4/4/2009

تعرب المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من الأحداث التي نشبت في قرية الشورانية بمحافظة سوهاج والتي تم حرق فيها منازل للأهالي التي يعتنقون البهائية والمقيمين في القرية.

وقد وقعت هذه الأحداث يوم السبت الماضي الموافق 25 مارس في القرية ، بعد أن تجمهر العشرات من سكان القرية خارج المنازل التي يقيم بها ساكني القرية من البهائيين ، وقاموا بترديد هتافات من بينها (لا اله الا الله .. البهائيين أعداء الله) ثم قاموا بقذف هذه المنازل بالحجارة وتحطيم نوافذها ومحاولة اقتحامها . وتشير الصحف إلى أن هناك اعتداءات مشابهة تكررت على مدي يومي 29 و30 مارس. كما تشير الأنباء إلى حرق هذه المنازل بالبنزين وقنابل المولوتوف.

وتعتبر (المؤسسة العربية) أن هذه الأحداث تمثل جريمة بشعة تم ارتكابها في حق المواطنين الآمنين من أهالي القرية دون سبب سوى اختلاف هؤلاء البهائيين في عقيدتهم الدينية وأرائهم عن باقي سكان القرية. والمثير للدهشة أن من بين المشاركين أمين شباب الحزب الوطني بالقرية والذي وصف أحد البهائيين الذي ظهر في إحد البرامج التليفزيونية بالمرتد!! وحسب تصريحات صحفية افتخر بقيامه بإحراق منازل البهائيين وضربهم وإخراجهم من القرية!!

وتعتبر المؤسسة أن هذه الجريمة هي ثمرة لعدد من المناخات السياسية والاجتماعية والإعلامية. فالمناخ السياسي القائم لا يرحب بحق الاختلاف، وهناك هيمنة للحزب الحاكم على مجمل الحياة السياسية ، واستبعاد للأحزاب الأخرى من صناعة القرار ، بالإضافة إلى الهيمنة على السلطة التشريعية وتهميش استقلال السلطة القضائية، والقيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير والحق في التنظيم ، كما أن المناخ التشريعي القائم يصب في سياق هيمنة النظام السياسي الحاكم على مختلف منظمات المجتمع المدني أحزابا ونقابات وجمعيات ومؤسسات مستقلة. وهذا المناخ أدى إلى إضعاف دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبالتالي اضعف دورها في التأكيد على مبادئ المشاركة والمواطنة والاعتراف بحق الاختلاف سواء كان على المستوى الفكري أو الديني. كما أدى إلى سيادة مناخ يعلي من الولاءات الأولية وعلى رأسها الانتماء للعائلة أو الدين. وتغييب مبادئ الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تؤكد على حرية الرأي والعقيدة.

وأحد الأسباب التي ترجع لها هذه الأزمة ، هو وجود منابر إعلامية خاصة في عدد من الفضائيات والتي تبرز أحاديث لبعض الدعاة الجدد تدعم المناخ الطائفي والتكفيري ضد الأخر . بالإضافة إلى سيادة ثقافة شرائط الكاسيت التي يتم توزيعها بشكل غير رسمي على عربات الأجرة.

وتحمل (المؤسسة) بعض المؤسسات الدينية مثل الأزهر ووزارة الأوقاف جزءا من المسئولية لعدم قيامها بالدور المطلوب في التوعية الدينية والتأكيد على حرية الدين والعقيدة والتي ترجع أصولها إلى المبدأ القرآني (لا إكراه في الدين) .

وترى المؤسسة أن منهج تهجير المواطنين البهائيين من القرية أإلى محافظات أخرى لن يوقف تكرار مثل هذه الأحداث في مناطق أخرى ، كما أنه يتعارض مع حقوق الإنسان في التنقل والإقامة في مكان معين.

وفي هذا الشأن تطالب المؤسسة العربية سيادة النائب العام بالتحقيق العاجل في هذه الأحداث الإجرامية ، وسرعة إحالة مرتكبيها إلى المحاكمة. كما تطالب وزارة الداخلية بحماية المواطنين البهائيين من أهالي القرية ، من أي أحداث عنف مستقبلية.

المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]