ماعت يطالب بحمايتهم سكان مخيم أشرف بين مطرقة الحكومة العراقية وسندان إيران

العهود والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان هي خلاصة نضال طويل للإنسانية من أجل صياغة القيم المتضمنة في هذه الحقوق في صورة نصوص قطعية ملزمة لحكومات الدول المصدقة عليها وفي نفس الوقت تحمل شيئا من الردع الأخلاقي لحكومات الدول التي لم تصدق عليها بعد ، ومن هنا فلا يصح أن تتحول هذه العهود والاتفاقيات إلى مجرد حبر على ورق ، ولا يصح أن يقابل العالم بدوله ومنظماته انتهاك ما جاءت به هذه المواثيق بالصمت والتجاهل .

ويتابع ” ماعت ” بكثير من القلق الأوضاع الإنسانية في مخيم مدينة أشرف العراقية التي يقطنها اللاجئون الإيرانيون من جماعة مجاهدي خلق والتهديدات التي يتعرضون لها ، وما يتواتر من أنباء عن وجود نية من الحكومة العراقية لترحيلهم قسرا ، وهو ما يهدد أمن وسلامة حوالي أربعة آلاف لاجئ إيراني في هذه المخيمات تنتظر السلطة في إيران عودتهم لتصفية حساباتها السياسية معهم .

ويذكر ” ماعت ” أن لاجئي إيران في العراق تتوفر لهم الحماية القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1951 ففي حالة نشوب نزاع مسلح دولي، يتمتع المواطنون بعد فرارهم من الأعمال العدائية واستقرارهم في بلد العدو بالحماية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة،على أساس أنهم أجانب يقيمون في أراضي طرف في النزاع ،وتطلب الاتفاقية الرابعة إلي البلد المضيف معاملة اللاجئين معاملة تفضيلية ، والامتناع عن معاملتهم كأجانب أعداء على أساس جنسيتهم ،كونهم لا يتمتعون بحماية أية حكومة .

ويطالب ” ماعت ” الأطراف الدولية المعنية بتوفير الحماية اللازمة لمجاهدي خلق من المصير المحتوم الذي ينتظرهم في حال إجبارهم على الرحيل من العراق نظرا لصعوبة الاتجاه لمكان أخر في ظل الظروف الدولية الراهنة ونظرا لاستحالة عودتهم لإيران مرة أخرى ، حيث أن ذلك معناه الحكم بالإعدام عليهم فالنظام الحاكم هناك متربص بهم ويطالب برؤوسهم بسبب اختلافات سياسية بين الجانبين .

كما يطالب ” ماعت ” الحكومة العراقية بنفي شبهة التواطؤ مع النظام الإيراني عن نفسها برفع الحصار عن مدينة أشرف العراقية وضمان تيسير الحياة في المخيم والتوقف عن أي انتهاكات يمكن أن تقوم بها ضد سكان المخيم بغرض إجبارهم على الرحيل أو جعل الحياة بالنسبة لهم غير محتملة على حد تعبير مستشار الأمن القومي العراقي في أحد تصريحاته .

ويدعو ” ماعت ” المنظمات الحقوقية العربية داخل العراق وخارج العراق إلى التضامن مع سكان مخيم أشرف من جماعة مجاهدي خلق والضغط من أجل حمايتهم ورفع يد البطش الحكومي تجاههم من جهة ، ورفعهم من على قوائم المنظمات الإرهابية في بعض الدول من جهة أخرى .