العنف ضد النساء فى مصر…….. مسئولية دولة ام مجتمع ؟ ( 35 حالة قتل – 30 حالة انتحار – 54 حالة اغتصاب )

28/2/2006

هذا التقرير يتناول رصد حوادث العنف ضد المرأة التى نشرت فى الصحف المصرية خلال النصف الثانى من عام 2005 ويعد هذا العدد رقم (43) من اصدارات المركز التى يصدرها ضمن سلسلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويهدف التقرير الى التعرف على صورة المرأة فى الصحافة المصرية باعتبارها التى تقوم على تشكيل وعى المواطنين والتأثير فى مواقفهم ورؤيتهم وعاداتهم وتقاليدهم ويتساءل التقرير بعد عرضه لحوادث العنف ضد المرأة خلال هذه الفترة عن ما اذا كان الاعلام هو الذى يعكس الأوضاع الثقافية والاجتماعية فى مصر ام العكس ان تقرير الارض يمتلىء بقصص وحكايات مأساوية ويبين التعدى على حقوق النساء.

هذا والجدير بالذكر ان المركز كان قد اصدر تقريراً عن النصف الاول من العام وقد تبين فيه ان حوادث العنف ضد المرأة بغلت 300 حالة وكانت حوادث الخطف والاعتداءات الجنسيه على النساء تشكل (54) حالة أما حوادث قتل النساء فكانت (29) حالة وشكل العنف الاسرى ضد النساء (140) حالة وأتى الاهمال فى الرعايه الصحيه للنساء ليمثل (18) حالة وشكل انتحار النساء (28) حالة وكانت الحوادث الاخرى للنساء تشكل (27) حالة وكانت هناك بعض حالات العنف الرسمى ضد حقوق النساء ويوثق التقرير (4) حالات منهم.

هذا ويستعرض التقرير فى القسم الأول صور التمييز التى تتعرض لها المرأة بسبب قصور التشريعات خاصة نصوص المواد من 274 – 277 والتى تميز بين الرجل والمرأة فى حالة تلبسهم بارتكاب الزنا وقتل احدهم الأخر حيث يعاقب الزوج بالحبس وتعاقب الزوجة بالاشغال الشاقة المؤقتة او المؤبدة ويتناول التقرير بعد ذلك بعض صور التمييز والعنف ضد خادمات المنازل وبعض الفتيات التى يتم زواجهن مبكر كما يتناول هذا القسم استعراض لبعض العنف المجتمعى والرسمى مثل العنف ضد المرأة فى اقسام الشرطة .

والسجون والعمل وداخل الأسرة وكل صور الايذاء الاخرى للنساء هذا ويستعرض التقرير فى القسم الثانى صور الاعتداءات على المرأة والتى تمثلت فى (54) حالة اعتداء تنوعت هذه الاعتداء الى الانتقام من المرأة او الاعتداء عليها جنسياً او بدنياً لسرقتها او بسبب رفض الزواج . وعلى سبيل المثال شهد مركز المحله الكبرى جريمه اغتصاب بشعه عندما اجتمع 8 ذئاب بشريه لالتهام فتاه واستدراجها اثناء عودتها لمنزلها بقريه صفط تراب فى انتظار سياره اجره تنقلها ففوجئت بهم يعرضوا عليها الذهاب معهم لممارسه الرذيله وعندما رفضت وحاولت الهروب هددوها بالقتل واصطحبوها بالقوه وقام ثلاثه منهم باغتصابها ثم قاموا بدعوه الباقى عن طريق اجهزه المحمول لاشراكهم فى جريمتهم فالقى القبض على المتهمين .

كما يستعرض التقرير فى القسم الثالث حوادث قتل المرأة والتى تمثلت فى (27) حادثة قتل تنوعت الى الانتقام او السرقة او الخوف من فضح علاقة محرمة او للخلافات المادية او لرفض الزواج وعلى سبيل المثال قتلت طالبه فى كليه التجاره بمنزلهافى كرداسه ، تبين ان مرتكب الحادث بائع متجول تقدم لخطبتها ورفضته الاسره لفارق المستوى التعليمى وانه تسلل يوم الحادث لمنزل القتيله وطلب منها كوباً من الشاى وحاول الاعتداء عليها وعندما قاومته خنقها بكلتا يديه حتى فقدت الوعى ثم اغتصبها وطعنها بسكين فى بطنها وغادر المنزل .

