29/12/2008

تعرب المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان عن إدانتها البالغة للقاء الذي عقد منذ أيام بين الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والسفير (الإسرائيلي) بالقاهرة، وترى أن هذا اللقاء يمثل خطوة سلبية وغير مفهومة وتتعارض مع دور المجلس ، وترى أن هذه الخطوة تقوم بدور تجميلي لهذا الكيان المعادي لكافة مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والذي لا يزال يمارس انتهاكاته لاتفاقيات جنيف الأربعة ، ولا يعير حقوق الإنسان اهتماما ، وهو ما يظهر في قيامه بالعقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ، من خلال الحصار المفروض على قطاع غزة والحرب الهمجية التي يشنها منذ يومين ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع والتي خلفت 350 قتيلا ومئات الجرحى من المدنيين.

وتعرب المؤسسة عن دهشتها لمثل هذه الزيارة ، خاصة في مثل هذا التوقيت الذي لا تزال فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحتل أراضي عربية، و تقوم بجرائمها بحق الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بدءا من بناء الجدار العازل الذي يفتت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الخطوة التي أدانتها فتوى صادرة من محكمة العدل الدولية.

و للسخرية فقد سبق أن شارك المجلس في عقد مؤتمرا بالتعاون مع عدد من المنظمات لمواجهة جرائم الحرب الإسرائيلية ، وكنا نتمنى أن يستمر المجلس في القيام بهذا الدور ، وبحث القنوات الدولية التي يمكن من خلالها تحريك دعاوى دولية ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين ، لا أن يقابل رئيسه سفير كيان ارتكبت ولا تزال كافة جرائم الحرب التي تستحق احالة مرتكبيها إلى المحاكمة الدولية .

وتشيد المؤسسة بالمواقف التي انتقدت تلك الخطوة والتي أعلنها كل من سامح عاشور وجلال عارف عضوي المجلس، وتطالب كافة أعضاء المجلس بإعلان إدانتهم لهذه المقابلة ، كما تطالب الدكتور بطرس غالي بالاعتذار عن هذه المقابلة.

وترى (المؤسسة) أن البيان الصادر عن المجلس والمنشور في جريدة الأهرام بعددها الاثنين الموافق 29 ديسمبر والذي اعتبر هذه المقابلة من صميم عمله ، لا نعرف أي عمل هذا الذي يحتم هذه المقابلة التي قد يكون لبعض المسئولين بوزارة الخارجية عذرا فيها، وكان الأجدر أن يصدر المجلس بيانا ينتقد فيها ممارسات (إسرائيل) العنصرية ، لا أن يرفض مذكرة (سامح عاشور) نقيب المحامين السابق وعضو المجلس والتي يطالب حسب ما نشرته الأهرام بمعرفة أسباب هذا اللقاء ، ويستمر في دفاعه عن هذه المقابلة الصادمة لكل المصريين والعرب والتي ستقلل من احترام الكثيرين للمجلس وتعتبره كيانا حكوميا.

ويبدو أن رئيس المجلس الدكتور بطرس غالي لا يفرق بين وظيفته السابقة كأمين عام للأمم المتحدة، وتوليه رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، والذي يجب ان يكون نصب عينيه احترام السلطات الوطنية لحقوق الإنسان ، وكذلك تعامله مع الدول وفقا لالتزاماتها باحترام هذه الحقوق.

المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]