16/11/2005

حضرة معالي الوزير ….

بصفتنا منظّمات غير حكومية تُعنى بالتنمية وتعمل في منطقة البحر المتوسط، نتوجّه إليكم في معرض التحضير للعيد العاشر للشراكة الأوروبيّة المتوسطية للتطرّق إلى مخاوفنا ورفع توصياتنا حول خطط تحرير التجارة في القطاع الزراعي في إطار اتفاق الأوروميد.

وفيما يبلغ مؤتمر برشلونة عقدَه الثاني، نؤمن أنّه من الضروري التحرّك لضمان وقع ملموس له على حياة السكّان العاديين على أرض الواقع.

بينما كان إعلان برشلونة في العام 1995 يهدف الى خلق “منطقة ازدهار مشتركة”، يستمرّ الفقر في تضييق خناقه على منطقة جنوب المتوسط. فثلاثة أرباع الفقراء يعيشون في مناطقَ ريفيّة وحوالى 40% من شعوب شركاء جنوب المتوسط يعتمدون على الزراعة كمصدر عيشهم.

تشكّل الزراعة حجر الأساس في اقتصاد المنطقة الجنوبية، وينتابنا قلق كبير إذ إن إجراءات التجارة الزراعية المُتبادَلة ستقوّض حياة ملايين المزارعين الصغار في بلدان جنوبي المتوسط، لا سيمّا بالنظر الى الفروقات الشاسعة بين القطاعات الزراعية في الاتحاد الأوروبي ودول جنوبي المتوسط المُشار إليها في نفقات الاتحاد الأوروبي الاجماليّة في السياسة الزراعية المشتركة التي ستبقى حوالى 43 مليار يورو في السنة حتى العام 2013.

نشاطر القلق الذي تعكسه الدراسات حول تأثير تحرير التجارة الزراعية في منطقة البحر المتوسط، التي أعدّها مركز العمل الاقليمي حول الخطة الزرقاء، لخطة التحرّك في المتوسط وذلك لصالح اللّجنة المتوسطية للتنمية المستدامة، فضلاً عن النتائج الأوّلية التي طال انتظارها لتقييم تأثير الاستدامة لمنطقة التجارة الحرّة الأوروبيّة المتوسطيّة.

ندعو دول الأوروميد الى تجميد الخطط الجارية وذلك لإنجاز تحرير التجارة الزراعية مع حلول العام 2006، حتى يتمّ الانتهاء من تقييم تأثير الاستدامة ومن مناقشة التوصيات مع الجهات المعنيّة كلّها. نعتقد أنه لا بدّ من تكييف مفاوضات التجارة المستقبليّة، بما فيها أي مساعدة تقنية أو تنمويّة، مع النتائج النهائية لتقييم تأثير الاستدامة المتوقَّع ظهورها مع نهاية العام 2006.

في غضون ذلك، نحثّ الاتحاد الأوروبي على الإسراع في خططه لإطلاق برنامج التعاون الإقليمي حول التنمية الريفيّة المُخطَّط له في العام 2007، كما يُشار إليه في برنامج عمل اللّجنة الأوروبيّة الذي يمتدّ على خمس سنوات.

كما نطلب من الاتحاد الأوروبي عدم الإصرار على التحرير المُتبادل وإلغاء دعمه لصادراته وخفض الدعم المحلي الآخر الذي يشوّه التجارة، وذلك بموجب التزامات الدوحة حول التنمية.

نرى أنه لا بدّ للزراعة في دول جنوبي المتوسّط من أن تلقى مُعاملةً “خاصةً ومميَّزةً” حيث تُمنَح هذه الدول إمكانية بلوغ أكبر الى أسواق الاتحاد الأوروبي، مع الاحتفاظ بالمرونة لحماية قطاعاتها الزراعية الخاصة في مجالات الأمن الغذائي وحماية البيئة وضمان مصادر رزق ريفية مستدامة وقابلة للحياة. فقد يزيد التحرير التجاري الكامل من هشاشة كل من الأسر الريفيّة والحضريّة تجاه التقلّبات في أسعار السوق للمواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي وفي العالم برمّته، ممّا قد يثير مخاوف حول الأمن الغذائي. فالنساء بشكل خاص هن اللواتي سيتحملّن على الأرجح عبء تكاليف اعادة الهيكلة هذه.

فضلاً عن ذلك، ستخفِّض إزالة الرسوم على الواردات من الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي عائدات الحكومة، ما يُلقي بظلاله على النفقات الصحيّة والتربويّة، إلا إذا تمكّنت الحكومات من رفع تدفّق عائداتها بطرق أخرى و/أو الحصول على مساعدات مُضاعَفة بشكل أساسي من وراء البحار. هذا بدوره سيكون له تأثيرات خطرة على قدرة دول جنوبي المتوسط على تحقيق أهداف الألفية للتنمية.

ندعو حكومات جنوبي المتوسط لتقديم دعم أكثر فاعلية للمزارعين الصغار ولتطبيق المزيد من برامج التنمية بغية استهداف الفقر الريفي وضمان استدامة مصادر الرزق الريفيّة.

ستشكّل القمة الأوروبيّة المتوسطيّة في برشلونة، في وقت لاحق من هذا الشهر، حدثاً غيرَ مسبوقٍ لنفخ روح حياة جديدة في مؤتمر برشلونة ولضمان مصلحة شعوب منطقة المتوسّط.

وتفضّلوا بقبول فائق الاحترام،

آدم ليش Adam Leach
المدير الإقليمي الرئيس
الشرق الأوسط والمغرب
أكسفام إنترناشونال

مع توقيع:

  • شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية (ANND)، بيروت، لبنان
  • المنظمة الإنجيلية القبطية للخدمات الاجتماعية (CEOSS)، القاهرة، مصر
  • التحرّك التنموي البيئي (ENDA)، باريس، فرنسا
  • أصدقاء الأرض ميدنيت Mednet، بروكسيل، بلجيكا
  • مركز الأرض لحقوق الإنسان (LCHR)، القاهرة، مصر
  • اتحاد لجان العمل الزراعي (UAWC)، رام الله، الضفة الغربية
    لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
    تليفون وفاكس / 5750470
    البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
    lchr@lchr-eg.org
    Website : http://www. Lchr-eg.org