدمتها القناة الأولى و58% من إجمالي التغطية التي قدمتها القناة السادسة، و66% من إجمالي التغطية التي قدمتها قناة البرلمان.

وتبين هذه المؤشرات أن الحياد النسبي الذي ميز أداء القنوات التليفزيونية في تغطية الانتخابات الرئاسية لم يتكرر هذه المرة، إذ حصل الحزب الوطني على تغطية تفوق بمرات عدة ما أتيح للقوى السياسية الأخرى، وبدرجة تفوق كثيرا الاختلال الحادث في ميزان النفوذ السياسي لصالح الحزب الوطني.

ثانيا: الانحياز كان على أشده في الصحافة المملوكة للدولة، وبدرجات تجاوزت انحيازها لمرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية، حيث بلغت التغطية التي حصل عليها الحزب الوطني ما نسبته 76% من إجمالي التغطية التي حصلت عليها الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وقد بلغ هذا الانحياز أقصاه في جريدة الأهرام بنسبة 95% من التغطية وجريدة الأخبار بنسبة 86%.

ثالثا: الحرص على تخصيص النصف الأول من الصفحة الأولى في معظم الصحف المملوكة للدولة بشكل متكرر وملحوظ لتغطية مؤتمرات ومرشحي الحزب الوطني أو نشر الإنجازات أو القرارات الإيجابية للحكومة أو الرئيس في فترة الدعاية الانتخابية. كما خصصت أماكن بارزة وواضحة للتغطية الإعلامية والإخبارية لمرشحي الحزب الوطني في صفحاتها الداخلية والتي عادة ما تكون في النصف الأول من الصفحة أو في صدرها وغالبا ما تضمنت هذه التغطية بعض الصور من الحجم الكبير ،والتي أحيانا ما تكون ملونة.

رابعا: استفحال ظاهرة استخدام الدين والشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية بالمخالفة للقواعد المنظمة للدعاية في الانتخابات البرلمانية، ولكن هذه المره لم ينفرد بها مرشحو الحزب الوطني، فعلى الرغم من استمرار استخدام مرشحي الحزب الوطني للشعارات الدينية والأيات القرآنية في الإعلانات مدفوعة الأجر أو في الدعاية بشكل عام إلا أن التمادي في اللجوء للدين اتسمت به بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين بشكل ملحوظ وقد كانت هذه إحدى النقاط الجوهرية في الانتقادات والتغطية السلبية التي حظيت بها الجماعة ليس فقط من جانب الصحف المملوكة للدولة،وعلى وجه أخص جريدة روزا اليوسف، بل امتدت أيضا للصحف المستقلة والحزبية.

خامسا: استمرار تميز الصحف الخاصة / المستقلة -تحديداً المصري اليوم ونهضة مصر- في تقديم خدمة إعلامية متميزة ومتوازنه على الصعيد المعلوماتي والتحليلي بما يساعد الناخب على اتخاذ قراره، بالتصويت لصالح مرشح أو حزب ما، وهو النهج الذي حافظت عليه الصحيفتان منذ الإنتخابات الرئاسية.

أخيرا، إن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان يأمل أن تأخذ الأطراف المعنية ما جاء في هذا التقرير بالدراسة، وأن تراجعه فيما قد يكون المرصد الإعلامي قد أخطأ في رصده، وأن تصوّب ما تقتنع به من ممارسات انتقدها هذا التقرير.