31/7/2006

اذا كان امل الشعوب في رحلة العمر القصيرة ان تحي حياة انسانية لائقة وتكافح من اجل الحرية والدخل اللائق الكافي للعيش الامن الكريم وهي في سبيلها الي ذلك تسلك طرق سلمية امنة وتتحمل مصاعب الحياة فان الحكومات ومؤسساتها وادارتها المحلية والدولية تقوم بسرقة احلام الشعوب وجهودها وعرقها وهي في سبيلها الي ذلك لا تلؤ جهداً في قتل وتعذيب ونهب الثروات بدعوى تطبيق سياساتها المتوحشة، وحفل التاريخ الطويل للبشرية بمجازر وحشية لبعض الانظمة والسياسيات والتي ادت الي قتل الملايين وتعذيبهم وكان ذلك يطبق لتحقيق اهداف نبيلة من وجهة نظر الجلادين ومجرمي الحرب وليست الانظمة الفاشية والنازية والعسكرية في العالم والتي قتلت ملايين البشر ودمرت مدن وقري بأكملها باسم الحرية والعدل الاجتماعي الا ذكري كئيبة وحزينة في تاريخ البشرية.

وانتج هذا التاريخ للصراع بين الحكومات والشعوب والمصالح المختلفة الي انتاج اليات لتنظيم وادارة الصراع في العالم والي صدور اتفاقيات واعلانات دولية للحماية الجماعية وكانت بمثابة المرجعية الدولية. لكن العالم قد تغير وتوحشت القوي الكبري خاصة بعد احداث 11 سبتمبر حيث تراءي للدولة الوحيدة التي تحكم العالم بسبب قوتها العسكرية والاقتصادية ان تطبق وحدها رؤيتها لادارة وتنظيم الصراع الدولي حتي لو ادي ذلك لاستخدام القوة المفرطة وظهرت مقولات على الساحة الدولية مثل “من ليس معنا فهو ضدنا”، ” محاربة محور الشر “” “عمليات الخطف الدولية” واصبحت هناك روية وحيدة لتفسير المشاكل والازمات هي رؤية السيد الامريكي وانتهي عصر احترام التعدد و الاتفاقيات الدولية و الاجماع الدولي و قرارت الامم المتحدة و احترام القيم الاخلاقية والقانونية التي انتجها وناضلت وكافحت الشعوب عبر تاريخها الطويل من اجل ارساءها كقيم للعدل والحرية والامان والتي كان يمكن الارتكان اليها سابقاً في الصراعات باعتبارها مرجعيات قانونية واخلاقية .

وتأكد تطبيق رؤية شرطي العالم الوحيد ” امريكا ” بمفرده باحتلال القوات الامريكية لافغانستان ثم لارض العراق دون الالتفات للاتفاقيات الدولية او قرارات الامم المتحدة او وقوع الالاف القتلي من المدنيين او تشريد ملايين الاسر او تخريب وهدم منازل واراضي ملايين البشر او لانتهاك حقوق الانسان او للمخزون الثقافي والانساني للتاريخ البشري الطويل الذي انتج هذه القيم واستخدامها عبر عشرات السنين .

وبدأت شعوب العالم في الوقت الراهن تعاني من نمط جديد لادارة الصراع الدولي يعتمد على استخدام القوة المفرطة ولا مانع من استخدام القنابل العنقودية او الاسلحة الكيماوية او لقتل المدنيين وبدأت قيم القوة الجديدة تحكم العالم وتعطي تبريرات اعتادتها الشعوب عبر تاريخها مثل تطبيق العدل والديموقراطية والحرية وتعلم الشعوب ان معظم الجرائم في تاريخها يتم من اجل تحقيق اهداف ادعي المجرمون انها اهداف نبيلة وعظيمة ومفيدة للجنس البشري واثبت التاريخ في نفس الوقت ان هذه الفترات كانت اوقات مظلمة في حياة البشرية .

