17/6/2008

تابع ماعت تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني المرشح لتولي منصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو ، والتى تشير إلي عدم كراهيته لإسرائيل واستعداده لزيارتها ، وهي الكلمات التي تتنافي وتصريحات سابقة للوزير نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط في أبريل الماضي عن وجود حملة إسرائيلية تحمل مزاعم وأكاذيب تروجها تل أبيب من وقت لآخر ، لا تستهدف شخصه بل تستهدف مصر والوجود العربي بأكمله فى المنظمة الدولية “اليونسكو” ، كونه مرشحا من قبل مصر وممثلا للعرب ..

وأضاف خلالها الوزير ” كيف يعقل أن يدعى المسئولون الإسرائيليون بالكذب، ويصرحون بالوقوف ضد مرشح مصر، الدولة التى عقدوا معها سلاما، ويمثل العرب الذين يدعون أنهم يحاولون إقامة سلام معهم” ، واشار الى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون متعصبا ضد أحد على أساس الدين أو التوجه لأنه يؤمن بحتمية السلام.

وأضاف أنه كوزير ثقافة ضد التطبيع الثقافي فى الوقت الحالي مع إسرائيل، حيث يتوقف هذا التطبيع على إقرار السلام الدائم والعادل بالمنطقة، وهو رغبة الشعوب العربية وليس عمل الساسة ، وتساءل حسني: كيف يتم التطبيع الثقافي مع إسرائيل أمام الشعوب العربية التى ترى إسرائيل يوميا تسفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء وتحتل الأراضي العربية وترفض تنفيذ القرارات الدولية والشرعية ؟

تصريحات الوزير هذه تناساها الآن وأطلق غيرها ليثير جدلا واسعا ورفضا مجتمعيا وشعبيا كبيرا لها ، ويلاحظ المركز إن تصريحات المسئولين وغير المسئولين ” العنترية ” عن استعدادهم لزيارة إسرائيل ، تبدو وكأنهم يزعمون استعدادهم لإلقاء أنفسهم في التهلكة لأجل من ينتمون إليهم ، ولم تعد تلك النغمة مقبولة في تعاملاتهم مع المجتمعات العربية الرافضة للاحتلال المدمر لاستقرارها وأمنها وسلامها ،

وإلا فليسأل الوزير نفسه كم تكلف السلام المجتمعي من خسارة جراء 60 عاما من التواجد الإسرائيلي بالمنطقة ؟

ويعتقد المركز إن رهن ترشيح الوزير للمنصب الدولي بإرادة أو موافقة إسرائيل عليه ، استهانة بتاريخ مصر واعتداء مهين علي كرامة شعبها الذي لم ولن يطبع مع إسرائيل أو يقبل بتسويفها ووعود قادتها الزائفة بظهور دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس ، إلا إذا تحقق السلام العادل والشامل .

فهل يرهن مثلا ” فاروق حسنى ” زيارته لتل أبيب بإعلانها الموافقة علي ظهور هذه الدولة التي تمثل حلما عربيا ينقذ المنطقة من كوارث غياب السلام ؟

إن ماعت يرفض تصريحات معالي الوزير ، الذي حظي بموافقة الرئيس مبارك علي الترشيح لمنصب اليونسكو ، ويؤكد المركز على خشيته من أن يوصم وصول مصري لهذا المنصب بالعار جراء مغازلته لإسرائيل .

ويري ماعت إن تاريخ معالي الوزير داخل وزارته وفنه أرفع من أن يشعر مواطن عربي في تصريحاته أنها تغلب المصلحة الشخصية علي سمعة وكرامة الوطن ، وإلا فليتساوي المستعدون للذهاب إلي إسرائيل مع المتسللون عبر الحدود إلي داخلها طلبا للرزق أو العمل ولو مرتزقة في جيش إسرائيل .