10/6/2007

عقد مركز ماعت بالتعاون مع مؤسسة عالم واحد وجمعية التنمية الإنسانية بالمنصورة ندوة حول كيفية التناول الإعلامي لقضايا المسلمين والأقباط ، دار خلالها النقاش حول سبل تفعيل دور الإعلام في حماية النسيج الوطني من التفسخ وموقف الفضائيات والصحف القومية والمستقلة والحزبية من قضايا الأقباط في ظل ضعف المهارات المهنية لبعض العاملين بالصحافة واستجابة أغلبهم لإرادة وتوجهات رؤساء تحرير وأصحاب الصحف التي يعملون بها .

وأدار الندوة الأستاذ حازم منير مدير تحرير جريد روزاليوسف والذي أكد مرور انتقال الإعلام المصري قبل 10 سنوات بمرحلة انتقالية من الشمولي إلي الخاص والمعني بالرأي العام وهي المرحلة التي اضطرت معها وسائل الإعلام الحكومية إلي مجاراة الأحداث والتفاعل معها نسبيا في تغطية أنباء النزاعات بين المسلمين والأقباط وإن اختلفت أساليبها وحاولت جميعها الدفاع عن وجهة نظر الحكومة أو ستر عوراتها في الوصول إلي حلول للقضية . وقال محمد السيد السعيد رئيس تحرير صحيفة البديل أن الإعلام المصري يغطي علي أحداث النزاعات الداخلية ولا يغطيها إعلاميا ، كعادة مجتمع مغلق وتسلطي انقسمت عناصره علي أساس الدين في ظل غياب فهم حقيقي لما يدور بالمجتمع المصري بمختلف فئاته ، وحمل السعيد الدولة المسئولية عن تزايد الأزمة الطائفية التي صارت بنيوية تعكس أزمة نظام تسربت أمراضه من القطاع الحكومي إلي الأوساط الشعبية مع تلاعبه بالدين بدليل تسليحه الإسلاميين لمواجهة ايسار المطالب بالإصلاح وتصرفاته الخارجة علي القانون في التعامل مع الملف القبطي ، وطالب السعيد بتحرير الصحافة من الهيمنة السياسية وتطوير أخلاقيات المهنة وأدوات المحررين في التعامل مع القضايا الحساسة لدعم فكرة دولة الحق والعدل والقانون .

وأكد جورج إسحق أحد مؤسسي حركة كفاية أنه لا حديث عن وحدة وطنية في ظل غياب حقيقي للمواطنة والعدالة واحتقان مجتمعي تمثل العلاقات الدينية أضعف حلقاته ويستغلها أمن النظام وقتما يشاء ، في حين يتعامل معها الإعلام كما تري الحكومة لا كما يراها المواطن ، ونبه جورج إلي ظهور شخصيات متطرفة من الجانبين علي الفضائيات لتؤكد اشتعال الفتنة بما تقول لافتا إلي حرب الفتاوي الدائرة علي شاشات الفضائيات والتي ترعاها تيارات هادفة لهدم الصلات بين المسلمين والأقباط .

أما محمد صلاح مدير مكتب جريدة الحياة اللندنية بالقاهرة فقال أن الفضائيات تتعمد استضافة المتطرفين من الجانبين لضرب أمن البلد ومستقبلها لحساب كسب مشاهدين أكثر عددا رغم حاجة الإعلامي للتمتع بالحيادية والموضوعي في تناول الأخبار بعيدا عن أية حسابات سياسية ، وأكد صلاح أن المواقع والمدونات الالكترونية خارج التقييم لما لها من تعبير عن رأي شخصي في الأحداث رغم انتشارها وتأثيرها مؤخرا .

