11/11/2008

تتابع المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان بقلق بالغ سلسلة الدعاوي المرفوعة ضد عدد من الكتاب والصحفيين الذين يكتبون في صحف مستقلة ، وأخرها دعوتين قضائيتين رفعهما الشيخ يوسف البدري ضد الكاتب والصحفي خالد الكيلاني(جريدة صوت الأمة) ، الكاتب والصحفي مدحت الزاهد ، الصحفي احمد فراج (جريدة البديل) .

والدعوى الأولى مقيدة برقم 32995 لسنة 2008 وستنظر اليوم بالدائرة 5 تعويضات بمحكمة شمال الجيزة الإبتدائية وهي مرفوعة ضد السيد رئيس مجلس ادارة جريدة صوت الأمة بإعتباره الممثل القانوني للجريدة ، بسبب نشر الكاتب الصحفي خالد الكيلاني حوارا على حلقتين مع الشيخ البدري ، بعددي الجريدة بتاريخ 1/9 و8/9/2008 ، رأي الشيخ فيه أنه (حوار ملفق ومزور في اغلبه) ويطلب رافع الدعوى الزام رئيس مجلس ادارة الجريدة بأداء تعويض وقدره مليون جنيه تعويضا عن الأتي :

ـ الأضرار التي اصابته من جراء كتابة ونشر الحوار موضوع الدعوى على جزئين بجريدة صوت الأمة بما تضمنتاه من كذب على الطالب وقذف وسب مقذع في حقه وتشهير به .

ـ الأضرار التي لحقته جراء الامتناع عن نشر رده المرسل ، للجريدة المعلن اليها بطريق الفاكس وبالإنذار على يد محضر . وبالزامه بصفته بنشر رد الطالب الوارد بالأنذار على يد محضر .

وجدير بالذكر أن الجريدة قد نشرت رد الشيخ بتاريخ 22/9/2008 ، وأكدت أنها تملك تسجيلا للحوار يثبت ما قاله الشيخ التي لا تزال أراءه مثيرة للجدل والنقاش. وأكدت أن من حق الشيخ أن يتراجع عن أراءه اذا اراد، لكنها تحمل ما يثبت أنه قال تلك الأراء .

والدعوى الثانية رفعها أيضا الشيخ يوسف البدري بتاريخ 29/9/2008 ضد الممثل القانوني لجريدة البديل ، والتي نظرت بالدائرة 15 تعويضات أمام محكمة جنوب القاهرة الابتدائية في جلستها يوم 21/12/2008 وتم تأجيلها إلى تاريخ 20/11/2008 .

وذلك بسبب نشر الجريدة ثلاث مقالات تتضمن الأولى قصة حوار مع الشيخ أجراه الصحفي احمد فراج يوم 4/7/2008 عنوانه (الاضرابات والمظاهرات حرام ،ولو كان فيها خير لتظاهر الرسول ضد اليهود) وفيها حديث عن فتوى الشيخ في اضرابات وتظاهرات عمال المحلة والتي يجرم فيها التظاهرات والاضراب!!! . والمقال الثاني للكاتب والصحفي مدحت الزاهد يعلق فيها على مقال الصحفي السابق يوم 6/7/2008 ومقال ثالث للصحفي خالد الكيلاني يوم 11/7/2008 بعنوان(عفريت العلبة .. لم تخيب الظن فيك) … ويطلب رافع الدعوى في الختام بأن يؤدي الطالب مبلغ وقدره مليون جنيه تعويضا عن الأتي :

ـ الأضرار الأدبية التي أصابته من جراء نشر المقالات الثلاثة موضوع الدعوى بجريدة البديل بأعدادها الثلاث المشار اليها سابقا ويشير إلى ما تضمنته (من تشويه وتحريف لكلامه وتقول عليه وقذف وسب في حقه وتشهير به ) ، والأضرار الأدبية التي لحقت بالطالب جراء نشر تلك المقالات على موقع الجريدة على شبكة الأنترنت ونشر تعليقات رواد الموقع عليها بما حوته من عبارات القذف والسب بالطالب ، الأضرار الأدبية التي لحقته جراء الامتناع عن نشر رده المرسل للجريدة المعلن اليها بانذار على يد محضر بتاريخ 13/7/2008.

ويشير الكاتب والصحفي خالد الكيلاني أنه بصدد تقديم بلاغ للنائب العام يتهم فيه رافع الدعوتين بالسب والقذف في حقه بسبب ما ورد في عريضة الدعوى والإنذار الموجهين لجريدة صوت الأمة .

والغريب في دعاوى الشيخ أنه يصف معارضيه بانهم صحفيون مغمورون بالرغم من أنهم قضيا سنوات في العمل الصحفي والأعلامي واحدهما وهو الكاتب مدحت الزاهد قد عمل نائبا لرئيس تحرير جريدة البديل وقت نشر تلك المقالات ، والأن يعمل مستشار للتحرير .

وبالرغم من ايمان المؤسسة بالحق في التقاضي لكافة المواطنين ، الا أنها تعرب عن قلقها من نهج الشيخ يوسف البدري في رفع الدعاوي بشكل مستمر ضد الصحفيين والكتاب خاصة هؤلاء الذين ينتقدون ويختلفون مع أراءه .

وقد سبق للشيخ أن رفع دعاوي بالتعويض ضد الكاتب جمال الغيطاني والشاعر احمد عبد المعطي حجازي وغيرهم بسبب نشرهم مقالات تناقش اراءه وتنتقد بعضها وأستصدر احكاما بالتعويض ضدهم.

وتؤكد المؤسسة أن نشر تلك الحوارات تدخل في اطار حرية الرأي والتعبير التي ضمنها الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. والتي تبيح حق التجمع السلمي أيضا التي يجرمها الشيخ في فتاواه!!

وتعتبر المؤسسة أن هذه الدعاوي تسهم في خلق مناخ يقيد من الحريات والحقوق العامة وخاصة بالتضييق من حرية الرأي والتعبير للمواطنين والصحفيين بشكل أساسي .

وفى هذا السياق تؤكد المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان دعمها و تضامنها مع كل من الصحفيين خالد الكيلاني ومدحت الزاهد وأحمد فراج.

كما تدعو الشيخ يوسف البدري بالتنازل عن دعواه والاكتفاء بنشر رده على صفحات الجريدتين المشار اليهما. وتدعو منظمات حقوق الإنسان بإعلان تضامنها مع الصحفيين ورفض أي قيود على حرية الرأي والتعبير.

المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]