وسارت غالبية الدول والحكومات في طريق دولة الشر التي تنتهج العنف وتغتال احلام الشعوب وكان طبيعياً ان تقوم اسرائيل باعتبارها حليفة امريكا شرطي العالم باتباع نفس المنهج في ادراة صراعاتها فقامت بالهجوم الكاسح والاعتداء غير الانساني على الشعب والاراضي اللبنانية بدعوى نزع سلاح حزب الله وتطبيق قرارات الامم المتحدة وتمكين الحكومة اللبنانية من بسط نفوذها على كامل اراضيها واعطت لنفسها تحت مبرر خطف عدد من جنودها ان تقوم بمجازر يومية للشعب اللبناني وان تقوم بدورشرطي المنطقة لتطبق قرارت الامم المتحدة التي لم تلتزم بتطبيقها عبر تاريخها الدموى القصير واستخدمت ضد الابرياء والعزل القنابل العنقودية والقوة المفرطة وتجاوز ردها كل حدود الدفاع عن النفس لترتكب مجازر انسانية مروعة كل يوم كان اخرها مجزرة قانا التي وقعت بالامس والتي راح ضحيتها 57 لبنانياً بينهم 34 طفل ورغم ان رائحة الدم وضرخات الابرياء مستمرة منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية الا ان المجتمع الدولي يحتاج الي مزيد من المجازر والمذابح البشرية كي يسمع صوت القنابل وهي تهدم المنازل على من فيها من لبنانيين وبالرغم من ذلك فان الجلاد والمجرم الاسرئيلي الذي يجيد السباحة في الدم يعلن انه يحتاج الي اسبوعين كي ينهي مهمته ويرفض التفاوض مع الضحية تحت سقف قصفه طائراته فيعلن المسئولين الاسرائليين ان حربهم ليس لها نهاية فاما حزب الله واما اسرائيل ويعلن عسكريها ان ما تم استخدامه من قوة لا يقدر بـ10 % من قوة وعسكر اسرائيل ويتباهي المجرمين بفعلتهم ضاربين كل القيم الاخلاقية والقانونية عرض الحائط ويتباهوا اكثر ليعلنوا ان كل قرية لبنانية سيخرج منها صاروخاً سوف يقوموا بتدميرها .

مركز الارض يتسأل وما ذنب المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ والابرياء؟ …. لا يهم….. لان منطق القوة هو الذي يحكم … ولان المجتمع الدولي المتخاذل متواطئ لكي تقوم اسرائيل بتطبيق مبادئ وقيم الشرق الاوسط الجديدة والقديمة بالقوة على جثث واشلاء اللبنانيين…. ولا يهم ايضاً ان يقدف كل لبناني برصاصة تقتله ولا يهم ايضا ان تحرق ارضه او منزله .. والمركز يتسأل في حسرة أي حديث عن تطبيق الدمقراطية وتعليم الشعوب وتزيد دور المجتمع المدني واحترام التعدد وقيم التسامح في ظل الانتهاك المتواصل لحقوق الانسان وتواطئ الحكومات والمجتمع الدولي ضد شعب اعزل لا يملك الا الهجرة من هذا الجحيم؟ حيث رحل من الجنوب اللبناني ما يزيد عن نصف مليون شخص جراء القصف والمجازر اليومية للاسرائيليين ؟ واي معني للتنمية والتمكين وتحسين احوال الناس بعد تدمير الاراضي والمنازل والطرق ومحطات الكهرباء والمدارس والمستشفيات واغتيال الاطفال والنساء والشيوخ…. انه بالفعل نموذج جيد للمبادرة الامريكية الاسرائيلية يجب ان يحتفي بها الشعب اللبناني وشعوب المنطقة التي تعاني من حكومات مستبدة وانظمة فاسدة وسياسيات افقرتهم واهدرت حقوقهم في حياة كريمة امنة.

كما يجب ان يعمل المجتمع الدولي والعربي باخلاص من وجهة نظر الجلادين بعد هذه الاعتداءات لترويج شرق اوسط جديد هادئ ووديع يقبل الاخر القاتل المجرم بوداعة ويتسامح ليقبل المعتدي بفتح قلبه الحزين بكل الحب … انها بالفعل قيم جديدة يجب ان تقبلها شعوب المنطقة والا كنا في عداد مقاومة مشروعهم فاصبحنا اعدائهم ينالنا ما نال الشعب الفلسطيني والعراقي واللبناني.

ومركز الارض يتسأل هل هذا التوحش لمشروع الشرق الاوسط وللسيطرة على منابع النفط والاسواق والبشر في المنطقة يمكن ان تقبله الشعوب بالقوة؟ هل الاثار الواضحة لهذا المشروع في العراق وفلسطين ولبنان ينتج سوى العنف وقتل الابرياء وتدمير جهود الناس في بناء مشروعاتهم التنموية وتخريب الاراضي والمساكن والمستشفيات والمدارس والطرق وانتهاك حقوقهم في الحياة والحرية والامان ‍؟

