7/12/2005

في إطار جولة الإعادة لانتخابات المرحلة الثالثة قبل البدء في عملية الفرز في بعض دوائر محافظات الدقهلية والشرقية وسوهاج وأسوان، ومن واقع تقارير مراقبي المركز تكشف الملاحظات الأولية عن وجود نوايا مبيتة للتزوير لصالح مرشحي الوطني في دوائر بعينها، وعن تبني الإخوان لآليات الوطني في تعبئة الأصوات كالقيام بأعمال بلطجة وعنف وتقديم رشاوى للناخبين فضلاً عن توظيف الخطاب الديني.

تشتعل دائرة دكرنس بمحافظة الدقهلية بالحرب بين مرشح الوطني فئات اللواء محمد شبكة – مدير أمن سابق بمباحث أمن الدولة- الذي ترشح كمستقل وانضم للوطني عند صعوده لمرحلة الإعادة بعد أن حصل على 15 ألف صوتاً، وبين ومرشح الإخوان فئات د.أحمد كسبة- وهو طبيب عيون ورئيس نقابة الأطباء بالدقهلية- وكان قد حصل على 21 ألف صوتاً في الجولة الأولى، كلاهما كان قد هزم مرشح الوطني إبراهيم فرج أحد رموز الفساد بدكرنس كما أكد بعض المراقبين. ويتبادل كلا المرشحين الاتهامات بشراء الأصوات ورشوة الناخبين، حيث يؤكد أنصار مرشحي الوطني أن مرشح الإخوان يقدم رشاوى انتخابية ويؤكد أنصار الإخوان العكس.

وقد قام أنصار مرشح الإخوان بأعمال شغب وعنف في بداية اليوم الانتخابي مما جعل الأمن المركزي يلقي بقنابل مسيلة للدموع وبالأخص في قرية ديميلشت. ويقوم الموظفون التنفيذيون بتعبئة الأصوات لصالح مرشح الوطني وتم تهديدهم إن لم يفلحوا في ذلك وفشل الوطني بأن عليهم حينئذٍ تقديم استقالتهم، وقد تم تقديم أوامر مشددة للعمد ومشايخ البلاد للوقوف داخل لجان التصويت لدفع الناخبين لمنح أصواتهم لمرشح الوطني وإلا سوف يفقدون مناصبهم في وزارة الداخلية كما أكد بعض المراقبين، وقام بذلك على سبيل المثال إبراهيم الجمل عمدة عزبة الأحمر في الجولة الأولى وجولة الإعادة للمرحلة الثالثة كلتيهما، كذلك وقف وكلاء مرشح الوطني داخل اللجان يحضون الناخبين على التعليم على الهلال والجمل مما جعل مراقبة مركز الأرض تشتبك معهم في جدال حول عدم أحقيتهم في ذلك. وبينت تقارير المراقبين أن نسبة التصويت بالدائرة منخفضة بشكل عام حيث تسود في الدائرة حالة عامة من الإحباط بين الأهالي بعد الجولة الأولى بسبب شعورهم بأن أصواتهم غير محتسبة ولا يأخذ إرادتهم أحد في الاعتبار، ويتجه الناخبون الذين منحوا أصواتهم في الجولة الأولى لمرشحي المعارضة من ناصري وتجمع ووفد لمنح أصواتهم الآن لمرشح الإخوان نكاية في الوطني وليس تأييداً لهذا المرشح، وتقول إحدى الناخبات من أهالي عزبة الأحمر أنها لا تريد مرشح الوطني وليس لديها خيار آخر لتعلن عن رفضها له سوى منح صوتها لمرشح الإخوان.

وكان أنصار مرشح الإخوان في هذه الجولة قد قاموا بالمرور على منازل القرى عشية الانتخابات يتسولون الأصوات مثلما فعلوا في الجولة الأولى، واختاروا عائلات بعينها لأجل حشد تكتلات تصويتية. وفي المقابل يقوم اللواء شبكة بشراء الأصوات ونقل الناخبين بشكل جماعي للجان التصويت.

وعلى الجانب الآخر يتنافس على مقعد الفلاحين مرشح الوطني شوقي عبد العليم وهو عضو سابق في مجلس الشعب وكان قد حصل على 23 ألف صوتاً في الجولة الأولى وشكري شلتوت مستقل ولكنه ينتمي للإخوان وحصل في المقابل على 13 ألف صوتاً، وكان قد خاض الانتخابات في الدورة السابقة رافعاً شعار الإخوان ولكنه لم يرفعه هذه الدورة لأسباب أمنية، وهو وكسبة كانا قد خاضا الانتخابات البرلمانية عدة دورات سابقة ولم يحظيا بالنجاح. ويستند المرشحون الأربعة بشكل واسع النطاق على الأساس العائلي أو على أصوات القرى التي ينتمون إليها، ففي حين يراهن كسبة على أصوات ميت النحال، يعتمد عبد العليم على أصوات ميت شرف ويعتمد شبكة على أصوات دكرنس المركز. وجدير بالذكر أن الانتخابات كان من المفترض إعادتها بشكل كامل في دكرنس ولكن وزير الداخلية رفض تنفيذ حكم المحكمة.

