30/10/2006

نفى الأستاذ جمال فهمى عضو مجلس نقابة الصحفيين-سكرتير لجنة القيد بجداولها- أن يتجاوز عدد الصحفيين غير النقابيين فى مصر الآلاف حسبما يردد البعض ، لافتا إلى عدم إمتلاك الكثير ممن يمارسون المهنة لمهاراتها وخبراتها وأصول علمها ، وهؤلاء دفعتهم أزمة البطالة إلى الدخول لعالم الصحافة الذى لا يملكون الحد الأدنى من مقومات الأستمرار فيه لدرجة أن كثيرين منهم لا يعرفون القراءة والكتابة وبعضهم يحمل عضوية النقابة بأساليب ملتوية لا تخفى على أحد خاصة فى الصحف الخاصة والحزبية ذات الطابع العائلى ، والصحف القومية التى يرسل قوائم صحفييها للقيد فى جداول النقابة ضباط أمن الدولة وليس مجالس إداراتها أو رؤساء تحريرها ، وإلا ما وجدنا الكثيرين منهم بارعين فى كتابة التقارير الأمنية .

وقال فهمى فى ندوة ناقشت (خطوات عملية للحماية التأمينية والقانونية لشباب الصحفيين) عقدها مركز ماعت مساء الأثنين، أن الحماية القانونية والتأمينية يفتقدها الصحفيون النقابيون ذاتهم بفعل القوانين المقيدة للحريات والمتزايدة بفعل برلمان يضم (شوية حرامية) لا علاقة له بالعمال والفلاحين والآدميين جميعا ويحابى الأغنياء المشكوك فى مصادر ثرواتهم على حساب الشعب المطحون ، ومن بين فئاته هؤلاء الصحفيين النقابيين وغير النقابيين الذين لا يتصور بقاء أوضاعهم المادية ومستويات دخولهم بهذا الشكل ، مقارنة بمستوى دخل أى صحفى أجنبى فى بلدان كثيره تعرف التعدد النقابى الذى لا أعترض عليه وإن كنت مع وحدة الجماعة الصحفية ووجود كيان أكبر يعبر بقوة عن هذه الفئة ومهنتها .

وحول شروط القيد بجداول النقابة والتى جعلت الكثيرين ممن يمارسون مهنة الصحافة يقضون سنوات طويلة فى محاولة لكسب عضويتها قال فهمى : أن قانون القيد الحالى رقم 76 لسنة 1970 صدر فى ظل بيئة سيئة لا يمكن تعديلها حاليا ولن نطالب بتعديله حتى لا يأتى التعديل على شاكلة المادة 76 التى إنتهك عرضها ترزية القوانين والشياطين الحمر ، وهناك ضغوط شديدة تستهدف تعديل القانون لإدخال سكان الصين الشعبية (ماسبيرو) إلى النقابة وتحويلها لنقابة إعلاميين أو لنادى تجلس فيه شوية بنات ضاربة شعرها أوكسجين ..!! ومعهم لن ينقص النقابة إلا دخول كتبة الصحف القبرصية واللندنية التى يتاجر بعض أصحابها بمستقبل الشباب فى سبيل الأعلانات وأغلب هؤلاء لا يصلحون إلا لإدارة محلات الطرشى ، مع وافر إحترامى لأصحابها الشرفاء .

وقال فهمى : بغض النظر عن القانون الذى يربط عضوية النقابة بوجود عقد عمل بين الصحفى ومؤسسته -وكثير ممن لا يستحقون عضويتها أثبتوا علاقة العمل هذه بأساليب قذرة- ، فإن تراجع المستوى المهنى وراء بناء عقليات متخلفة تتصور فى عضوية النقابة ولقب (صحفى) تمييزا لصاحبه عن خلق الله ، لدرجة أن النقابة تلقت شكاوى تافهة من تافهين بسبب مشاجراتهم مع (كمسارية الأوتوبيسات على قطع نص تذكرة) ..، أمثال هؤلاء يطالبون بعزلهم عن البشر لدرجة أن أحدهم لو سافر لأداء مناسك الحج سيطلب مرافقا معه ينوب عنه فى رمى الجمرات على إبليس ..!!

وأضاف فهمى : تخيلوا أن المقابر التابعة للنقابة كانت تسرق ويتم الإتجار بها عهد النقيب السابق الذى كان يتجاوز دخله فى مؤسسته الصحفية أو عزبته بالأصح 180 مليون ضعف ما يتقاضاة بوش رئيس مجلس إدارة العالم !! ، وحكى لى أحد التابعين لزعماء بلطجية الأنتخابات أنه إستفاد من بيع 38 مقبرة (تربة) منذ 15 سنة وكانت المقابلات تتم بينه وبين الحانوتية فى المبنى القديم للنقابة ..!! تخيلوا أن أمثال هؤلاء ممن مسحوا سلالم النقابة حتى إكتسبوا عضويتها ، طالب بعضهم ممن ينتمون إلى ستة مؤسسات (جربانة) بعدم قيد الشباب الجدد فى جداول النقابة وتعطيل لجنة القيد التى تنعقد دوريا منذ فترة ..!!