وهل تعتقد الحكومة الاسرائيلية والامريكية حتي ولو كانت الانظمة العربية العاجزة والشريكة معهم في ارتكاب كل هذه الجرائم ان يستمر مشروعهم رغم الاثار المدمرةعلى شعوب المنطقة؟ الا يعتقدون ان يوما ما سيأتي ستنهض فيه الشعوب لتلقي بهم وبحكومات المنطقة في سلة مهملات التاريخ؟ كما حدث في تاريخ الشعوب عبر كفاحها من اجل الحرية والحياة الكريمة .الم يحدث هذا في اوربا واسيا وامريكا اللاتينية ؟ووقتها سوف تستعيد الشعوب حريتها واحلامها بالامان والعيش الكريم التي تسرقها مجازرهم اليومية في كل مكان يتم استخدام فيها قوتهم المفرطة وقنابلهم العنقودية واسلحتهم الكيماوية .

ويتسأل المركزهل هذه هي الديمقراطية والحرية التي بشرت بها مبادرة الشرق الاوسط القديمة أوالموسعة أوالجديدة؟ وهل يعتقد المجرمون والعصابات الجديدة التي تحكم العالم عبر شركاء ووكلاء محليين والذين يغتالون الناس ويخربون الاراضي ويهدمون المنازل ويقطعون الطرق للاستيلاء على ثروة المنطقة وبترولها واسواقها بمساعدة الاادارات المحلية المتخاذلة والمستبدة والمسماة خطاً بالحكومات ان الشعوب ليست واعية بمشروعهم ؟ وهل يحتاج المجتمع الدولي ليوقف المجازر اليومية ويحقق مع مجرمي الحرب الاسرائيلين الذين يرتكبون المذابح البشرية كل يوم وينتهكون القانون الدولي الانساني الي اشلاء جديدة للابرياء ؟.. هل يحتاج الي ايدي مقطوعة جديدة لاطفال كانوا يحملون حقائبهم ذاهبين الي مدارسهم وقصفتهم الطائرات؟ هل يحتاج الي صدور رجال اضافية امتلئت بالرصاصات او فجرتها دانات المدافع؟ ام الي بقايا عظام لنساء وعجائز قتلتهم قنابل القتلي العنقودية ؟ وهل يحتاج المجتمع الدولي والحكومات الخانعة الي براميل من الدم اضافية تساوى براميل البترول التي تسرقها العصابات ومافيا البترول بمساعدتهم كي يتحركوا ليوقفوا قصف القري والارض وهدم المنازل على ساكنيها ؟

ويؤكد المركز ان صمت الشعوب هو مشروع للمقاومة قد بدء خاصة بعد ان انتهت مشروعية حكوماتهم التي تخلت عنهم وافقدتهم فرص العمل والامان واصبح الفساد جزء مكمل لانظمتها المتهالكة .

.والمركز لا يجد سوى التعازي ليقدمه لكل اسر الابرياء الفلسطينين والعراقيين واللبنانيين التي راح زويهم نتيجة سياسات متوحشة كما يعلن المركز تضامنه مع كل مقاومة لهذه المجازر اليومية كي تنتج لنا من جديد زهور واشجار ومواطنين يؤمنون بقدرتهم على التغير وحب الحياة ويعلن المركز ان على المجتمع الدولي الصامت ان يهرع لوقف العدوان والتحقيق مع مجرمي الحربي في المجازر التي ترتكب في لبنان وكان اخرها مجزرة قانا وان يبحث من جديد عن اطر للشرعية ومرجعيات دولية خلاف الاطر والمجالس التي تقوم على اهداف ومصالح دولة وحيدة باعتبارها الاقوي عسكرياً واقتصادياً لان مرور هذه المجازر لاعلان البدء في مرحلة ما بعد التوحش سوف تخلق وراءها انهيار وخراب سيدفع الجميع ثمنه. ان اراضي وبيوت واطفال ونساء وطرق ومستشفيات ومدارس الفلاحين في جنوب لبنان التي يتم هدمها ستظل شاهداً ونقطة مظلمة في تاريخ البشرية مالم تسارع كل منظمات المجتمع المدني بالعمل على وقف المجازر وتعاقب المجرمين ومحاكمتهم .

ان لبنان الجملية الجريحة سوف تكون نقطة جديدة لانطلاق مشروع الشعوب نحو الحرية والكرامة والعيش بامان وعلىالمجتمع الدولي بكل مؤسساته ان يخرج عن صمته ويلبي نداء الشعب اللبناني والفلسطيني بحقهم في الحياة والحرية والامان .

لمزيد من المعلومات يرجي الاتصال بالمركز

تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org