وقال الدكتور عصام عبد الله أستاذ الفلسفة بآداب عين شمس أن المتطرفين من الجانبين لا يبحثون عن غير المانشيتات الصحفية والاسترزاق من التصريحات المشعلة للفتنة ، وعلي الجانب الآخر يبدو المواطن ضحية البيروقراطية المنسحبة علي الجميع دون تمييز ، وفي غياب أدني محاولات للعلم من تجارب الدول الشقيقة وآخرها الإمارات العربية التي سمحت مؤخرا ببناء كنيسة للمسيحببن الأرثوذكس وناقشت في هدوء سبل الوصول لفكرة التسامح في وجود قساوسة وشيوخ ، وأضاف عصام أننا نحيا في زمن الثورة المعلوماتية وزمن حقوق الإنسان التي تعد المعيار الوحيد للحكم علي ديمقراطية الأنظمة ، مؤكدا أن ملف الأقباط الذي تتكرر حلقاته منذ نحو 35 عاما أدل علي فشل الحكومة وإعلامها في تناوله بإيجابية لتتآكل الدولة سيادتها مع احتكارها للعنف .

أمين إسكندر مستشار تحرير صحيفة الكرامة هاجم توصيف الإعلام للمفكرين بدياناتهم كأن يقال عن أحد (المفكر القبطي) لصبغ مشروعية لأقاويل نظيره المسلم دون مبرر لتمييز الطرفين ، وهاجم أمين أقباط المهجر مؤكدا أنهم بلا تاريخ سياسي أو رؤية تعني بمستقبل البلاد ، كما رفض هجوم وزيرة القوي العاملة علي رجال الأعمال المسيحيين مؤكدا أن علاقات رأس المال لا صلة لها بالحقوق والواجبات في دولة المواطنة التي ينشدها الجميع ونفتقدها في دولة الأساطير ورفض التفكير العلمي ، واختتم إسكندر محذرا من مخطط إمبريالي لإخراج المسيحيين العرب من بلدانهم لإدارة حرب واسعة بين اليهودية والصهيونية من ناحية ضد الإسلام من ناحية أخري حسبما أشارت مقالة للجنرال دانيال بايبس المتسبب في توقف نشاط مركز زايد البحثي بالجامعة العربية .

واختتم مجدي حلمي مدير تحرير صحيفة الوفد بالقول بأننا صرنا شعبا بلا عقل يجري وراء من يدق الطبول في ظاهرة أدل علي فشل الإعلام المقروء المضلل والمرئي المتخصص في قراءة الطالع والشعوذة ، لكن الأغرب حسب حلمي أن نظل أحياء طيلة هذه السنوات دون عقل ، وطالب حلمي بإنشاء مجلس قومي للوحدة الوطنية يضم عقلاء الأمة بعيدا عن الأشخاص المتكرر حضورهم بكل الكيانات الرسمية .

وتركزت داخلات الحضور حول مسئولية الصحفي عما ينشره من أنباء عن أحداث تجمع المسلمين والأقباط مطالبين بمعايير واضحة محترمة في التناول الإعلامي لأزمات الأمة التي لا تحتمل الرهان عليها . وأوصي المجتمعون بالتأكيد علي ..

ضرورة إنشاء مجلس قومي للوحدة الوطني والإسراع بإصدار قانون دور العبادة الموحد . إنشاء صندوق أهلي بمساهمات الأفراد ورجال الأعمال والحكومة لدعم وتعويض ضحايا حوادث العنف بين المسلمين والأقباط والتي تغيب عن ذهن الجهات المسئولة .

مناشدة وسائل الإعلام التواصل مع الأصوات العاقلة كبديل جيد للمتشددة من المصريين ، عبر كتاباتهم ومؤلفاتهم وفتاويهم .

الاهتمام بتدريب شباب الصحفيين علي كيفية التناول الإعلامي الحيادي للقضايا الحساسة ودعم منظمات حقوق الإنسان المتواصلة مع فكرة تأهيلهم .

إلتزام الصحفي بميثاق مهنته في تناول قضايا المسلمين والأقباط .

تفعيل دور المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين في الوقوف ضد تجاوزات الصحفيين المتشددين والمتجاوزين وغير المحايدين في معالجاهم لقضايا المسلمين والمسيحيين ، والعمل علي نشر ثقافة التسامح من خلال برامج تربوية متكاملة في التعليم والإعلام .