28/11/2008
في كل يوم يعلن ملايين المتطوعين أنه على الرغم من كل شيء – رغم الفقر والكراهية، ورغم اللامبالاة والاستعصاء البادي لبعض التحديات التي تواجهنا – أن بوسع الأفراد أن يغيروا العالم للأفضل. والروح التي تعتمل في جنبات المتطوعين هي ما يجعل من العمل التطوعي واحدا من أبرز سمات المواطنة العالمية وضوحا – وأكثرها مدعاة للترحيب. ويغير المتطوعون، بطرق كبيرة وصغيرة على السواء، من مجتمعاتهم وعالمنا. وفي هذا العصر الذي يشهد مشاكل متنامية لا تحدها حدود – بدءاً من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إلى الاتجار بالبشر والتهريب – فإنهم يقدمون حلولا على الصعيد الشعبي لتلبية أشد احتياجات البشرية إلحاحا.
ولا توجد اليوم ضرورة أكثر إلحاحا من بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية في الموعد المقرر. ولدى عالمنا من الثراء والرؤية ما يجعل من الفقر تاريخا منسيا وينهي الجوع ويوفر التنمية للجميع، ومع هذا، فإن التقدم يسير بخطى متفاوتة داخل البلد الواحد وفيما بين البلدان. ويمكن لجهود المتطوعين أن تساعد في سد الفجوة القائمة بين الأقوال المعلنة والإنجاز، وأن تكمل الجهود الوطنية والدولية الأوسع نطاقا الرامية إلى بلوغ الأهداف.
ومن يتطوع للقيام بعمل، يلقى مكافأته، بالطبع، فيما يقوم به. ولكن اليوم الدولي للمتطوعين هو مناسبة لكي نُذكِّر كل من يسعون بروح الإيثار إلى تحسين عالمنا أن مساهماتهم موضع التقدير. وأود وأنا أحتفل بآخر يوم دولي للمتطوعين بوصفي الأمين العام، أن أعرب عن خالص امتناني لكل رجل ولكل امرأة ممن يضعون مهاراتهم ومواهبهم في خدمة العالم، ويحدوني الأمل في أن يحذوا كثيرون غيرهم حذوهم.
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر