19/10/2008

تنتهي غداً الانتخابات الطلابية، والتي تعد أول انتخابات طلابية في ظل التعديل الأخير للائحة الطلابية الصادر عام (2007).

وربما كان المتابع لهذه الانتخابات في الأعوام الأخيرة كان يعتقد أن هذا أسوء وضع ممكن أن تصل إليه انتخابات طلابية، من خلال التدخلات الامنية، وسيطرة الادراة علي الارادة الطلابية، وعجز طلاب الاتحاد عن التواصل مع باقي طلاب الجامعة، إلي أن مؤسسة حرية الفكر والتعبير توقعت أن التعديلات الأخيرة سوف تزيد الوضع سوءا، وهو ما حدث بالفعل من خلال متابعة المؤسسة للانتخابات الطلابية، سواء بعض مشاهدها الحية من خلال الجامعة، أو الجدل الذي أثير حولها في الجرائد القومية والمعارضة والخاصة.

فمع التعديلات في اللائحة التي اشترطت تسديد المصروفات الدراسية كشرط للانتخاب أو الترشيح، أصبحت نسبة المشاركة اقل من المعتاد، وربما يرجع ذلك أيضا لعزف التيارات السياسية عن المشاركة، في أغلب الكليات، والذي أدي إلي تزايد مناخ الصمت الذي يحيط بالانتخابات، من جهة ومن جهة اخري قلل اعداد الطلاب الذين كانوا يقبلون علي الانتخاب المنتمين إلي التيارات السياسية.

وخاصا مع قيام الكليات القليلة التي تقدم لها مرشحين من تيارات سياسية، باستبعاد هؤلاء المرشحين أما من خلال شطبهم من القوائم النهائية بحجة عدم وجود نشاط طلابي سابق لهم، أو من خلال رفض استلام أوراق ترشيحهم من الأساس.

وكانت التعتيم الشديد الذي يحيط بالانتخابات هو واحد من أهم المظاهر التي اتسمت بها انتخابات هذا العام، فهناك حالة عدم الفهم وغياب المعلومات تستشعر بها حتي داخل مكاتب موظفي رعاية الشباب المسئولين عن العملية الانتخابية، وتري المؤسسة أن جزء من هذا التعتيم متعمد، وجزء ناتج عن عدم فهم القائمين علي الانتخابات من موظفي رعاية الشباب بما يحدث، ففي ظل التعديل اللأخير للائحة لازالت العديد من بنودها غير واضحة بالشكل الكافي لموظفي الجامعة، وخاصا مع تأخر وصول اللوائح الادارية والمالية للكليات، ومع التعديلات في هيكل الاتحاد.

أما عن الجزء المتعمد في التعتيم، تظهر معالمه في عدد من الملامح علي رئسها، تأخر الأعلان عن ميعاد الانتخابات حتي عصر يوم الخامس من أكتوبر والذي توسط أجازة عيد الفطر وأجازة السادس من أكتوبر، وفتح باب الترشيح لمدة ست ساعات يوم السابع من اكتوبر والذي تلي الأجازة مباشرة، مع عدم انتظام الدراسة في أغلب كليات الجامعة، وكذلك تعمد الإدراة تأخير ظهور أي اعلانات أو نتائج، مثل القوائم النهائية للترشيح إلي الساعات الاخيرة من اليوم الدراسي، بعد مغادرة أغلب الطلاب لكلياتهم، لتجنب حدوث احتجاجات طلابية.

بالإضافة إلي عدم تعليق أي لوحات اعلانية – أو القليل غير الملاحظ منها – تعلن عن ميعاد الانتخابات أو المرشحين أو تدعو الطلاب للمشاركة.

وأخيرا يمكن أن تستشعر هذا التعتيم جيدا من خلال الارتباك الشديد الذي يصيب موظفي رعاية الشباب، ورفضهم عن الادلاء بأية معلومات إذا حوالت سؤالهم عن ما يحدث في الانتخابات.

وكانت نتيجة كل هذا انتخابات طلابية هزيلة شكلية حسمت نتائجها في أغلب الكليات بالتزكية، وربما تتضارب أقوال الصحف حول نسب المشاركة الحقيقية وحول عدد الكليات التي التي حسمت بالتزكية والاخري التي شهدت منافسة حقيقة، والذي يعد بدوره جزءا لا يتجزأ من حالة التعتيم المتعمد من قبل الأدراة الجامعية.

ومن هنا تطالب مؤسسة حرية الفكر والتعبير الأدارة الجامعية بالأفراج عن المعلومات الدقيقة حول ما يحدث في الغرف المغلقة للانتخابات الطلابية، باعتبار أن من حق المجتمع عامة ومن حق طلاب الجامعات خاصة أن يفهموا كيف يتم اختيار من يمثلهم، كما تطالب المؤسسة الإدارات الجامعية الإعلان عن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات.