12 يوليو 2004
إن تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان يؤمن انه بمدى قدرة المجتمعات والشعوب على حماية حرية الفكر وحرية الإبداع حرية الآداب والفنون وحرية البحث العلمي والابتكار ، بمدى قدرتها على النهوض والتغيير من اجل مستقبل أفضل.
لقد قامت حضارات الأمم على أعمال العقل الإنساني وإطلاق العنان للفكر والخيال.
وما تراث الإنسانية الذي نفخر به ونستمد منه القوة وآلام عبر تاريخ البشرية إلا نتاج ذلك.
إننا نؤمن انه بمدى قدرتنا على التسامح الفكري وقبول التعددية في الفهم وقبول حق الآخرين في التعبير بصور أخرى تختلف عما نعتقده ودون حساسيات مسبقة. فانه السبيل لحماية مجتمعاتنا ونسيجها الوطني من التمزق والضعف والخضوع لمنهج يكرس الجمود العقلي والتشدد الذي تعانى منه جميعا ، بل انه السبيل للقضاء على التعصب والتطرف في التفكير والمواقف.
إن المبادئ التي اقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيتي الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واقرها الدستور وصدقت عليها مصر وأصبحت جزءا من القانون المصري تفتح الباب أمام احترام حقيقي وضمانات حقيقية للديمقراطية واحترام حق الإنسان في التفكير والإبداع. إن احترام حقوق الإنسان يتضمن فكرا وتطبيقا وتقديرا عاليا للتراث الإنساني لكافة الأديان.
إن دعاوى البعض ضد حرية الفكر وحرية الإبداع ، بل وحرية البحث العلمي والابتكار لصالح الإنسانية بحجة حماية الدين والقيم والتقاليد والعادات ، هي دعاوى لإغلاق باب العقل وباب التفكير وهى دعاوى لم تتوقف عبر التاريخ لاضطهاد المفكرين والأدباء والشعراء والعلماء وترويعهم.
إن انسداد الأفق عبر فكر المصادرة والمنع والتحريم وإعطاء الضبطية القضائية لرجال الدين لمصادرة الكتب والروايات وإدخالهم في الرقابة على المصنفات لمنع الأفلام السينمائية وتكرار استخدام عبارات – حماية النظام العام أو الآداب العامة – وتصل عند البعض لتهييج الطوائف الدينية “لتهب – بحجة حماية الدين! – هي بدأتها منظومة الفكر التي تؤدى إلي إفراز داء الإرهاب والعنف السياسي والديني في بلداننا.
إن النقد للآداب والفنون حق مباح ، بل إننا بحاجة لحركة نقدية قوية تفرز لنا الغث من الثمين ، ولكننا أيضا بحاجة للفن لكي يسعدنا ويضفي البهجة على حياتنا ولكي يكشف لنا عن عيوبنا وسلبياتنا وقد يضحكنا على أنفسنا ويسخر من سلبياتنا كمجتمع وكنماذج بشرية مسلمين وأقباط وهو يقوم بتلك الوظيفة ، لكن ذلك كله لا يدعونا لرفع أسلحة التهديد والتكفير والمصادرة ولا يدعونا لتحطيم الأعمال النحتية والتماثيل كما فعل “الطالبان” أو قتل الأدباء أو المطالبة بمصادرة الأفلام.
لذلك فان تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان يعلن
– التضامن مع الفنانين المصريين الذين صنعوا لنا فيلم “بحب السيما”.
والإعلان عن بدء حملة للتأكيد على حق جميع المواطنين ومنهم الكتاب والأدباء والفنانين في ممارسة حرية الفكر والتعبير عن الرأي وحرية الإبداع.
– تشكيل هيئة جماعية للدفاع القانوني والقضائي في مواجهة الدعاوى المرفوعة أو التي قد ترفع ضدهم.
– مناشدة المؤسسات الدينية والغيورين على الدين ، البعد بأنفسهم عن الهجوم على رواية هنا او فيلم هناك باسم حماية الدين – لان ذلك يفتح باب التطرف ويلهب رؤوس المتعصبين ومن لا عقول لهم الذين اغتالوا فرج فوده وحاولوا
تجمع المنظمات المصرية لحقوق الإنسان