18/5/2006

في الوقت الذي جرت فيه اليوم محاكمة نائبي رئيس محكمة النقض (محمود مكي وهشام البسطويسي ) والتي أسفرت عن براءة احدهم وعقاب الاخر باللوم في تطور بالغ الاهمية حيث سيؤثر ذلك سلبياً على مطلب القضاء المصري بوجوب إستقلاله عن السلطة التنفيذية التي تحق لها معاقبة اعضاء في السلطة القضائية كما اصدرت محكمة النقض حكمها اليوم في قضية ايمن نور رئيس حزب الغد برفض طعنه و تأييد حكم اول درجة بمعاقبته بالسجن لمدة خمس سنوات في هذا الوقت الذي منعت فيه قوات الامن المواطنين والسيارات من المرور بالشوارع المحيطة بمحكمة النقض بعد ان اغلقتها ولم تسمح بالمرور لاحد وقد أعلنت وزارة الداخلية منع المظاهرات في مصر أوالتواجد بالشوارع المحيطة بمنطقة وسط البلد في انتهاك للقانون والدستور المصري الذي يعطي الحق للمواطنين بممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير والتجمع إلا ان المتظاهرين اليوم لم يسلموا من بطش قوات الشرطة فقد تم خطف العشرات من شوارع وسط المدينة مما يؤكد تراجع الحكومة عن تصريحاتها بدعم التطور الديموقراطي حيث استخدم العنف تجاه المتظاهرون وارتفع عدد المقبوض عليهم خلال الاسابيع الماضية لأكثر من 300ناشط وقد تم القبض ايضاً ليلة امس على عشرة مواطنين من منطقة شبرا الخيمة وجاري عرضهم اليوم على النيابة ويعتقد المركز ان التهم التي ستوجه لهم شبيهة بالتهم التي وجهت الي غالبية الذين قبضت عليهم خلال الشهر الماضي وهي تكدير الصفو العام واهانة الرئيس وتعطيل القانون ….. الخ .

وسط هذه الاحداث والتطورات التي تجري في مصر والتي يعاني غالبية شعبها من تدهور اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية حيث تبلغ نسبة البطالة ما يزيد عن 10 % وتزيد نسبة الفقراء فيه عن 40% ممن يقل دخلهم عن دولار واحد في اليوم وتمتلئ السجون بالمعتقلين الذين يقدر عددهم حسب تقديرات لمنطمات حقوقية عن 15 الف معتقل .كما تنتشر المحسوبية والفساد بالقطاعات المختلفة في الدولة حسب بعض التقارير الدولية ورغم كل هذه فإن تصريحات المسئولين في الحكومة المصرية ما زالت تتغني بخططها الاصلاحية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الخطط والسياسات التي تؤدي لمزيد من انتاج القهر والفقر والاعتداء على الحق في التعبير والحرية والامان .

في وسط هذه المشهد يعقد “منتدي الاغنياء “دافوس بمدينة شرم الشيخ في وسط ظروف دولية لا تقل مأساوية عما يحري في مصر فلعل المشهد الاقليمي في العراق وفلسطين والسودان ينبئ بفشل هذه السياسات التي تتبعها مجموعة الدول الثمانية وعلى رأسهم الحكومة الامريكية والتي تبني على حرية الاسواق والتجارة وخصخصة كل القطاعات بما فيها الغذاء .

في ظل هذه الظروف المحلية يعقد منتدي دافوس (تجمع الاغنياء ) تحت شعار (وعد لجيل جديد ) و الذي يطرح للنقاش التطورات التي تشهدها المنطقة ومستقبل عملية السلام والمخاطر الجديدة التي تواجها بلدان الشرق الاوسط من جراء الاوضاع المتدهورة في كل من العراق وسوريا فضلاً عن مناقشة تطورات قضايا الاصلاح الاقتصادي والسياسي في بلدان الشرق الاوسط .

هذا والجدير بالذكر ان عضوية المنتدي تتكون بالاساس من حوالي الف شركة عالمية كبري تم دعوتها للإنضمام على اساس ان دخلها السنوي يتعدي المليار دولار ويحاول منظموا المنتدي الادعاء بأنه منتدي ديمقراطي ومفتوح فيقومون بدعوة عدد من الصحيفين والمنظمات غير الحكومية إلا ان عملية انتقائهم تتم بعناية شديدة كما ان المشاركين من غير الشركات متعددة الجنسية لا يشاركون في إعداد اجندة المنتدي او بلورة السياسات حيث يجب على من يرغب في وضع اجندات الاجتماعات السنوية او الإقليمية من أي شركة ان تدفع ما يقرب من 320 الف دولارً سنوياً .

ويري مركز الارض ان السياسات الليبرالية الي يروج لها مؤسسي المنتدي مثل سياسات خصخصة الاراضي والشركات والخدمات قد ادت ألي افقار الملاين في العالم و انتاج الملايين من الجوعي والمرضي ويؤكد المركز ان الاستقرار الذي يبحث عنه قادة العالم لمنطقتنا في مدينة شرم الشيخ يوم 20-22 مايو يجب ان تبدأ بالقضاء على الفقر والاستبداد والقهر الذي تمارسه الحكومات على الشعوب بتحسين اوضاع الناس الاقتصادية والاجتماعية واتباع سياسات بديلة من شأنها كفالة الحق في الامان والحياة الكريمة اللائقة لبناء عالم بديل أكثر عدلاً وإنسانية.

والجدير بالذكر ان جلسات المنتدي التي تستغرق ثلاثة ايام وتدور حول الحكم والمواطنة والديموقراطية والسلام والامن والهوية الثقافية و المواطنة والتجارة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي و تأثير الاوضاع السياسية الراهنة على الحوار بين الشعوب ومستقبل القطاع الخاص والتجارة العالمية وسبل معالجة اثار الحوادث الارهابية الاخيرة واعمال العنف و مستقبل الحوار بين الثقافات و حل مشكلات البطالة وإيجاد فرص عمل تدعونا لتوجيه نداء للمشاركين لتغير اولويات العمل في منطقتنا لتحسين الظروف والمناخ السياسي ووقف خصخصة الخدمات والزراعة لكفالة الغذاء والرعاية الصحية وفرص العمل اللائقة للشعوب .

انها فرصة كبيرة للنقاش لمن يحكمون الكون ويقررون سياساته والتي ادت الي غرق منطقتنا في الفقر والجهل والعنف كي يتبنوا سياسات بديلة لا تهدف الي الربح على حساب إنسانيتنا والتي ادت الي مجازر دموية لا مثيل لها في العراق من اجل الاستيلاء على النفط والارباح بصرف النظر عن الدمار الذي لحق بالانسانية .

ان مركز الارض يطالب الموسسات الدولية بتوجيه نداءات الي المجتمعين في شرم الشيخ لتغير اولوياتهم لوضع تحسين حياة الناس وكفالة امنهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الاعتبار وذلك بالافراج عن المعتقلين والمحتجزين بدون وجه حق في سجون مصر والعالم ومطالبة الحكومات بإحترام القانون والمواثيق الدولية لحقوق الانسان التي تكفل للمواطنين حق التظاهر والتجمع .واتباع سياسات بديلة من شأنها القضاء على الفقر والجهل والمرض ووقف خصخصة الخدمات في مصر والعالم من اجل توفير الامان والحياة الكريمة ومستقبل اكثر انسانية وعالم افضل .

لمزيد من المعلومات يرجا الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org