10/12/2004
النقابة الوطنية للصحافة المغربية
جهة تادلا أزيلال
على إثر الدعوى القضائية التي رفعها المستشار البرلماني عبد الله خنوفة ضد جريدة “منبر بني ملال” بتهمة السب والقذف، بعد نشرها لمقال تناول ترامي البرلماني وعائلته على ملك عمومي بجماعة سيدي جابر، عرفت القاعة 3 بالمحكمة الابتدائية ببني ملال ثلاث جلسات، وقف خلالها دفاع الجريدة على مختلف حيثيات هذه القضية، مبرزا بطلان المتابعة شكلا ومضمونا، ومؤكدا، بناءا على إفادات الشهود (رئيس جماعة سيدي جابر وعضو أخر بها) ثبوت واقعة الترامي واستمرارها، مما يقوض تهمة السب والقذف الملفقة للزميل مولاي ايحيا.
وقد كان أملنا كبيرا في النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومعها الجسم الصحفي بجهة تادلا ازيلال، في أن تأخذ المحكمة كل هذه الحقائق البينة بعين الاعتبار، وأن تنصف زميلنا ايحيا وتبرئته، إلا أن شيئا من ذلك للأسف الشديد لم يحصل، بل فوجئ الجميع للحكم القاسي الذي أصدرته المحكمة يوم الخميس 16 دجنبر 2004 والقاضي بعقوبة 3 أشهر حبسا نافذا وغرامة 15 ألف درهم و30 ألف درهما تعويضا للطرف المدني، مع نشر الحكم بثلاث جرائد.
أمام هذه الوقائع والمعطيات، أصيب الجسم الصحفي بالجهة بخيبة أمل كبيرة، مما دفعه إلى عقد جمع عام، أطرته اللجنة الجهوية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم 17 دجنبر 2004، تدارس فيه ملابسات وخلفيات هذا الحكم القاسي. وبناءا عليه، تعلن النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالجهة، للرأي العام الوطني والجهوي ما يلي:
1- اعتبارها هذا الحكم قاسيا، إذ لم يأخذ بعين الاعتبار، لا الحقائق التي أدلى بها الشهود، ولا الإشارات القوية التي ما فتئ يرسلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمتمثلة في العهد الجديد وفي أريحية سامية، تسعى إلى توسيع قاعدة الحريات العامة وصيانة حرية الرأي والتعبير، ووضع أسس دولة الحق والقانون، وتكريم أسرة الاعلام.
2- اعتبارها الدعوى وما آلت إليه، مسلسلا يروم تكميم الأفواه والإجهاز على المكتسبات في مجال الحريات، والتأسيس لرقابة مسبقة وخلق ودعم صحافة على المقاس تغض الطرف عن فضائح لوبي الفساد بالجهة وعلى مختلف التجاوزات في تدبير الشأن العام، وما تحريك شكاية ضد الزميلة مراسلة الأحداث المغربية، إلا إمعانا في هذا المسلسل.
3- تضامنها المطلق مع الزميل مولاي ايحيا في محنته، تفعيلا لمقتضيات المادة 8 من ميثاق الشرف المهني، مؤكدة إصرارها على مجابهة واقع التردي الذي تعيشه الجهة في مختلف المستويات وفضح كل رموز الفساد انسجاما مع الرسالة النبيلة للإعلام.
4- اعتزازها بهيئة دفاع جريدة منبر بني ملال، والتي تطوعت انسجاما مع مبادئ اعضائها، للدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحق المواطنين في الخبر.
5- دعوتها لمختلف الفعاليات بالجهة من احزاب وطنية ديمقراطية ونقابات مناضلة ومختلف مؤسسات الجمتع المدني، للوقوف إلى جانب الجسم الصحفي بالجهة، لوضع حد لهذه التراجعات الخطيرة في مجال الحريات، ومناهضة لوبي الفساد ومن يدعمه ويحميه، وذلك بالحضور بكثافة إلى الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها اللجنة الجهوية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، يوم الأحد 26 دجنبر 2004 على الساعة 10 صباحا أمام المحكمة الابتدائية ببني ملال.