وفي دائرة منية النصر بالدقهلية أيضاً يتنافس في الإعادة المستشار محمد موسى مرشح الوطني فئات- وهو من الحرس القديم للوطني ومستشار اللجنة التشريعية في مجلس الشعب واحتفظ بمقعده في مجلس الشعب لمدة 25 عاماً- مع مرشح الإخوان إبراهيم أبو عوف وهو من قرية برنبال القديمة وبها كتلة تصويتية هائلة تبلغ 17 ألف صوتاً يعتمد عليها هذا المرشح بشكل أساسي. وكان مرشح الوطني في الجولة الأولى لم يحصل سوى على 1700 صوتاً ولكن تم تغيير النتيجة إلى 17 ألف صوتاً بعد أن أصابته حالة إغماء دخل على إثرها مستشفى منية النصر. وقد سارت العملية الانتخابية بشكل بطيء للغاية في برنبال لأجل الحد من الأصوات التي من المتوقع ذهابها لمرشح الإخوان، وحدثت العديد من أحداث العنف بين أنصار مرشح الوطني وأنصار مرشح الإخوان في برنبال حيث تم التراشق بالحجارة والأعيرة النارية بينهما مما جعل الأمن يلقي بقنابل مسيلة للدموع. ومن جهة أخرى يتنافس على مقعد العمال ناجي عبد المنعم مرشح الوطني مع محمود نبيه مستقل، والأول قد قضى عشرين عاماً مجلس الشعب وقدم في هذه الفترة خدمات كثيرة للدائرة له شعبية فيها، ولكن تتعمد مدينة الكردي وهي بلد المرشح المنافس إضعاف نسبة التصويت له لصالح مرشحها كما بينت ملاحظات المراقبين. وتواجه دائرة مركز الجمالية أحداث عنف أيضاً بسبب المنافسة بين مرشح الوطني والإخوان، وفي المقابل تتمتع دائرة بني عبيد وبها طارق الدسوقي مرشح الإخوان فئات وحسن المير وطني فئات بالهدوء نظراً للقدرات التنظيمية للإخوان فيها.

وتبدو دوائر محافظة سوهاج مشتعلة كدوائر محافظة الدقهلية، بالأخص دائرة بندر سوهاج التي يتنافس فيها مرشح الحزب الوطني فئات حازم حمادي ومرشح الإخوان مختار أحمد البيه فئات، حيث نشبت أحداث الشغب بين أنصار المرشحين مما جعل الأمن يلقي بقنابل مسيلة للدموع مما أدى لإصابة 13 مواطن منهم طفلة تبلغ العاشرة من عمرها، وتم إغلاق لجنة رقم 95 بقرية الصلعا وهي بلد مرشح الإخوان ويتمتع بها بكتلة تصويتية. وفي دائرة أخميم يواجه السيد محمود الشريف مرشح الوطني فئات مأزقاً حرجاً بعد أن كان مركز الأرض قد فضح عمليات التزوير التي تمت لصالحه في الجولة الأولى والتي أكدتها تقارير المراقبين، وتؤكد التقارير أيضاً أنه يواجه مقت وكره الأهالي الذين يتكاتفون الآن لإسقاطه في جولة الإعادة التي كان قد صعد لها رغماً عن إرادة الناخبين. وبالرغم من انخفاض نسبة التصويت له بشكل ملحوظ للغاية في لجان الدائرة، إلا أنه من المتوقع حدوث عملية تزوير للأصوات لصالحه عند الفرز بمساعدة الموظفين والقضاة، خاصة وأنه كان في الجولة الأولى قد ارتكب مخالفات وقدم رشاوى للناخبين كما حدث في اللجنة رقم 178 التي بيع فيها الصوت ب 100 جنيه، وحدث تلاعب في الأصوات لصالحه أيضاً في صناديق رقم 90 و145 و146 في الجولة الأولى.

وكان الشريف قد بدأ في شراء الأصوات منذ الليلة السابقة على الانتخابات ووصل سعر الصوت إلى 200 جنيهاً وقام أيضاً باستئجار سيارات لنقل الناخبين للجان للتصويت بشكل جماعي طبقاً لمشاهدات المراقبين.