كما يتناول التقرير فى القسم الرابع العنف الاسرى والتى تمثلت فى (35) حالة تنوعت الى الشك فى السلوك او لخلافات مادية او عائلية او لمحاولة الاعتداء او لارتكاب علاقة اثمة .فعلى سبيل المثال انهى فلاح بمركز اخميم حياه ابنته لشكه فى سلوكها ورفض زوجها ابن الجيران الاعتراف بنسب الطفل . استغل الاب استغراق ابنته فى النوم ووضع قطعه قماش على فمها وخنقها وبعد ان تاكد من مفارقتها للحياه صعقها بالكهرباء للايحاء بانها ماتت قضاء وقدرا ، وابلغ الشرطه لابعاد الشبهه الجنائيه عنه .

ثم يتناول التقرير فى القسم الخامس حوادث العنف بسبب الخلافات الزوجية حيث شكلت (50) حالة وتنوعت بين الخلافات الزوجية والمادية والعائلية او الشك فى السلوك او الانتقام او الجمع بين اكثر من زوج وعلى سبيل المثال قيام مهندس بشبين الكوم بقطع اصابع يد زوجته بسكين عندما تاخرت فى اعداد طعام الافطار وتبين ان الجيران تمكنوا من انقاذها من الموت وانتشالها من يد الزوج بالقوه فى اثناء محاولته قتلها ، اعترف الزوج امام المحكمه بتفاصيل جريمته واكد ان زوجته دابت على عدم طاعه اوامره والكذب عليه .

وبعدها يتناول التقرير فى القسم السادس العنف الرسمى والذى تمثل فى اعتداءان من رجال الشرطة على النساء فعلى سبيل المثال قام احد رجال الشرطه باقتحام شقه سيده بالاسكندريه ومعه اربعه مخبرين من قوات تنفيذ الاحكام وذلك لتنفيذ حكم الحبس شهر على السيده رغم انها تصالحت مع المدعى . وقام الضابط بالاعتداء عليها بوابل من الكلمات والسباب على كل من افراد الاسره وانتزع ابن السيده ثم دخل يجرى خلف السيده متوعداً اياها بانزالها الشارع عاريه تماماً . فاختل توازن السيده فسقطت من الدور السادس على سطح منزل مجاور بالدور الثالث جثه هامده ورغم ذلك وضع الضابط قدمه على رقبتها واخذ يكمل وابل شتائمه الى جانب الاعتداء على الزوج وابنته .

وبعدها يعرض التقرير فى القسم السابع العنف ضد المرأة فى العمل وتمثل فى (10) حالات تنوعت بين الضرب حتى الموت او الاعتداء والسرقة . وعلى سبيل المثال ارغم شقيقان احدهما مسجل سرقات والاخر بلطجى خادمه على مصاحبتهما الى مقابر باب النصر للاستيلاء على راتبها ثم تناوبا الاعتداء عليها بالقوه وهربا ابغلت الضحيه مباحث القاهره وتمكنت من ضبط المتهمين واعترفا بارتكاب الجريمه برغبه المجنى عليها . تم اخطار النيابه وكلفت المباحث بالتحرى عن الواقعه .

ثم يرصد التقرير فى القسم الثامن الاهمال فى الرعاية الصحية والتى تمثلت فى (10) حالات وتنوعت الى الاهمال الطبى للمريضة الى الحصول على اموال المرأة بطرق غير مشروعة .فعلى سبيل المثال فوجئت شابه بالآم المخاض فى حملها الثانى بعد ان انجبت طفلها الاول ولاده طبيعيه فذهبت الى احد الاطباء المشاهير بمحافظتها قنا بعيادته الخاصه والذى قام باتخاذ اللازم للولاده الطبيعيه دون الحاجه الى جراحه الا ان الطبيب قام بحقنها بالبنج وبعد ان تم الوضع دخل طبيب التخدير ثم فوجئ اهلها بخروجها على النقاله غارقه فى بركه من الدماء وعندما ذهبت للمستشفى تم نقل دم لها وقام الطبيب بتوقيع عمها الذى يجهل القراءه والكتابه على ورقه احتفظ بها الطبيب .

