هل يجوز تبرير قتل أطفالنا بإهمال المسئولين؟ |

4 أغسطس 2004

تلقى المركز نبأ وفاة واصابة أكثر من 21 طفلاً وعامل زراعى من قرية دمشلى بكوم حمادة -بمحافظة البحيرة بحزن شديد ،ففى يوم 2/8/2004 وبسبب الإهمال الرسمى المتعمد لحماية أطفالنا ورعايتهم وكفالة حقهم فى الحياة الكريمة توفى وأصيب 21 طفل من أطفالنا بسبب انعدام الرقابة المرورية ، والإهمال واللامبالاة من موظفى الدولة بمنطقة كوم حمادة والتى تشهد سنوياً حوادث متكررة تؤدى إلى وفاة المزيد من الأطفال كل عام . وبهذه الحادثة يضاف حادثاً جديداً إلى رصيد الحوادث المتكررة لسقوط أطفالنا (عمال التراحيل) .
الذي أسفر عن وفاة 10 من الأطفال وعمال التراحيل وهم:

10- مبروك خليل 50 سنة .

كما أسفر الحادث عن إصابة 11 طفل آخرين بإصابات خطيرة تتراوح ما بين الكسور والارتجاج -النزيف -الكدمات -الجروح القطعية وهم:

والجدير بالذكر أن محافظة البحيرة من أكثر المحافظات المنكوبة بحوادث الطرق والتى تؤدى إلى وفاة وإصابة عشرات الأطفال كل عام خاصة من العاملين فى قطاع الزراعة ، وعلى سبيل المثال شهدت قرية دمشلى بكوم الحمادة فى نوفمبر 2001 وفاة وإصابة أكثر من 35 طفل وعامل زراعى من هذه القرية أثناء ذهابهم إلى مزارع بدر للعمل باليومية .

ولسنا فى حاجة إلى التأكيد على أن هؤلاء الأطفال المحرومين من كافة حقوقهم والمساقون إلى العمل باليومية كأجراء لمساعدة أسرهم ومواجهة أعباء المعيشة هم ضحايا لتجاهل المسئولين بهذه المنطقة ، وأيضاً لعدم وضع الخطط من جانب الحكومة المنوط بها حماية حقوق أطفالنا فى الرعاية والحياة الكريمة اللائقة . والشئ المؤسف أنه مع تكرار كل حادثة نسمع نفس التصريحات من المسئولين بعد انتهاء الحادثة حيث أصدر محافظ البحيرة قراراً بغلق جميع الفتحات الغير قانونية على حرم السكة الحديد على مستوى البحيرة مع تكليف رؤساء المدن والقرى بمتابعة تنفيذ القرار .

كما قرر وزير النقل قيام هيئة السكة الحديد بصرف مبلغ 2000 جنيه لأسرة كل متوفى ، و5000 جنيه لكل مصاب . ومازالت تصل إلى آذاننا المبررات الواهية للمسئولين عن الحادث بأن المزلقان التى وقعت فيه الحادثة (مزلقان غير رسمى) أو أن الفتحة التى دخل منها السائق بجوار المزلقان ( غير قانونية ). وأن الأسر هى التى تقوم بتشغيل أبنائها فى سن صغيرة .

ونحن نرى أنه مهما بلغت حجم المبررات ووجاهتها فإنها لن تعيد أرواح الزهور “أطفالنا أجيال المستقبل “ولن توقف هذا النزيف فى المستقبل فهذه المبررات لا تهدف إلا إلى إزاحة عبئ مسئولية إزهاق أرواح الأطفال “الضحايا “وحزن وحسرة أهاليهم عن عاتق الحكومة والجهات الرسمية . لذلك فإن المركز يرى أن حياة أطفالنا وزهور مستقبلنا لا يمكن أن تضاهى هذه التبريرات الواهية مهما كان حجم وجاهتها .

فليست الفتحة الغير قانونية أو الغير رسمية هى السبب فى دماء أطفالنا المتدفقة على الطريق ولكنها السياسات التى تقيد إنتاج إيذاء الأطفال والتعدى على حياتهم .

ولن يجدى نفعاً إصدار الأوامر والقرارات بعد إزهاق أرواح أطفالنا الأبراء ، ولن يعوض ملايين الجنيهات أباء وأمهات الأطفال الفقراء نظرة فى عيون أطفالهم .

والشئ المؤسف أن مثل هذه التصريحات لن توقف النزيف المتكرر ، لذلك فإن المركز يطالب السيد رئيس الوزراء والوزارات المختلفة والمهتمين بحماية حقوق الأطفال بالعمل على خلق آليات وسياسات وطرق بديلة توقف هذا النزيف المتكرر لأطفالنا فى الريف وتكفل لهم الحق فى الحياة والرعاية لهم . ومن جانبه فقد تقدم المركز ببلاغ للنائب العام لسرعة التحقيق فى الحادثة ومعاقبة المسئولين عنها .

كما تقدم المركز بشكوى المسئولين وعلى رأسهم السيد/ رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البحيرة ،ووزير النقل والمواصلات ، ووزير التربية والتعليم ، ووزير الصحة ووزير القوى العاملة ، بإيجاد سياسات وطرق وآليات بديلة تكفل حقوق عمل الأطفال فى الريف فى الحماية والرعاية والحياة الكريمة وأيضاً توفير الضمانات المختلفة للحد من حوادث الطرق داخل الريف ، وذلك حرصاً على كفالة حقوق وحياة أطفالنا وأهالينا فى العيش بأمان وفى ظروف لائقة وانسانية

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org

هل يجوز تبرير قتل أطفالنا بإهمال المسئولين؟

موضوعات ذات صلة

بيـــان (تراجع مؤقت لأجهزة أمن البحيرة وعائلة أبو خيار عن طرد فلاحي عزبة محرم)

أعزائي الأصدقاء

دعــوة لحضور ندوة حول “أوضاع الصحفيين غير النقابيين”