أما دائرة دار السلام فيتكتل الأهالي فيها لإسقاط مرشح الوطني فئات عبد الرحيم رضوان وينافسه أحمد عبد السلام قورة مستقل، ويشعر الأهالي بالمقت تجاه عبد الرحيم رضوان الذي ينتمي لعائلة رضوان التي ظلت تحتفظ بمقعد مجلس الشعب عن هذه الدائرة لعقود وكان أبوه هو مؤسس الحزب الوطني بها دون تقديم أية خدمات تُذكر لها، في حين عمل قورة على تقديم خدمات كثيرة لها قبيل الانتخابات حيث أنه كان يعمل بالكويت ويمتلك شركات عديدة وساهم في توظيف أهالي الدائرة، وتقف قرية أولاد خلف على وجه الخصوص في وجه هذا المرشح بعد أن خسر مرشح مستقل من أبناءها في الجولة الأولى وهو اللواء فاروق أبو حمدان ويمنعون الناخبين باستخدام العصي والشوم من التصويت، لدرجة أن اللجنة رقم 89 لم يصوت بها سوى ناخبين فقط واللجنة 88 بها عشرة أصوات فقط لا غير.

وقد عانى مراقبو المركز في هذه الدائرة من سوء معاملة بعض القضاة والمستشارين وذلك لتهيئة عملية التزوير لصالح مرشحي الوطني، مثلما حدث في لجنة رقم 11 بالزرزارة حيث قام المستشار جعفر قاسم بطرد مراقبة المركز من اللجنة عندما اعترضت على عدم إغلاق الستار الذي يقف خلفه الناخب للتصويت وعلى قيام وكلاء مرشحي الوطني بالتأثير على الناخبين داخل اللجنة وبالأخص السيدات اللاتي لا يُجدن القراءة والكتابة ولا يرغبن في التعليم على الهلال والجمل، ولفتت نظره كذلك لقيام أنصار مرشح الوطني بشراء أصوات. بالإضافة لذلك، كان بعض المستشارين يتغيبون لفترات طويلة عن لجانهم كما حدث في لجنة 95 بمعهد نقنق الابتدائي، وأخذ عمدة هذه البلدة كشوف الناخبين وذهب بها لجهة غير معلومة، وسمح بعض القضاة أيضاً بحضور ضباط الأمن داخل اللجان مثلما حدث بلجنة رقم 5 التي كان يجلس بها ضابط برتبة رائد أمام القاضي مباشرة. وقد انتشرت عملية شراء الأصوات لصالح مرشح الوطني بشكل عام في قري الزرزارة والبلابيش ورفض بعض الأهالي هذه الممارسات وابتزاز الفقراء ورشوتهم.

أما دائرة المراغة فهي دائرة لها خصوصيتها حيث يتنافس فيها على مقعد الفئات مرشح الإخوان محمد عبد الرحمن مع المرشح الوطني القبطي اللواء سليمان صبحي سليمان، ويستغل مرشح الإخوان الهوية الدينية لمنافسه أسوأ استغلال ويقوم بتعبئة الأصوات على أساس طائفي مشعلاً مشاعر الكراهية الدينية في الدائرة. وتعتمد الدعاية الانتخابية لمرشح الإخوان – وهو موظف بوزارة الأوقاف- على تنظيم مسيرات يسير فيها الملتحون يهتفون له في حين تطلق النساء التابعات له الزغاريد من داخل منازلهن عند مروره، وهو يخوض انتخابات مجلس الشعب للمرة الأولى. وتبدو في المقابل دائرة جهينة كدائرة هادئة يتنافس فيها الوطني أمام الوطني، فقد صعد فيها لمرحلة الإعادة د.حمام زين العابدين فئات مستقل انضم للوطني ومحمود عبد العزيز مصلح عمال وطني أمام العمدة عبد العليم محمد علام وطني فئات وطني وعبد الرحيم محمد عبد الرحمن بهادر عمال وطني، ويتحالف كل من زين العابدين ومصلح ضد تحالف علام وبهادر وكلاهما عضو سابق في البرلمان لأكثر من دورة ولم يقدما خدمات تُذكر في الدائرة، حتى كان علام يقوم بتوزيع الوظائف على أبناء عائلته فقط ويختص بها بهادر أناس من خارج الدائرة تماماً، في حين نجح منافساهما في كسب تأييد الدائرة من خلال تقديم بعض الخدمات قبيل الانتخابات. وفي جميع الحالات سوف يخرج الحزب الوطني فائزاً في هذه الدائرة.

