17/3/2005
انطلاقاً من ضرورة المشاركة في تدعيم دور المجتمع المدني في صيانة المظاهر الإيجابية والبناءة للمرحلة الراهنة والتي تشهد حراكاً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً على الساحة العربية نظم البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان صالوناً فكرياً حول “حقوق الإنسان في الانتخابات العربية”.
وتناول الصالون إسهامات متنوعة أثرت الحوار وانتقلت بالمشاركين من مفهوم البرنامج الانتخابي في الثقافة العربية إلى البرامج المطروحة واقعياً بالفعل على الساحة السياسية من حيث الشكل والمضمون.
حيث أكد المشاركون الضرورة الملحة لإنماء وإثراء الثقافة العربية والمعنيين بأهمية البرامج الانتخابية وجودتها وتضمينها لاحتياجات المواطنين.. بالنظر إلى انعدام وجود أي برامج جادة فضلاً عن اعتماد الانتخابات في العالم العربي على المفاهيم القبلية والعشائرية والخدمية، وعلى امتداد اليوم تواصل المشاركون حول التعديل الأخير في الدستور المصري فيما يتصل بالانتخابات الرئاسية والتي تم التأكيد على أنها النقطة المحورية والجوهرية في تطوير المجتمع مطالبين بضرورة إسهام المجتمع المدني وكافة القوى الفاعلة في عملية صنع القرار. وكذلك على ضرورة المشاركة السياسية من خلال المكونات الأساسية للمناخ الديمقراطي من تشريعات وقوانين، وأعرب المشاركون على خشيتهم من أن الشروط التعجيزية في التعديل الأخير للدستور التي أعادت الأمور إلى مربعها الأول لاختيار السلطة وعدم تداولها وطالبوا بتعديل حقيقي يتناول المواد 75، 76، 77، وأيضاً إلغاء القوانين سيئة السمعة التي تكبل العمل السياسي في مصر وإنهاء حالة الطوارئ والإشراف القضائي المحايد على العملية الانتخابية بدأ من فتح باب الترشيح وانتهاء بالفرز ورفع يد أجهزة الأمن والشرطة عن العملية الانتخابية.
كما أكد المشاركون على ضرورة الاستفادة من خبرات الآخرين وإسهاماتهم وضرورة تكاتف قوى المجتمع المدني مع المواطنين في المشاركة الحقيقية والفعالة وتعميق فكرة الإصلاح والتغيير وأثراها على نحو يخدم الوطن والمواطنين.
وفي هذا السياق أكد المشاركين أن الحوار بين الدولة والمجتمع المدني لازال يفتقد إلى النضج والاكتمال نظراً للمعوقات التي تقف حائل وعقبة أمام المجتمع المدني لممارسة دوره الحقيقي أمام تعنت الدولة وتعسفها.
وكذلك غياب المشروع الحقيقي للدولة وما نعانيه يومياً من تأرجح بين برنامج محافظ يعمل على مصادرة حقوق وحريات المواطنين والقوى السياسية في حرية الرأي والتعبير والإبداع، والمشاركة الحقيقية والجادة، وبرنامج أخر يعمل على تبييض ماء الوجه أمام العالم الخارجي ويصطنع توازنات شكلية لتجاوز ملاحظات المجتمع الدولي وضغوطه.
وقد أكد الحضور على أن المطالب الإصلاحية والداعية إلى التغيير والديمقراطية إنما هي مطالب داخلية طالبت بها كافة قوى المجتمع المدني منذ فترة طويلة ورفض المشاركون التطابق المفتعل والمصطنع من قبل الدولة بين مطالب المجتمع المدني الداخلية ومطالب وإملاءات القوى الخارجية لتثبت فكرة التبعية لمؤسسات وأشخاص قدموا جل التضحيات من أجل الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان وكذلك العمل على وضع برامج انتخابية حقيقة واضحة ومعلنة من قبل المرشحين وإعطاء كافة المرشحين الحقوق المماثلة في التعبير عن برامجهم بطريقة متساوية وعادلة.
وفي نهاية اليوم تمنى المشاركون أن تنظم فعاليات أخرى لموضوع الانتخابات في العالم العربي أكثر تفصلاً وتعريفاً بالتجارب العربية المحيطة والتي تتأثر تأثراً شديداً بالتجربة المصرية وشددوا على أن ما يجري من إصلاحات وتعديلات من جانب الدولة هنا وهناك لا يكفي لتحقيق الحد الأدنى من مطالب المجتمع المدني والقوى السياسية وقطاعات الشعب المختلفة.
___________________
* الآراء الواردة لا تعبر عن مؤسسة كونراد إديناور.