6/1/2009

دماء الفلسطينيين لازالت تنزف والعالم لا يزال ملتزما بالصمت ، عشرات الأطفال والنساء والشيوخ يتساقطون كل ساعة ، والمنظمات الدولية المعنية بحفظ الأمن والسلم مكتفية بلعب دور المتفرج ، عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين تجاوز الثلاثة آلاف مدني أعزل والدول الكبرى مصرة على تواطؤها والحكومات العربية ماضية في تشرذمها والإعلام العربي بصحافته وفضائياته متفرغ لتوزيع الاتهامات ونصب سرادقات ” الردح ” المتبادل .

وفي ظل هذا التردي المتصاعد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، و إيمانا بسلبية دور الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية في إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة المتسبب في تلك المأساة ، ومن منطلق قناعته الدائمة بقدرة منظمات المجتمع المدني على تغيير تلك الأوضاع ، وفي إطار اهتمامه الدائم بنشر قيم السلام والتسامح المجتمعي والعالمي ، فإن مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية يدعو إلى تضامن منظمات المجتمع المدني العربية عموما والمنظمات الحقوقية خصوصا وتشكيل تحالف أو جبهة موحدة تكون قادرة على التصدي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقادرة على تقديم المساعدات الممكنة واللازمة للفلسطينيين.

ويرى مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية أن هذا التحالف يمكن أن يقوم بتوثيق الانتهاكات التي ارتكبتها ولازالت ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين والتي تخالف المواثيق والعهود الدولية وتتنافي مع نصوص القانون الدولي الإنساني ، كذلك يمكن من خلال هذا التحالف الضغط على المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية بكافة الوسائل السلمية لاتخاذ مواقف أكثر تشددا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ، كما أن التحالف الذي يدعو إليه مركز ماعت يجب أن يعمل على توجيه الرسائل الإعلامية المختلفة لتعريف مواطني الدول الكبرى والمؤسسات الشعبية والمدنية في هذه الدول بالفظائع التي ترتكبها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين وخاصة النساء والأطفال والشيوخ ، بما يؤدي إلى تشكيل رأي عام عالمي مناهض للعدوان الإسرائيلي وقادر على الضغط على حكومات الدول الكبرى لسحب غطاء مساندتها المستمرة لإسرائيل ، كذلك يمكن من خلال التحالف تجميع وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المحاصرين في غزة .

ويناشد مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية كافة المنظمات الحقوقية في مصر وبقية الدول العربية الأخرى بالتحرك الفوري لإنقاذ شعب غزة بالمساهمة في خروج هذا التحالف إلى النور واتخاذ خطوات عملية في هذا الشأن ، لأن الوقت ليس في صالح هؤلاء المعذبون في غزة وكل يوم يمر يعني عشرات أخرى من الجرحى والقتلى ومزيد من الانتهاكات والتدمير.

مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية

[an error occurred while processing this directive]