9/4/2009
تصدر اليوم الخميس 9 ابريل 2009 م مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان تقرير ” العدو الاسود ” و هو عن ننتائج اعمال بعثة تقصي الحقائق التى اوفدتها المؤسسة الى منطقة اطفيح و الصف لرصد اوضاع عمال مصانه الطوب بالمنطقة.
و تعد منطقة اطفيح من المناطق الاقتصادية الهامة و التى تضم عدد 600 مصنع لصناعة الطوب الأحمر يتم إنتاج حوالي 50 مليون طوبه و هو اعلى معدل انتاج في مصر . وتقوم المصانع بتوريد 80% من إجمالي الطوب المستهلك على مستوى الجمهورية إما لشركات المقاولات الكبرى والأهالي والمنشآت الحكومية ( نوادي , مستشفيات , استراحات للشرطة والجيش ) و قد رصدت اعمال البعثة مجموعة من المشكلات كان من اهمها .
الخدمات الطبية
لا يوجد وحدة إسعاف داخل المنطقة ولا سيارة إسعاف وأقرب مستشفي هي مستشفي الصف المركزي وتبعد حوالي 8 كيلو متر عن أقرب مصنع ويستغرق الوصول إلي المستشفي حوالي ساعة على أقل تقدير نظراً لوعورة الطريق وازدحامه الشديد مما يزيد من الإصابات أثناء نقل المصاب .
التواجد الأمني
لا يوجد أي سيارة شرطه تابعه لأي قسم أو نقطة شرطة تزور المنطقة مما ساعد على انتشار ظاهرة البلطجة و ( التثبيت ) للأفراد والسيارات وأخذ كل متعلقاتهم والأموال التي معهم لأنهم يعلمون أن كل سيارة بداخلها مبالغ ماليه كبيره لسداد قيمة الطوب ومن لا يدفع كل ما معه فلن يمر الحرائق و سيارات الإطفاء
يستخدم قش الأرز والخيش في عملية التصنيع وكثيراً ما تحدث حرائق داخل المصانع ويقوم العمال بإخمادها ويستغرقون وقتاً كبيراً وفي حالة عدم السيطرة على هذا الحريق فسيحدث ما لا يحمد عقباه وتبعد المطافئ حوالي 10 كيلو متر ويستغرق الوصول إلي المصانع ما يقرب من ساعة.
مياه الشرب
يتم شراء مياه الشرب عن طريق براميل محمله فوق سيارات نصف نقل من مدينة التبيين و15 مايو ويتكلف المصنع ما يقرب من 4500 جنيهاً شهرياً نظير شراء وتوصيل المياه وفي بعض الأحيان يكون المصنع بلا نقطة مياه واحده وقد انتشرت كثيراً من الأمراض الجلدية بين العمال نظراً لعدم وجود مياه للاستخدام الشخصي
وعند عدم توفر مياه الشرب داخل المصنع يقوم العمال بترك المصنع والاتجاه لمصنع آخر للعمل به حتى يتم توفير المياه
الكهرباء
تم توصيل خطوط هوائيه لمد هذه المصانع بالكهرباء ولكن كثيراً ما تنقطع وخصوصاً في فترة الشتاء عند هطول الأمطار مما تتسبب في انقطاع الكهرباء عن المصانع مع العلم أن في حالة انقطاع الكهرباء أثناء تشغيل الأفران يؤدى إلي إتلاف الطوب داخل الأفران مما تتسبب في تكبد خسائر كبيره
“العدو الأسود اكبر مشكلات اطفيح “
تعد أهم المشكلات التي تواجه أصحاب مصانع الطوب باطفيح وجنوب مركز الصف مشكلة اعتماد الأفران على العمل بالمازوت (وهو ما يطلق عليه العمال و أصحاب المصانع العدو الأسود ) و الذي ينتج عنه تلوث للهواء بشكل كبير نتج عنه العديد من الإضرار الصحية لسكان المنطقة و ما حولها و العمال بتك المصانع حيث تنتشر أمراض الصدر بين جميع أهالي المنطقة نظرا للعوادم و الأدخنة المتصاعدة من أفران حرق الطوب حيث تحرق تلك المصانع يوميا 4800 طن من المازوت وهو ما ينتج عنه سحب دخانية خانقة من جراء عمليات الحرق اليومية لتلك الكميات الضخمة من المازوت.