وفي محافظة الشرقية وتحديداً في دائرة التلين التي يتنافس فيها مرشح حزب الوفد د. محمود أباظة مع يحي عزمي مرشح الوطني فئات- وهو شقيق د. زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهورية ويخوض الانتخابات للمرة الأولى بعد أن ترك موقعه الوظيفي في النيابة الإدارية- يعتمد مرشح الوفد على ثقل عائلته التي قدمت خدمات كثيرة للدائرة في حين يعتمد مرشح الوطني على مساندة الأمن والنوايا المبيتة للتزوير كما أكد مراقبو المركز. ويتنافس على مقعد العمال مصطفى لطفي وطني وكان عضواً في المجلس لدورتين سابقتين ومرشح الإخوان مؤمن زعرور. وقد لاحظ مراقبو المركز حدوث تعبئة للأصوات لصالح مرشح الوطني عزمي خارج وداخل اللجان وتوزيع بطاقات الدعاية له، وخرج أكثر من ناخب بدون غمس أصابعهم في الحبر الفوسفوري مما يعني إمكانية دخولهم للتصويت مرة أخرى، وكان أحد ضباط الأمن قد نهر مراقب المركز وطلب منه الخروج من اللجنة أثناء كتابته لتقرير المراقبة. وفي لجنة مدرسة أبو طوالة قامت قوات الأمن المركزي بقيادة المقدم أحمد الخولي بمحاصرة لجان رقم 14 و15 و16 لمنع الناخبين من التصويت لصالح د. أباظة مرشح الوفد، وتم في هذه القرية أيضاً الاعتداء على مراقبين من مركز الحوار، كما قام أحد أنصار مرشح الوطني عمال ويُدعى محمد محمود أبو الحاج وهو موظف بالمعهد الديني بالاعتداء على صحفية ومذيعة من إحدى القنوات الفضائية.

وقام القاضي في لجنة رقم 14 بالتضامن مع المراقبين في مذكرة قاموا بإعدادها ضد جميع الانتهاكات التي حدثت في هذه اللجنة. وفي مية بشار تسببت قوات الأمن في مقتل طفل صغير ورجل بالرصاص المطاطي بعد نشوب أحداث عنف بين أنصار مرشح الإخوان والوطني. أما في دائرة فاقوس بالشرقية أيضاً فقد استخدم مرشح الإخوان المسلمين فئات فريد إسماعيل جميع الآليات التي يستخدمها مرشحو الوطني للحصول على أصوات في مقابل منافسه العميد علي الدين النجار وهو مستقل سوف ينضم للوطني في حالة فوزه. حيث قام مرشح الإخوان بدفع رشاوى انتخابية للفلاحين البسطاء لم تزد عن عشرة جنيهات لمن كان سهل القياد منهم أو 20 لمن كان يساومه، وقام بتوزيع البطاطين والدقيق والبط طبقاُ لما ذكره المواطنون في قريتي أكياد البحرية والقبلية، ذلك فضلاً عن استخدامه لشعار الإسلام هو الحل الذي فقد مصداقيته لدى أهالي هذه الدائرة بسبب ممارسات المرشح.

بالإضافة لذلك، يستخدم مرشح الإخوان بلطجية يقومون بالتحرش بأنصار المرشح المستقل وتدمير السيارات التابعة له مما أدى لإصابة الكثير من المواطنين الأبرياء، ويقوم بتعبئة أصوات كبار السن من الجهلاء من خلال أخذهم في سيارات للتصويت الجماعي، وتنتشر أنصاره من المنقبات داخل البيوت لتعبئة أصوات النساء الجاهلات أيضاً.

وتبدو دائرة بندر أسوان بمحافظة أسوان أكثر هدوءاً من جميع الدوائر سالفة الذكر، حيث يتنافس فيها الوطني أمام الوطني من خلال أربعة مرشحين اثنين منهم وطني وهما محمد عبد الله عبد الغني فئات وزين العابدين سيد أحمد عمال، والآخران مستقلان وهما جابر إبراهيم خليل فلاح ودياب عبدالله طه عمال وسوف ينضمان للوطني في حالة فوزهما. وكانت نسبة التصويت عالية حيث بلغت حوالي 70 بالمائة طبقاً لتقارير مراقبي المركز، والنتيجة في جميع الأحوال ستكون خروج الحزب الوطني فائزاً.

هذا وسوف يتابع المركز في تقارير تالية نتائج فرز أصوات الناخبين في هذه الدوائر ورصد التلاعب والتجاوزات إن وجدت خلال عملية الفرز التي كان يأمل المركز كما طالب معظم المرشحين باستجابة وزير العدل ورئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية بفرز صناديق الانتخابات في اللجان الفرعية أو على الأقل فرز كل صندوق على حدة لضمان حياد ونزاهة الانتخابات لبرلمان المستقبل!!

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org