ومرت 15 يوما وهى بين الحياه والموت والالالم لا تتركها حتى تم عرضها على طبيب اخر فكانت الكارثه بان السيده بلا رحم او مبايض ولا تصلح للانجاب بعد الان وليس هذا فقط ما حدث مع السيده بل تكرر نفس الفعل مع 16 سيده فى محافظه واحده وجميعهن فى سن العشرين رغم ان الولاده طبيعيه .

ويتناول التقرير فى القسم التاسع حوادث انتحار المرأة والتى تمثلت فى (30) حالة انتحار تنوعت الى الياس من الشفاء او لخلافات زوجية او مادية او عائلية او الفشل فى التعليم او الياس من عدم الانجاب او الخوف من عقاب الاسرة .فعلى سبيل المثال قامت سيده بمدينه جرجا بسوهاج بالقاء نفسها من شرفه شقتها بالطابق الخامس وهى تحتضن طفلتها الرضيعه الى عرض الشارع لترتطم بالارض وتصاب بكسور مضاعفه فى عظامها بينما نجت الطفله من اى اصابه وذلك لمعاناتها من مرض نفسى فشلت فى علاجه .

وبعدها يتناول التقرير فى القسم العاشر حوادث متنوعة ضد حقوق المرأة وتمثلت فى (35) حالة وتنوعت بين حوادث الحرق والطرق والسقوط من الشرفات او الغرق او التسمم او اصابتها بعيار نارى او اغتصابها من قبل بعض الدجالين . فعلى سبيل المثال لقيت سيده وفتاه مصرعهما غرقاً بنهر النيل باسيوط بينما نجت ثلاث سيدات اخريات اثر انقلاب قارب شراعى كن يستقللنه فى طريقهن من قريه الواسطى الى مدينه اسيوط وذلك نتيجه اندفاع المياه بشده خلف احدى العائمات الماره بالنيل .

وقد نشرت الاعتداءات وحوادث العنف ضد المرأة فى الجرائد المصرية خلال النصف الثانى من عام 2005 فى (253) خبر ونشر بجريدة المصرى اليوم (65) خبر ، الاحرار (45) خبر ، الوفد (43) خبر ، نهضة مصر (33) خبر ، الاهرام (18) خبر ، النبا (8) اخبار ، الخميس (7) اخبار ، الجمهورية (7) اخبار ، الحقيقة (7) اخبار ، العمال (5) اخبار ، الاخبار (4) اخبار ، اخبار اليوم (3) اخبار ، المساء (2) خبر ، التجمع (2) خبر ، وخبر واحد لكل من صوت الامه و الغد و الفجر والجماهير .

كما نشرت هذه الاعتداءات خلال شهور النصف الثانى من عام 2005 فجاء بشهر يوليه (44) اعتداء، اغسطس (49) اعتداء ، سبتمبر (36) اعتداء ، اكتوبر (44) اعتداء ، نوفمبر (38) اعتداء ، ديسمبر (42) اعتداء.

هذا ويعرض التقرير بعض التوصيات أهمها:
– وجوب تعديل الشتريعات لتتوائم مع القوانين الدولية والمبادىء العامة لعدم التمييز ضد المرأة خاصة قوانين الحبس والعقوبات والنسب وازالة التحفظات على معاهدة الأمم المتحدة الخاصة بالقضاء على كل اشكال التمييز .

– يجب تجريم كل اشكال العنف ضد المرأة سواء كان رسمى او مجتمعى فى قانون العقوبات

– يجب مراجعة مناهج التعليم والاعلام لاستبعاد كل انماط العنف واعلاء قيم المساواة وعدم التمييز ضد المرأة .

– يجب دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمراة الفقيرة والعاملات فى القطاع غير الرسمى بتوفير فرص عمل لائقة وسكن ادمى وتأمين اجتماعى وصحى بزيادة المعاشات والتأمينات لتتوافق مع ارتفاع اسعار المعيشة وتوفير وحدات صحية لائقة فى الريف .

– يجب تنظيم حملات قومية تحث فيها الحكومة عبر وسائل الاعلام بالمشاركة مع الجمعيات والأحزاب وحثهم المواطنين على تغير الصورة السلبية للمرأة فى المجتمع.

ويطالب المركز كل المصريين ومنظمات المجتمع المدنى بالعمل معاً لوقف الايذاء والعنف ضد النساء فى مصر .