7/2/2009
لا أمل في استمرار جهود العمل التطوعي وتواصلها بما يؤدي إلى نشر قيم السلام والتكافل في المجتمع ، بدون ترسيخ هذه الأفكار في نفوس الشباب وتعليمهم وتدريبهم على كيفية ممارسة الأنشطة الاجتماعية التطوعية ، فالشباب يمثلون الطاقة البشرية المتجددة لأي أمة ،و الكفيلة بإحداث التغيير الايجابي في المجتمع ، فهم بحكم الكم يشكلون قرابة نصف الحاضر ، بينما بحكم الكيف يمثلون أكثر من ذلك بكثير فهم نصف الحاضر وكل المستقبل . وبالتالي فلابد من أن تعمل منظمات المجتمع المدني على تضمين هذه الفئة الهامة في كل أنشطتها ، و أن تحرص على صياغة وتنفيذ البرامج والمشروعات و الأنشطة التدريبية اللازمة لرفع قدرات هؤلاء الشباب فيما يتعلق بقيادة وتنفيذ العمل الأهلي غير الهادف للربح والذي لا ينتظر من ورائه عائد مادي شخصي بقدر ما ينتظر من ورائه من مردود ايجابي على المجتمع ككل . وتجسيدا لقناعة ” ماعت ” بأهمية دور الشباب في التنمية المجتمعية والعمل التطوعي عموما و تحقيق السلام المجتمعي ونشر قيم التسامح على وجه التحديد ، فقد أقيم معسكر الشباب الثاني بأحد القرى السياحية بمدينة فايد على مدار ثلاثة أيام في الفترة من يوم الأربعاء الموافق 4 فبراير 2009 وحتى الجمعة الموافق 6 فبراير 2009 بمشاركة 50 شاب وفتاة من أسر السجناء والمعتقلين والأسر الطبيعية ، وذلك ضمن فعاليات مشروع السلام المجتمعي الذي يتم بالتعاون بين ” ماعت ” والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( USAID ) ويستهدف إيجاد آلية مجتمعية لدمج أسر السجناء والمعتقلين في المجتمع مع تغيير نظرة المجتمع إليهم ، كما يعمل المشروع على نشر وترسيخ مفاهيم السلام الداخلي للفرد واحترام القانون وإتباع إجراءاته لنيل الحقوق وعدم إتباع الأساليب العنيفة . وقد نوقشت خلال أيام المعسكر الثلاث مجموعة من أوراق العمل حول العمل التطوعي وضرورته للسلام المجتمعي ، ومهارات الإنصات والإقناع والتواصل مع الآخرين ، وكيفية بناء فريق العمل واختيار القائد ، ومهارات حل المشكلات ، والعادات الايجابية للأشخاص الأكثر فاعلية ، كما قسم الشباب المشارك إلى مجموعات بؤرية بعد كل ورقة عمل للبحث في كيفية وآليات التطبيق العملي لهذه الأوراق . وكشف سير الأحداث في المعسكر عن أن الشباب لديهم الدافعية والرغبة في ممارسة العمل الاجتماعي بشكل فريقي منظم ، كما أظهرت المناقشات درجة عالية من النضج في التفكير لدى الشباب وقدرتهم على إدارة حوارات بناءة وابتكار آليات متطورة للعمل الأهلي ، تخدم من خلالها الأسر المهمشة والفقيرة ومن بينها أسر السجناء والمعتقلين . وقد أتفق الشباب المشارك على تطوير فكرة جماعة أبناء الحرية التي تم تكوينها في المعسكر الأول الذي أقيم في شهر أغسطس الماضي ، بحيث تأخذ الفكرة شكل مؤسسي دائم إما من خلال إدراجها ضمن آليات ” ماعت ” أو من خلال إشهارها ككيان أهلي مستقبل ، وسيتم بحث إخراج هذا الكيان إلى النور بالتنسيق بين ” ماعت ” ومجموعة من الشباب المشارك ، كما اتفق الشباب على تأسيس مجموعة بريدية اليكترونية لتسهيل التواصل بينهم وجاري بالفعل تأسيس هذه المجموعة . ويرى ماعت بناءا على خبرته الشخصية مع الشباب التي أكتسبها من خلال تعامله معهم في إطار الفعاليات المختلفة لمشروع السلام المجتمعي ، أن الرهان على دور الشباب في التنمية هو رهان على الحصان الرابح بلا شك ولكن علينا أن نوفر لهذا الحصان الجامح من التعليم والتدريب والتأهيل ما يجعله يفرغ طاقته الهائلة في اتجاهات اجتماعية ايجابية وبناءة |
[an error occurred while processing this directive]