11 يوليو 2004
رقم القيد 176/7/2004
يعرب برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر عن بالغ إدانته إزاء تقاعس السلطات الحكومية المعنية عن مواجهة عسف أصحاب الأعمال وعصفهم بحقوق العمال.
ففي غياب تشريعات حمائية حقيقية وملزمة، ورقابة حكومية غائبة .. تمادى أصحاب الأعمال في انتهاجهم الفصل والتشريد وتخفيض الأجور والمعاملة الحاطة بكرامة العمال وآدميتهم، واستخدام أساليب العنف والبلطجة للضغط عليهم للرضوخ لإملاءاتهم التي تتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ..
فقد أصدر برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر بيانه الصحفي العاجل المؤرخ 6 / 7 / 2004 بشأن تعسف صاحب العمل ” مصنع نسيج مير?ت عبد السلام السامولي ” الكائن بمنطقة الأعمى الصناعية بالمحلة الكبرى وممارسة ضغوط على عمال المصنع للتوقيع بسجل الأجور المتضمن بيانات مخالفة لأجورهم الحقيقية، وأمام رفضهم ذلك أوقفت صرف أجورهم ومستحقاتهم اعتباراً من 19 / 6 / 2004 وحتى تاريخه، كما رفضت الاستجابة لمطالبهم المشروعة والقانونية والتي تنحصر في :
-
- 1 – تحرير عقود عمل بين العامل وصاحب العمل ينص فيه على الأجور الحقيقية ومتضمناً كافة الحقوق التي أقرتها القوانين والقرارات السيادية، ومنذ تاريخ التحاق العامل بعمله..
-
- 2 – أجر الراحة الأسبوعية ” الجمعة ” طبقاً للقانون.
-
- 3 – صرف البدل النقدي للوجبة الغذائية بواقع 30 جنيهاً شهرياً.
-
- 4 – صرف بدل طبيعة العمل ومخاطر المهنة بواقع 40 % من الأجر الأساسي.
-
- 5 – صرف العلاوات الاجتماعية المقررة سنوياً منذ تقريرها وما ضم منها على الأجور الأساسية تبعاً للقرارات السيادية القاضية بذلك ..
-
- 6 – صرف العلاوة الدورية السنوية بواقع 7 % من الأجر الأساسي.
-
- 7 – صرف مبلغ 10 جنيهات شهرياً منحة عيد العمال وبأثر رجعي منذ تاريخ إقرارها.
-
- 8 – صرف الأجور شاملاً بفئة الإنتاج وإخطار الدوائر الحكومية المختصة بمستحقات العمال الحقيقية والمبرم عنها التعاقد.
إضافة لذلك .. فقد وجهت صاحبة العمل تهديدات للعمال بممارسة أشكال من التنكيل واستخدامها لنفوذها بأجهزة الأمن للبطش بهم، وهو ما يخشى معه تعرض العمال لتلفيق اتهامات ضدهم لإضعاف موقفهم القانوني، خشيتهم من تقاعس الأجهزة المعنية عن حماية حقوقهم المشروعة ..
وفي بيانه طالب البرنامج بكفالة حقوق عمال المنشأة وحمايتهم من عسف صاحبة العمل وأية محاولات لإجبارهم على الانصياع أمامها أو استغلال نفوذها وسطوتها للبطش بهم وإهدار حقوقهم المشروعة ..
وأثناء إجراءات تحقيق الشكاوى المقدمة إلى مكتب علاقات عمل المحلة الكبرى من العمال وعددهم 14 عاملاً والمتضمنة قيام صاحبة العمل بطردهم من أعمالهم وامتناعها عن صرف مستحقاتهم، تبين قيام محمد الصباغ رئيس المكتب على مدار يومي 10 و11 / 7 بممارسة ضغوط على العمال لصالح صاحبة العمل وبذله جهوداً لإجبار العمال على الرضوخ لتوجهات صاحبة العمل، وقيامه باستدعاء أحد عناصر مباحث أمن الدولة لحضور عملية التفاوض وهو من شأنه محاولة لإرهاب العمال والإيحاء بمساندة صاحبة العمل من جانب جهاز مباحث أمن الدولة، والمماطلة في تواجد صاحبة العمل للتفاوض مع الأطراف المعنية والسماح لشقيقها ” خالد السامولي ” بغير صفة للتفاوض نيابة عنها ” بشكل ودي “، كذلك السماح له بتوجيه تهديدات للعمال ومقولته ” لو انتم عمال عندي كنت دبحتكم ” ..
كذلك موقف رئيس المكتب محمد الصباغ الممالئ علناً لصاحبة العمل وكذا أحد الموظفين الذين سجلوا أقوال العمال في شكاواهم حيث نصحهم أثناء تواجدهم للشكوى بالتوجه إلى المنشأة وصرف أجورهم .. حيث توجهوا بالفعل للمنشأة فرفضت منحهم مستحقاتهم ومنعتهم من دخول المصنع للعمل.
وقد تلقى البرنامج معلومات مفادها قيام صاحبة العمل باستدعاء الشرطة لتسجيل حالة تجمهر للعمال أمام المصنع وهو ما لم يتم إثباته في الواقع ونخشى معه تورط قيادات أمنية في حرف صراع العمال وصاحبة العمل حول مطالب مشروعه إلى مسارات أخرى تهدد حق العمال في الحرية والأمان الشخصي.
ويرى برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر أن سياسات الخصخصة واقتصاد السوق الحر وتعاظم جيش العاطلين .. والفساد .. وإطلاق العنان لرأس المال الخاص بلا ضوابط .. قد أدت إلى عواقب وخيمة حاقت بالكادحين والمنتجين في هذا الوطن الذي تتحكم في مقدراته أقلية مترفة تنعم بخيراته ونهب عرق كادحيه ..
ويعتقد البرنامج أن مواجهة هذه الأوضاع المتردية يقع عبئها على عاتق العمال أنفسهم ومنظماتهم الكفاحية، بما يفرض على عمال مصر وكادحيها خلق آلياتهم الفاعلة دون وصاية أو محاولة للهيمنة من جانب أحزاب هشة أو تنظيمات وهمية تطرح نفسها زوراً على الساحة ساعية إلى التكسب والتربح من مغانم التمويل الأجنبي المشبوه من جراء التحدث بالإنابة عن العمال محققة بذلك هدفاً سامياً للرأسمال ألا وهو وأد نضالات العمال السلمية في مهدها، وتعجيزهم عن خلق آلياتهم الحقيقية المستقلة التي تحقق لهم الانتصار يوماً ما .. وهو ما يستوجب دوراً إيجابياً وفاعلاً من جانب كل الشرفاء والمخلصين في ربوع الوطن .. مثقفين .. وقادة عمال .. ومهنيين ..
كذلك ضرورة التضامن العمالي الواسع مع العمال الضحايا .. ومساندتهم بكافة صور المساندة والدعم ..
ويطالب البرنامج كافة الهيئات النقابية العمالية والمهنية في مصر والعالم، ومنظمات حقوق الإنسان في مستوياتها الإقليمية والدولية بأوسع مساندة وتضامن مع عمال مصنع نسيج مير?ت عبد السلام السامولي بالمحلة الكبرى.