8/11/2005

في الآونة الأخيرة تعالت بعض الأصوات التي تدعى أن العملية الانتخابية تتم في ظل حياد أمنى لم تشهده مصر من قبل ،إلا أن ما رصده مراقبي الجمعية حتى الآن
يوضح أن نظرية الحياد الامنى في الانتخابات البرلمانية مجرد نظرية وهمية .
نعم لقد تغيرت آليات الأمن في التعامل مع الملف الانتخابي في ظل الأوضاع السياسية الراهنة،إلا أن أهداف الأمن بشأن هذا الملف ظلت كما هي ولم تتغير
فمازال الأمن المصري يلعب دورا محوريا في التأثير على العملية الانتخابية لصالح الحزب الوطني الديمقراطي، وبالرغم من المحاولات الدءوبة لإخفاء هذا الدور والتعتيم عليه أو محاولة تجميل ما يظهر منه والادعاء بأنه مجرد سلوك شخصي،أو انحراف فردى ولا يتم بصورة منهجية أو منظمة من قبل جهاز الأمن إلا أن كل ذلك لم يفلح حتى الآن ،فإذا ما نظرنا للعملية الانتخابية نجدها تتم على على عدة مراحل (إعداد الكشوف ، فتح باب الترشيح ،الدعاية الانتخابية ،الانتخاب ،الفرز ،وإعلان النتيجة) وإذا ما تناولنا دور الأمن في كل مرحلة تمت حتى الآن لتبين لنا تأثيرات الدور الامنى على العملية الانتخابية من ناحية ،وساعدنا على تقييم هذا الدور وتحديد مدى حياديته من ناحية أخرى .

ففي مرحلة قيد الناخبين بالكشوف:
فقد شهدت تلك المرحلة العديد من الانتهاكات بشأن التلاعب في هذه الكشوف و إدراج العديد من الأسماء بها بشكل جماعي ،و منها ما تم الطعن عليه أمام القضاء لتوافر كشوف الدائرة لدى بعض المرشحين والناخبين(مثل دوائر السيدة زينب،قصر النيل ،عابدين، باب الشعرية ،الدقي و العجوزة ) ،ومنها ما لم يتم الطعن عليه لعدم توافر تلك الكشوف لدى راغبى الطعن (مثل دائرة المطرية)،أو نتيجة لعدم اكتشافهم هذا التلاعب إلا بعد فوات مواعيد الطعن عليه(دائرة مدينة نصر،المعادى والبساتين ) إلا أن ما صدر من أحكام حتى الآن يوضح فساد هذه الكشوف و يفضح عمليات القيد الجماعي و التي تمت جميعها في أقسام الشرطة وتحت إشراف ووصاية رجال الأمن مما يصعب معه القول بأنه كان سلوك فردى .

وفى مرحلة فتح باب الترشيح:
من ابرز الانتهاكات المنظمة والمنهجية التي شهدتها هذه المرحلة هي تخصيص رقمي 1،2 رمزي الهلال والجمل لجميع مرشحي الحزب الوطني على مستوى الجمهورية بالرغم من عدم أسبقية حضورهم، وهو ما يساهم في إبراز أسمائهم في استمارة الاقتراع ويسهل عملية التصويت لصالحهم دون أحقيتهم في ذلك،بالإضافة لبعض الانتهاكات السابق ذكرها تفصيلا في بيانات الجمعية أرقام 2،3،4 وفى مرحلة الدعاية:

فقد شهدت هذه المرحلة العديد من الانتهاكات في عدد من الدوائر منها ما يمكن اعتباره سلوك فردى، ومنها ما يمكن الجزم بأنه عمل منهجي منظم ومتعمد وذلك على التفصيل التالي:

1- شهدت الدائرة السادسة قسم شرطة مدينة نصر تمزيق عدد من اللافتات الخاصة بالمرشحين
– على أبو النجا( فئات)-مرشح حزب الغد-موسى مصطفى موسى) ،والمرشح باسل محمد عادل إبراهيم( عمال-مرشح حزب الغد -ايمن نور )
– المرشح جمال سرور عمال مستقل
– المرشح عصام زكريا درويش فئات مستقل
حيث تم تمزيق العديد من لافتاتهم دون سبب واضح
– كما تم تمزيق بعض لافتات مرشحي الأخوان المسلمين عن نفس الدائرة و التي كانت تحمل تهنئة لأبناء الدائرة بحلول شهر رمضان تحت زعم أنها ليست لافتات انتخابية بالرغم من وجود العديد من اللافتات لمرشحي الحزب الوطني والمستقلين المنتمين للحزب الوطني والتي تحمل نفس التهنئة ولم يتم التعرض لها . – كما قام رجال من الحي بصحة الأمن وأتباعه بتمزيق عدد 60 لافتة في يوم واحد وهو يوم الاثنين الموافق 1/11/2005 تحت زعم صدور قرارات بتمزيق أي لافتة تحمل شعار ديني وعندما توجه المرشحين للحي للاستفسار عن أسباب هذا السلوك أخطرهم رئيس الحي بأنه سوف يقوم بتمزيق كل اللافتات التي تحمل الشعارات الدينية وليست ال60 لافتة التي تم تمزيقها .

