21/7/2007
تلك الكلمات هي اقل ما يعبر عن واقع الحال في معتقل الوادي الجديد سيئ السمعة ،
فإدارة هذا السجن لم تتوانى عن ممارسة كافة أشكال القمع تجاه المعتقلين لديها ، فلم تكتفى بما يعانونه من ويلات انعزالهم عن ذويهم و الحياة الخارجية دون سبب- سوى لمجرد أن ورقة صدرت من جهة إدارية جاء مضمونها أن وجود هؤلاء خارج أسوار السجون و المعتقلات خطر على الأمن العام ، حتى و لو كانت أحكام القضاء قد أكدت عدم مشروعية بقائهم قيد الاعتقال بموجب حكم صحيح بات و نهائي .
حالة المعتقل/ عادل احمد السيد نموذج واضح لمدى بشاعة المخالفات التي تحدث داخل أسوار هذا المعتقل وعين الرقابة غائبة .
وتبدأ مأساة هذا الشاب – الذي يعول أسرة كاملة وطفلة صغيرة تدعى “سلسبيل” وهو لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره- باعتقال وزارة الداخلية له في فجر يوم 28/4/2003 دون سبب واضح يصلح كمبررا لاحتجاز إنسان طوال تلك المدة وهدم حياة أسره بأكملها وترك طفلة بلا عائل .
وبعد ثلاثة اشهر قضاها عادل بمقر امن الدولة بفرع شبرا – مورس ضده شتى أنواع التنكيل على أيدي ضباط الفرع ، ليعترف بذنب ربما لم يقترفه خلاصا من ويلات التعذيب – تم إيداعه بمجموعة من السجون المصرية أولها كان سجن طره ، ثم نقل إلى سجن وادي النطرون ،وبعدها إلى سجن دمنهور ، ثم سجن المرج الذي منعت عنه الزيارة فيه .
وأخيرا ومنذ ثمانية اشهر تقريبا وبقرار مفاجئ تم نقله إلى سجن الوادي الجديد لتبدأ مرحلة جديدة في مأساة اعتقاله .
فذويه يستغيثون لان عادل أصيب من جراء الاعتقال و التعذيب بالعديد من الأمراض الخطيرة ضيق في صمام القلب….. حساسية في الصدر …. مشاكل في الكلى والكبد بسبب الماء الملوث ….. أمراض بالجلد ……..أمراض في العظام ……، إلا أن ضباط سجن الوادي الجديد لم يراعوا حالته الصحية على الرغم من علمهم بها – حيث قاموا بالتعدي عليه ضربا بالعصي لمجرد انه سألهم عن سبب نقله ،كما قاموا بإيداعه بالحبس الانفرادي طوال مدة الثمانية اشهر الماضية وحتى الآن ، وحرمانه من الأكل سوى الفتات الذي لا يكاد يقيم الجسد ، ومنعه حتى من أداء الصلاة !!!!!!!
“محبوسا حبسا انفراديا وممنوعا من الزيارة ” ………
تلك الجملة هي مجمل رد إدارة هذا السجن على ذوى المعتقل حينما يأتي ميعاد كل زيارة.
والى الآن فلا احد يعلم مصير”عادل ” ، لاسيما وأن رسائل ذويه البريدية ما عادت تصله .
معتقل مصابا بالقلب وبحساسية في الصدر يظل قيد الحبس الانفرادي في زنزانة ضيقة لا تتعدى مساحتها الأمتار القليلة طوال مدة ثمانية اشهر كاملة ؟؟ مسئولية من تلك ؟
لماذا يظل واحد من شباب هذا الوطن قيد الاعتقال على الرغم من صدور العديد من الأحكام التى تقضى بوجوب الإفراج عنه ؟
إذا لم تكن وزارة الداخلية هي المسئولة عن كل تلك المخالفات التى تتم تحت ملأ بصرها وسمعها فمن المسئول ؟ ربما رئيس مصلحة السجون ؟ ربما القضاء ؟…. وربما نحن !!!!
كلنا مسئول عن مستقبل الطفلة ” سلسبيل ” إذا ضاع والدها على أيدي زبانية تعذيب دون أن نعترض ونحاسب الجاني؟؟!!!!!