20/11/2008
في ذكري الاحتفال باليوم العالمي للطفولة ، والذي يحتفل به العالم في 20 نوفمبر من كل عام ، وهذا وفقاً لتوصية الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954 بأن تقيم جميع الدول يوما عالميا للطفل احتفالاً بالطفولة و التآخي والتفاهم بين الأطفال والعمل لتعزيز و تحقيق رفاهية الأطفال حول العالم وفقاً للتاريخ الذي يناسب كل دولة ويوافق ذلك التاريخ اعتماد الجمعية العامة للإعلان العالمي لحقوق الطفل في عام 1959 وكذلك اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989. علماً بأنه قد لا تخلو أي وسيلة من وسائل الإعلام من تغطيات متعددة لأوضاع حقوق الطفل المصري لما تمثله من أبعاد اقتصادية واجتماعية حساسة ، إلا أن الواقع الراهن في المجتمع المصري لا يدل بل لا ينبئنا بالخير فيما يخص حقوق الأطفال ورعايتهم. وأبرز دليل على ذلك استمرار مشكلات أطفال الشوارع وعمالة الأطفال . فوفقاًًًً لتقارير رصد تغطيات الصحافة المصرية للأوضاع الاتجار بالبشر حتى شهر أغسطس من هذا العام والتي صدرت عن مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية تبين أن قضايا عمالة الأطفال و أطفال الشوارع من القضايا الأكثر خطورة لأنها تنصب بالأساس على عماد مستقبل هذا المجتمع ألا وهو الأطفال ، فهم الأجيال القادمة التي سوف تشكل مستقبل هذا البلد ، فإن لم ينالوا مستويات الرعاية المطلوبة مثل باقي الأطفال في الدول المتحضرة ، فلن نضمن مستقبل أفضل لهذا البلد ولن تقم لنا قائمة . و من خلال ما تم رصده نحذر من التزايد المستمر لأعداد أطفال الشوارع بدليل أنه ما من منطقة في مصر تخلو من أعداد معينة من أطفال الشوارع تزيد أو تنقص من منطقة لأخرى في أنحاء الجمهورية مع اختلاف مستويات تلك المناطق السكنية بين الرقي والعشوائية. وتعتبر الظروف الاقتصادية و الاجتماعية القاسية التي مروا ويمرون بها هي المسئولة عن إفراز هؤلاء الأطفال مما تسبب في خروجهم إلي الشارع ليكون رصيفه هو مكانهم الأساسي ، وهذا يجعلهم يتعرضون في يومياتهم بالشارع لمشكلات في غاية الخطورة ، وبالتأكيد يعرضهم ذلك للجنوح والإجرام رغم كونهم ضحايا الآن ، فهناك حقيقة مؤكد بأن الاستثمار في الموارد البشرية من الكنوز الحقيقية للمجتمعات الأفضل لأبعد حدود . فيجب علينا جميعاً في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل أن نعمل معاً لمناهضة استغلال الأطفال وعمالتهم ، ولندافع عن مستقبل الأجيال القادمة . |
[an error occurred while processing this directive]