2- شهدت الدائرة الثانية قسم شرطة الدقي بالجيزة تعرض بعض شباب منطقة أولاد علام لمرشح الأخوان حازم أبو إسماعيل( فئات) ومنعوه دخول مركز الشباب يوم 13/10/2005 ،كما تم أزلة لافتة خاصة لنفس المرشح من أمام نادي الصيد.

– كما تم إزالة جميع اللافتات المعلقة على سور كوبري الدقي الخاصة بالمرشح محمد مصطفى حمودة دون مبرر. – وتم كذلك تمزيق عدد كبير من لافتات المرشح سيد محمد حسين وشهرته الحاج عربي عمال مستقل

3- وفي دائرة بندر المنيا قامت مباحث امن الدولة باستدعاء مرشح الأخوان المسلمين د/ محمد سعد الكتاتني يوم 30/10/2005 وطلب منه إزالة جميع اللافتات التي تحمل اسم جماعة الأخوان المسلمين والإبقاء على اللافتات التي تحمل الشعار الديني للجماعة
– كما لاحظ مراقبو الجمعية تشديد الإجراءات الأمنية أثناء زيارة قيادات الحزب الوطني للمدينة (جمال مبارك، وصفوت الشريف )على الرغم من زيارتهم كانت بصفتهم الحزبية. 4- وفي دائرة شبرا الخيمة بالقلوبية اكتشف مرشح حزب الغد (عمال) عصام عبد المحسن جاد اختفاء عدد كبير من لافتاته تحمل شعار( اشتري حريتك بصوتك ….. مرشح حزب الغد ) وقام بتحرير محضر أحوال 47 في نفس اليوم – كما شوهد احد أمناء الشرطة وكان يستقل دراجة بخارية يأمر بعض المحال بإزالة ملصقات نفس المرشح من على واجهات المحلات .

– قامت جهات الأمن بإلغاء حفل فطار لمرشح الأخوان المسلمين جمال محمود شحاتة عمال كان مقرر له 19/10/2005 بنادي مسطرد حيث قامت جهات الأمن بالاتصال بمدير النادي وأبلغته بعدم السماح لمرشح الأخوان بإقامة الإفطار في النادي فما كان منه إلا أن قام بإبلاغ مرشح الأخوان بالأمر مساء 18/10/2005 – وبتاريخ 16/10/2005 تم تمزيق عدد أربع لافتات لنفس المرشح كانت تحمل عبارة (مرشح الأخوان المسلمين ) وتركت باقي اللافتات التي كانت تحمل شعار الحملة (الإسلام هو الحل ) – و تم تمزيق لافتة كبيرة معلقة بميدان بهتيم خاصة بمرشح حزب التجمع وجبهة المعارضة (العامل/ احمد الجمل بالرغم من وجود العديد من لافتات الحزب الوطني والمستقلين ولم يتم إزالتها .

– كما تعرض لاعب الأهلي السابق مشير حنفي والمرشح على مقعد فئات لهجوم من ثلاثة أشخاص ملثمين أثناء مروره بشارع الترعة القديمة متوجها لعزبة إبراهيم بك حيث تم الاعتداء على سيارته وحطم زجاجها فهرب هو ومحاميه سعيد عجمي الذي كان بصحبته آن ذاك ،كما تعرض أثناء مطاردته من قبل الثلاثة الملثمين لطلق ناري لم يصبه ولكنه سقط مغشيا عليه عندما سمع صوت الطلقات .وبدء أهالي المنطقة في التجمع حول المرشح بعد سماعهم لأصوات الطلقات النارية وتوجه للقسم بعد أن عاد إليه وعيه وطلب تحرير محضر بالواقعة إلا أن رئيس المباحث ( خالد بدر ) رفض تحرير المحضر في البداية وبعد إصرار المرشح تم تحرير المحضر وتمت معاينة فنية للسيارة والتي اثبتت تهشم أجزاء من جسم السيارة وتحطيم زجاجها ووجود طلقات خرطوش بداخلها وتم التحفظ على السيارة بقسم الشرطة.

