4/8/2008

علمت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران أنه قد تم الحكم بالإعدام على يعقوب مهرنهاد (28عاماً)، عقب محاكمة جائرة، وقد نفذ الحكم عليه اليوم.

مهرنهاد ناشط اجتماعي معروف في محافظة سستان وبالوشيستان الجنوبية الشرقية. وقد وصفت وكالة الطلاب الإيرانية للأخبار مهرنهاد ب”الإرهابي” ، متهمة إياه بتورطه كعضو في إحدى مجموعات البلوشي المسلحة.

قال هادي قائمي منسق الحملة الدولية”إن محاكمة وإدانة مهرنهاد تتسم بالخزي، وقد تركت لدينا انطباعا عن ماهية نظام العدالة الذي يقوم بتطبيقه هؤلاء الملتوون على الظلم بالترويع والترهيب. النظام الذي لا يقيم ثمناً للحياة الإنسانية أو الحقيقة،”

كما أضاف:” منعت الدولة قتل المدنيين من دون دليل على أية جريمة، ولكنها بررت له على أسس كونه “إرهابيا” مما يمثل يعد نوعاً من الإرهاب ذاته،”

وأعداد أحكام الإعدام في إيران في تصاعد سريع. في 27 يوليو، قامت إيران بإعدام 29 رجلاً، ولكنها أعلنت فقط عن أسماء عشرة منهم. وقد صدرت أحكام إعدام على عدد من الناشطين الاجتماعيين في الفترة الأخيرة.

اتهمت السلطات مهرنهاد بالتعاون مع مجموعة مسلحة تدعى جند الله. بالرغم من انه لم يقدم القضاء أية أدلة على ان مهرنهاد كان على اتصال بجند الله أو انه قد تحمل أية مسؤولية عن هجمات مسلحة. وتعتقد الحملة أن التهم الموجهة لمهرنهاد ذات دوافع سياسية. وفقاً لمصادر ذات صلة بمهرنهاد، فإن الدليل الوحيد المقدم ضده مبني على تقارير الاستجواب التي اصدرتها وزارة المخابرات.

ووفقاً للقانون الإيراني والمعايير الدولي فإن قرار المحكمة يعد بلا مصداقية، حيث أن محاكمة مهرنهاد لم تجر في العلن وبتقديم الإدعاء لأدلة دامغة فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إليه. وحسب مصادر محلية، فإنه قد تعرض للتعذيب وتم إجباره على توقيع اعتراف غير حقيقي.

مهرنهاد ينتمي عرقياً إلى البلوشي، وقد كان مديراً تنفيذيا لجمعية شباب صوت العدالة، وهي منظمة محلية غير حكومية. في 11 ابريل 2007، نشر مهرنهاد مقالاً في مدونته، وقد كان يحتوي على نقد شديد لأداء مسئولين محليينز وقد نادى باستقالتهم أو استبعادهم من العمل.

وبعد أسابيعن اثناء مؤتمر سنوي عقد في زاهيدان “شباب مستفسر، مسؤولون مجيبون،” قام مهرنهاد وعدد من الأعضاء في جمعية شباب صوت العدالة بمواجهة المسئولين المحليين، مطالبين بمسؤوليتهم عن قصور الأداء. وبالتالي، قام أفراد من المخابرات باعتقال مهرنهاد وخمسة من زملائه. وقد افرجت السلطات عن جميع المعتقلين بعد أيام قلائل ما عدا مهرنهاد.

وقد احتجز مهرنهاد في مركز اعتقال وزارة المخابرات في زاهيدان لمدة خمس أشهر قبل تحويله إلى سجن زاهيدان المركزي.

في يوم 25 ديسمبر، 2007، قامت محكمة زاهيدان الثورية بعقد محاكمة لمهرنهاد خلف الأبواب المغلقة. بحضور مهرنهاد ومحاميه فقط. بينما لم يسمح لعائلته بالدخول إلى قاعة المحكمة. كما لم يقوم المسؤولون بإخطار عائلته بالتهم التي سيقت ضد مهرنهاد. وقد أخطر مسؤولي القضاء عائلته بأنه قد تم الحكم عليه بالإعدام يوم 7 فبراير 2008.

لم تقدم السلطات أية معلومات بخصوص الأسس التي بني عليها الحكم على مهرنهاد حتى 19 فبراير عندما قام المتحدث الرسمي للقضاء بتأكيد عقوبة الإعدام في حقه وبين التهم الموجهة ضده والمتمثلة في “صلته بجند الله”.

جند الله مجموعة مسلحة محلية من البلوشي تقاتل ضد الحكومة الإيرانية. وقد اعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات والهجمات العنيفة ضد القوات الحكومية والمدنيين في محافظة سستان وبلوشيستان الجنوبية الشرقية خلال السنتين الماضيتين. ووفقاً لقانون العقوبات الإيراني الإسلامي فإن عقوبة حمل السلاح ضد الحكومة هي الإعدام.

يوم 24 فبراير، 2008 اعتقلت قوات الأمن أخ مهرنهاد الأصغر، إبراهيم مهرنهاد من منزله. وقد قام إبراهيم مهرنهاد بنشر خبر حكم الإعدام ضد أخيه.

تدين الحملة بشدة أحكام الإعدام في إيران والآخذة في الانتشار بأعدادها المتزايدة وما يلابسها من عدم شفافية. وقد ناشدت الحملة المقرر الخاص للأمم المتحدة لطلب زيارة إيران على وجه السرعة، للتحقيق وتوثيق الإجراءات القضائية التي تقود إلى مثل هذا العدد المرتفع من أحكام الإعدام.

في 2008 قامت إيران بتنفيذ حكم الإعدام على ما يقارب الـ 200 شخصاً، وتأتي إيران في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث تنفيذ أحكام الإعدام على أكثر من أي بلد آخر، بالرغم من أن عدد سكانها أقل بـ 18 مرة من سكان الصين. لمزيد من المعلومات :

في نيويورك: هادي قائمي (الإنجليزية-الفارسية) : +1-917-669-5996 hadighaemi@iranhumanrights.org

في فيينا: آرون رودس (الإنجليزية): +43-676-635-6612 aaronarhodes@iranhumanrights.org