26/4/2008
تابع مركز ماعت بقلق بالغ حادث الاعتداء علي الدكتورة ماجدة عدلي مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب ، خلال حضورها ووفد حقوقي محاكمة أفراد عائلة متهمين بمقاومة السلطات في واقعة اتهموا فيها رئيس مباحث مركز كفر الدوار بتعذيبهم . الحادث من وجهة نظر المركز يعني الانتقال من جريمة الاعتداء علي كرامة المواطنين ، إلي إرهاب محامييهم والمدافعين عنهم من نشطاء حقوق الإنسان الجادين ، لما يعرف عن مركز النديم من دور في الدعم الطبي والقانوني لضحايا التعذيب داخل أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز . ويطالب المركز بإعمال مبدءا الشفافية في التحقيقات مع المجند المتهم ” أحمد عنتر ” من قبل النيابة العامة ، خاصة بعدما نشرت صحف مستقلة وبينها ” البديل ” ، شهادات حقوقية علي تعطيل سماع أقوال نسبها شهود إلي المتهم ، تؤكد وقوف رئيس مباحث كفر الدوار المقدم أحمد مقلد وراء الحادث ، وعدول المتهم عن تلك الأقوال بعد ضغوط تعرض لها ، كما يحذر المركز من محاولة تكرار أي تجاوزات بحق النشطاء الحقوقيين والسياسيين ، أو الصحفيين الكاشفين عن جرائم الفساد واستغلال السلطة والنفوذ والمقاومين بدورهم لأمية حقوق الإنسان بحثا عن مجتمع تسوده المعرفة بالحقوق والواجبات ويسوده السلام بين طبقاته والحاكم والمحكوم . ويرحب المركز بقرار الإفراج عن السوداني سامي الحاج مصور قناة الجزيرة ، بعد 6 سنوات من اعتقاله دون تهمة أو محاكمة في القاعدة الأمريكية علي خليج جوانتانامو بكوبا ، في مشهد يؤكد خطورة العمل الإعلامي في مناطق الصراع الملتهبة والمسئولة عنها الإدارة الأمريكية في إطار حربها المزعومة على الإرهاب الذي لم تضع له تعريفا محددا حتي الآن . واعتقل ” الحاج ” في أفغانستان باتهامات عن علاقته بتنظيم القاعدة ومن أسمتهم أمريكا بالمتمردين الأفغان ، ووفقا لتقارير دولية طلب منه مسئولون أمريكيون التجسس علي زملائه بالعمل مقابل إخلاء سبيله ، وكشف البنتاجون الأمريكي عن أسماء 490 معتقلا في جوانتانامو علي خلفية دعوي قضائية ضده ، إلا أن الأزمة – في نظر ماعت – تكمن في بقاء السجون والمعتقلات الأمريكية خارج العقاب المقرر للقائمين عليها في القانون الأمريكي ذاته ، لذلك يحتفظ داخله بعدد لا بأس به من المعتقلين ، كما لا تخلو مسئولية أمريكا مما يصيب الإعلاميين بالعراق الذي غاب عنه الاستقرار رغم الإطاحة بنظام صدام حسين وإعدامه شخصيا في مشهد يفسر رفض أمريكا الاستجابة للدعوات العالمية بتجميد أو إلغاء عقوبة الإعدام المهددة للسلام المجتمعي وحياة الأفراد حال تطبيقها بحق أبرياء أو استغلالها في محاكمات سياسية . ويطالب المركز الإدارة الأمريكية وحلفائها المشاركين في مناطق الحرب والصراع المسلح ، احترام الاتفاقات الدولية التي تقر حماية المدنيين والإعلاميين في زمن وأماكن الحرب ، كما يدعم الدعوة للإفراج عن تيسير علوني ، وأيضا جواد أحمد الصحفي بمحطة CTV الكندية داخل قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان منذ 26 أكتوبر الماضي ، كما يدعم الدعوة لإغلاق المعتقلات الأمريكية وبينها جوانتانامو المعروف بممارسة الانتهاكات الدينية والحقوقية علي أيدي رجاله طبقا لشهادة سامي الحاج المخلي سبيله . وفي السودان شهد المركز الحادث الأليم بمصرع دومينيك ديم وزير الدفاع ومستشار الرئاسة في حكومة الجنوب و 19 مسئولا عسكريا بين 22 شخصا آخرين تحطمت بهم طائرة الجمعة الماضية ، وسط أحاديث عن تدبير الحادث ، خاصة وأن السلام يغيب عن السودان رغم توقيع الحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقاً في عام 2005 مع حزب المؤتمر الوطني في الشمال لإنهاء أطول حرب أهلية في قارة إفريقيا ، ويؤكد المركز إن استمرار تواجد القوات الأجنبية علي الأراضي السودانية دون داع ، يزيد حدة الاحتقان بين أبناء البلد الواحد ويقلل من فرص نمو السلام المجتمعي هناك ، خاصة بعد تكرار مذابح بشرية بإقليم دارفور . كما يدين المركز تفجير أحد مساجد مدينة صعداء باليمن ، في إطاره مبادئه الداعية لصون دور العبادة واحترام جميع الأديان وعزلها عن الصراعات السياسية والعسكرية ، ويعتبر المركز الحادث بمثابة تطور خطير ونتيجة مرفوضة لخلافات القوي السياسية وسوء العلاقات بينها خلال الفترة التالية علي انتخاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ويدعو المركز كافة القوي الوطنية اليمنية لتجاوز أزمة الصراع السياسي بينها ، وحصره في مناطق العمل العام ، وإبعاد دور العبادة عنه درءا للفتنة بين أصحاب الأديان المختلفة وصونا لسلام مجتمعهم . |