5- وفي الدائرة الأولى قسم شرطة دمنهور تم تمزيق لافتات مرشح حركة كفاية عصام الدين محمود جويدة (عمال مستقل ) المعلقة بميدان الساعة بشارع الجمهورية وشارع عرابي بميدان جلال قريطم. وكانت تحمل شعارات ( كرامتي في القسم وها خدها) (حريتي في القسم ها خدها )(وعصام جويدة ضد الفساد والاستبداد )(عصام جويدة ضد بلطجة النظام ).
– كما تعمدت جهات الأمن التصريح لمرشح حزب التجمع وجبهة والمعارضة زهدي الشامي فئات بعقد المؤتمرات ثم تقوم بإعطاء تصريح أخر لمرشح أخر في نفس التوقيت ونفس المكان حيث تم إعطائه تصريح بعقد المؤتمر يوم الخميس 20/11/2005 وفي نفس التوقيت والمكان صرحت لمصطفى الفقي مرشح الحزب الوطني ،كما صرحت لزهدي الشامي بعقد مؤتمر يوم الاثنين 31/10/2005 وصرحت لمرشح الأخوان جمال حشمت بعقد مؤتمر بنفس الزمان والمكان والزمان – كما قامت جهات الأمن بتخصيص احد أفرادها وهو الضابط محمد بسيوني من مباحث قسم شرطة دمنهور بمرافقة مرشح الوطني مصطفى الفقي في جميع تحركاته الانتخابية وهو ما يمثل انحياز واضح من جهات الأمن لصالح مرشح الوطني بدمنهور.

6- فى يوم 29/10/2005 بدائرة الثالثة سنورس الفيوم قام ضباط بمركز شرطة سنورس باستدعاء أربع من أنصار مرشح الأخوان احمدي قاسم محمد فئات وتم استجوابهم عن انتمائهم السياسي والديني لجماعة الأخوان المسلمين ،وكذلك سؤالهم عن الأعداد التي تطوف معهم في المسيرات وهل هي من الفيوم أم من خارج المحافظة .

7- وبالدائرة الأولى قسم شرطة الفيوم تم استدعاء بعض أنصار مرشح الأخوان محمد مصطفى عوض الله فئات وعضو مجلس الشعب عن الدائرة وسؤالهم عن نفس الأسئلة التي وجهت إلى أنصار مرشح الأخوان في سنورس وذلك يوم السبت 29/10/2005

8- الدائرة الأولى بندر قنا منعت جهات الأمن كل المرشحين ماعدا الوطني من عقد المؤتمرات منذ تاريخ بداية الدعاية الانتخابية 27/10/2005 حيث لم يسمح بممارسته إلا بداية من يوم 1/11/2005

9- الدائرة السادسة عشر مركز شرطة ميت غمر بالدقهلية تم تمزيق العديد من لافتات مرشح حزب التجمع وجبهة المعارضة العامل فاروق حسني وهو المرشح المعارض الوحيد على مقعد العمال.
-كما تم إلقاء القبض على عدد من الخطاطين والعمال الذين يقمون بكتابة لافتات مرشح الأخوان حاتم الشناوي على حوائط القرى،وتم كذلك تمزيق العديد من البوسترات الخاصة به وهو المرشح المعارض الوحيد على مقعد الفئات.

10-الدائرة الثانية قسم شرطة الأربعين بالسويس قام الأمن بمنع مسيرات مرشح الأخوان المسلمين عباس عبد العزيز فئات يومي الأحد 30/10/2005 والاثنين 31/10/2005
– كما قام بعض رجال الأمن بالمرور على أهالي الدائرة وتهدديهم لتمزيق ونزع صور مرشح الأخوان المعلقة على جدران منازلهم فقام الأهالي بنزع تلك الصور خوفا من تهديدات المخبرين.

– كما قامت مباحث امن الدولة باستدعاء مرشح الأخوان وطلبت منه نزع جميع اللافتات التي سجل عليها عبارة (جماعة الأخوان المسلمين ) وبدء المرشح في استبدال تلك اللافتات بأخرى لا تحمل اسم الجماعة 11- تعرض أنصار مرشح الفئات بدائرة إمبابة المهندس / كمال خليل لهجوم من عدد من الأشخاص غير المعروفين وقاموا بالاعتداء عليهم وتحطيم زجاج السيارة التي كانت تقلهم وتدعو أبناء الدائرة لحضور المؤتمر الجماهيري للمرشح يوم 7/11/2005 ،وكمال خليل هو أحد أبرز قيادات حركة كفاية وقاد العديد من المظاهرات ضد الحزب الوطني.

12- كما قام الرائد محمد الشرقاوى بمباحث حلوان بالاجتماع مع عائلات كفر العلو بحلوان يوم 6/11/2005 وطلب منهم الوقوف خلف مرشحي الحزب الوطني بالدائرة 25 نبيل الجابري فئات ،محمد مصطفى عمال . إن ما تلاحظ لمراقبي الجمعية بشأن الأداء الامنى في الانتخابات البرلمانية حتى الآن يمثل انحيازا واضحا من الأمن لصالح مرشحي الحزب.

ويبقى السؤال هل يتوقف دور الأمن عند هذه الحدود أم ستشهد الأيام القادمة تدخلات أمنية أكثر فجاجة تنال من ديمقراطية العملية الانتخابية ؟

المنسق العام لأعمال المراقبة
خالد علي عمر
8/11/2005