30/5/2007

تصدر اليوم الثلاثاء الموافق 29 مايو 2007 مؤسسة ملتقى الحوار تقريرها النوعي بعنوان ” دعاة الفوضى ” يتكون التقرير المزمع صدوره اليوم فى (50) صفحة تتضمن تحليل مضمون خمسون فتوى اطلقها رجال الدين و رصدتها المؤسسة خلال عام 2007 .

و ترى مؤسسة ملتقى الحوار انه في الوقت الذي اغلقت فيه ابواب الاجتهاد في امور الدين بحجة عدم جواز الخروج على فتاوى السلف الصالح فان الباب فتح على مصراعية لفتاوى تتعلق بامور الدنيا و هي امور تتطلب اعمال العقل ليكون ذلك بمثابة اعلان عن اغلاق العقول فبات المواطن المصري يحتاج لفتوى في كافة امور حياتيه ” الدروس الخصوصية ، بيع و شراء لاعبي كرة القدم ، حج الفنانين …الخ ” و القائمة تتسع لالاف الفتاوى فقد سجل الهاتف الاسلامي ما يقرب من 10000 فتوى شهريا هذا بخلاف الفتاوى التى يصدرها مفتى الجمهورية و غيره من رجال الازهر وأئمة المساجد و جماعة الاخوان المسلمين و غيرهم .

فقد رصد التقرير قيام الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية باصدار 20 فتوى من اجمالي خمسون فتوى شملهم التقرير بنسبة تصل الى 40% من اجمالي الفتاوى التى احدثت جدلا واسعا في مصر ، هذا بالاضافة (6) فتاوى صادرة عن اساتذة و علماء الازهر بالاضافة الى فتاوى صادرة عن نواب الاخوان المسلمون بمجلس الشعب ( 4 فتاوي ) و اربعة فتاوى لرجال فكر و دعاة اسلاميين .

و قد اتضح للقائمين على التقرير بان الفتاوى الخاصة بالمرأة احتلت المرتبة الاولى لتصل الى 14 فتوى بنسبة تصل الى 28 % بينما حلت الفتاوى العلمية في المرتبة الثانية بنسبة تصل الي 16% و تتساوى معها بنفس النسبة الفتاوى السياسية باجمالي ثمان فتاوى فيما حلت الفتاوى الجنسية في المرتبة الرابعة بخمسة فتاوى هذا بالاضافة الى مجموعة من الفتاوى الفنية و الرياضية و فتاوى التدخين …الخ

و تؤكد مؤسسة ملتقى الحوار على ان هذا السيل من الفتاوى الذي بدا ينهمر من كل صوب و اتجاه بات يعكس تراجع الثقافة المدنية في مصر وينبىء بتنامى افكار سلفية تسعى لرد كل ما يقوم به المواطنين من تصرفات يومية الى الدين بمفاهيمة الضيقة الامر الذى تنشعر معه المؤسسة بأنه خطوة اولى لاشاعة الفوضى فى المجتمع عبر حشد جماهير عريضة لا تقيم للعقل والاجتهاد المستنير وزنا مما سيساهم مستقبلا فى تقويض اركان الدولة المدنية فى مصر ؛ فقد رصد التقرير على سبيل المثال واحدة من اخطر الفتاوى و التى اصدرها النائب الاخواني على لبن للمطالبة باعدام رئيس الوزراء و وزير الاوقاف و وزير الاستثمار و وتنوه المؤسسة أن مثل تلك الفتاوى كانت العامل الاساسي والمباشر وراء اغتيال المفكر العلماني فرج فودة و محاولة اغتيال الاديب الراحل نجيب محفوظ ؛ هذا فضلا عن عدد من الفتاوى رصدها التقرير اطلقها أئمة المساجد فى المناطق العشوائية بعيدا عن رقابة وزارة الاوقاف من شانها اشاعة روح الفوضى والعنف

وطالب التقرير بعدد من التوصيات على رأسها تنظيم معايير الفتوى ومصادرها فى مصر ؛ واصدار قانون يعاقب غير المؤهلين والمتخصصين باعطاء الفتوى ؛