وأثنى جمال فهمى على إدارة مؤسسة (المصرى اليوم) الصحفية ، وقال أنها قدمت نموذجا محترما للمؤسسة التى تحترم القانون وحقوق الصحفيين بدليل إلتزامها بحقوق أحد الزملاء الذي إعتصم بها مؤخرا ، حتى أنها كانت رفيقة به فى خصومتها معه ولم تتأخر لحظة عن دفع مستحقاته التى دعمته النقابة ومجلسها فى الحصول عليها ، على عكس بعض المؤسسات الأخرى من الحزبية والخاصة التى لا تحترم حقوق الصحفيين وتسعى (لبهدلة) أى من العاملين بها أو المختلفين مع إداراتها …، وإتهم الصحف الحزبية بأنها بلا صاحب ..وتحدث عن تجربة العربى الناصرى قائلا : لم أتقاض مرتبى منها منذ 13 شهرا ، ورغم سوء أوضاعها المالية إلا أنها الوحيدة التى لم تفصل صحفيا رغم ضرورة فصل نحو 30% من صحفييها من الدنيا كلها ، وهى من المؤسسات التى جمعت زملاء كثيرين ممن لديهم وعى بضرورة الدفاع عن معايير مهنية صارت عرفا سائدا فى علاقات العمل فيما بعد بفضل أخلاقهم لا بفضل الحزب وتابعيه ، ويكفى أن مجلس إدارتها هو الوحيد الذى يتم إنتخاب ثلث أعضاءه التسعة .

وعن عقد الذل الذى يسعى الصحفى للحصول عليه من جريدته وإثباته علاقة العمل معها لكسب عضوية النقابة ، وإجبار الصحفى على إعتناق أفكار سياسية تتفق وسياسة صحيفته ، خاصة فى الصحف الحزبية ، قال فهمى 90% من الأحزاب الحالية لا أعرف توجهاتها السياسية ولا تأثير لها فى الشارع المصرى بالمرة ، وشرط الضمير لو تم تطبيقه فى علاقة الصحفى بجريدته ما صارت هناك مشكلة ، فلا يجبر صحفى على كتابة مالا يتفق ومبادئه ولن يخالف الأعراف المهنية ولا التوجه المتفق عليه فى سياسة تحرير صحيفته منذ بدايتها .

وطالب فهمى الصحفيين الذين لديهم مشكلات مع مؤسساتهم بالإضراب عن العمل أو الإعتصام داخلها وليس الحضور إلى قاعات النقابة المكيفة ، بإعتبار إعتصامهم فى مكان عملهم يزيد الضغط على إدارة المؤسسة ولا يفقدهم دعم زملائهم بها ، مستنكرا مواقف بعض الزملاء الذين يرفضون دعم مطالب وحقوق الكثيرين من الصحفيين الذين يعتصمون أو يضربون لأجلها .

وإستمع الحضور للصحفيين ناصر عبد الحفيظ وأسماء عفيفى اللذين عملا بجريدة شباب مصر الحزبية ، وأكدا إبتزاز رئيس الحزب وهو أيضا رئيس تحريرها لهما ، وأكدا أن أساليبه التى ينتهك بها حقوق الصحفيين لديه ستتسبب فى كسب تجار المواشى لعضوية النقابة التى رفض سكرتير مجلسها دعمها لهما لعدم قيدهما بجداولها ، وهى القضية المنظورة حاليا أمام القضاء بينهما وعدد من الصحفيين من جهة ، وبين صاحب الجريدة والحزب من جهة أخرى …، ورد جمال فهمى بأن النقابة تتلقى شكاوى المواطنين العاديين أيضا ضد أعضائها ، لكن أدوات التأديب لديها معطلة بسبب صعوبة إنعقاد لجنة التحقيق بها ، لكن المجلس الحالى يدعم الصحفيين غير النقابيين أيضا قانونيا ومعنويا ويحميهم فى قضايا عديدة يتهمهم البعض فيها بإنتحال صفة صحفى ، ومؤخرا عجلت النقابة بإنعقاد لجنة القيد لدعم مواقف البعض أمام القضاء ، وإن أخذ عليها تقاعسها عن مخاطبة المؤسسات حول مرور الفترة القانونية لتدريب الصحفى دون تعيينه كما ينص القانون الحالى .