و تمتد اثأر تلك الملوثات إلى الأرضي الزراعية و النباتات فقد أكد العديد من المزارعين بمنطقة اطفيح بان أراضيهم لم تعد تنتج محاصيلها بالشكل الطبيعي بل انه في العديد من الأحيان لا تكمل المزروعات نموها
استخدام الغاز الطبيعي بدلا من المازوت
اكد عدد من أصحاب مصانع بأنه هناك بديل صحي لاستخدام المازوت وهو تحويل المصانع للعمل بالغاز الطبيعي الا اننا فوجئنا بشركة تاون جاس ” تشترط تنازل كل مصنع عن حصته من الكربون ( تنتج أفران حرق الطوب كميات كبيرة من الكربون و الذي يدخل في صناعات عديدة ) الخاصة به لشركة تاون جاس و ذلك دون مقابل ، بالإضافة إلى هذا يقوم كل مصنع بدفع 30 إلف جنيها كدفعة أولى للقيام بالإعمال التمهيدية لإدخال الغاز للمصانع و بعدها بتم دفع مبلغ 200 ألف جنيها كدفعة ثانية على أن يقوم صاحب كل مصنع بدفع 30 ألف جنيه كل شهر على 17 شهر وبعدها يبدأ العمل بالغازي الطبيعي أي انه لن يتم إدخال الغاز إلا بعد سداد مبلغ 750الف جنيها كاملة .
تقنين أوضاع المصانع
مصانع الطوب في مركز الصف تحتاج إلى تقنين أوضاعها ذلك لان الأراضي المقامة عليها تلك المصانع مملوكة للدولة و على الرغم من وجود سجلات تجاري و ضريبية لكل مصنع إلا انه لا توجد تراخيص لها على الرغم من مطالبتهم مرارا بشراء الأراضي المقامة عليها المصانع إلا أن الدولة ترفض تملكيهم الأرض التي عليها المصانع و هو ما يعني أن تلك المصانع و أصحابها لا ينشئ لهم اية حقوق لدى الدولة و يقوم أصحاب المصانع بدفع إيجار شهري يصل إلى 45 ألف جنيها شهريا .
و يؤكد أصحاب المصانع على انه من خمس سنوات قامت إدارة الأملاك بمحافظة الجيزة (أصبحت اطفيح حاليا تابعة لمحافظة حلوان عقب التعديلات الإدارية للمحافظات التي أدخلت مؤخرا ) بعرض تمليك تلك الأراضي بسعر يتراوح ما بين جنية إلى خمس جنيهات للمتر الواحد الا ان الامر توقف عن هذا الحد .
التوصيات الختامية
- على محافظة حلوان أن تبحث عن حلول جدية و فورية لمشكلات تملك الأراضي لاصحاب المصانع .
- على الحكومة المصرية ان تعمل على التدخل لدى شركة تاون جاس من اجل وضع شروط تعاون ميسره فيما بينها و بين مصانع الطوب باطفيح وهو الامر الذي يؤدي في النهاية الى الحد من تلوث البيئة .
- على وزارة البيئة ان تعمل من اجل بحث إمكانية الحد من تلوث الهواء بمنطقة اطفيح و الصف .
- على وزارة الصحة أن توفر وحدات اسعاف بمنطقة اطفيح و الصف و ان ترسل بعثات طبية للمنطقة المحرومة من الخدمات الطبية للحد من انتشار امراض الصدر و الفشل الكلوي بالمنطقة.
- على وزارة الداخلية المصرية ان تقومم بإنشاء نقاط امنية على الطرق المؤدية الى منطقة الصف و العياط و هي المنطقة التى تنتشر فيها ظاهرة البلطجة و قطاع الطرق على حد روايا