17/1/2007
هذا التقرير يتناول رصد حوادث العنف ضد المرأة التي نشرت في الصحف المصرية خلال النصف الثانى من عام 2006 ويعد هذا العدد رقم (52) من إصدارات سلسلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى يصدرها المركز ويهدف التقرير إلى التعرف على العنف الموجه ضد النساء من خلال رصد وتحليل مضمون الصحف المصرية خلال ستة أشهر تبدأ من أول يولية وحتى نهاية ديسمبر عام 2006. والذى تبين أن حوادث العنف ضد المرأة بلغت (261) حالة وشكلت حوادث الخطف والاعتداءات الجنسية على النساء (38) حالة وبلغت حوادث قتل النساء (23) حالة وشكل العنف الأسرى الموجه للنساء (30) حالة وكانت الخلافات الزوجية (28) حالة وأتى الإهمال فى الرعاية الصحية للنساء ليمثل (22) حالة وشكل انتحار النساء (27) حالة وكانت الحوادث الأخرى المتنوعة التى لا تدخل تحت أى تصنيف من التصنيفات السابقة تشكل (80) حالة وكانت هناك بعض حالات العنف الرسمى ضد حقوق النساء ويوثق التقرير (8) حالات منهم. اما العنف الموجه للمرأة العاملة فتمثل فى (5) حالات.
وقد أدى العنف إلى وفاة وقتل العديد من النساء. فمن جملة (261) حالة عنف موجه للنساء تسبب العنف فى قتل ووفاة (123) أمرأة، سواء بسبب العنف الأسرى(28)، أو بسبب قتل النساء المتعمد (23)، أو الخلافات الزوجية (20)، أو لعدم الرعاية الصحية (10)، او قتل النساء لأنفسهن (19)، وأخيراً بسبب حوادث متنوعة (23) حالة.
كما نشرت هذه الاعتداءات خلال شهور النصف الثانى من عام 2006 فجاء بشهر يولية (42) اعتداء ، أغسطس (40) اعتداء ، سبتمبر (47) اعتداء ، اكتوبر (35) اعتداء ،نوفمبر (51) اعتداء ، ديسمبر (46) اعتداء .
هذا ويستعرض التقرير فى الجزء التمهيدى مظاهر العنف الموجه ضد النساء والتى أبرزها أن أحتكار الدولة للسلطة وأتخاذ القرارات ينعكس سلباً على كافة أفراد المجتمع ومؤسساته وبالتالى يؤدى لمزيد من الاستبداد داخل مؤسسات المجتمع والأسر واستخدام العنف كالضرب الجسدى وإساءة المعاملة والاهانة النفسية والتهديد والترهيب باستخدام الضرب والاغتصاب والحبس والتحرش ويمتلىء التقرير بكثير من الارقام التى تؤكد على ارتفاع نسب العنف الموجه ضد النساء داخل الأسرة أو فى نطاق المجتمع حيث يبين التقرير أن حوالى 2 مليون طفلة وصبية تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشر سنة يتم بيعهم أو إجبارهم على ممارسة الدعارة وثلث نساء العالم يتعرضن للعنف والضرب من أزواجهن وأن 86% من الزوجات يدافعن على مبدأ الضرب وفى مصر تصل نسبة العنف الأسرى ضد الزوجة الى 71.9% الممارس من الزوج يليه الأب بنسبة 42.6% وتبلغ نسبة قتل النساء فى مصر فى محيط العائلة بنسبة 21.6% .
ثم يتناول فى القسم الأول صور الاعتداءات الجنسية على النساء والتى تمثلت فى (38) حالة اعتداء وكانت هناك أسباب متنوعة لإرتكاب مثل هذه الجرائم فكان منها الانتقام او الاعتداء عليها جنسياً او للسرقة او بسبب رفض الزواج.
وتميزت جرائم الأغتصاب بأنها جماعية، فقد كانت هناك حادثة أغتصاب بها إحدى عشر شخص وأخرى تسعة أفراد وثالثة ثمانى أفراد يتنابوا الاعتداء الجنسى على الضحية ثم يتركوها ويفروا هاربين بعد أن تصبح بين الحياة والموت.
ويلاحظ أن بعض من مرتكبى الاعتداء على النساء أقارب مثل إبن العم أو الخطيب. كما كانت هناك جريمة تم فيها خطف الزوجة من بيتها واغتصابها للأنتقام من زوجها. وجريمة أغتصاب أخرى لفتاة متخلفة عقلياً وثالثة لفتاة خرساء، كما كانت هناك حادثتان أغتصاب لسيدتان أجنبيتان غير مصريات. وهو ما يعنى أن المعتدى لا يفكر فى الضحية ولا فى شكلها أو سنها أو حجم قواها العقلية أو صحتها الجسمانية أو جمال شكلها الخارجى، فقد كان اكثر المعتدى عليهن هن ربات المنازل فبلغ عددهم (21) سيدة.
كما يستعرض التقرير فى القسم الثاني العنف الأسرى الموجه للمرأة والذى تمثل فى (30) حادثة لأسباب متعددة منها السرقه والغيرة والاستيلاء على الممتلكات او الشك فى سلوكها او لحملها سفاحا او لخلافات مادية او عائلية واسريه او للانتقام او الاصابه بمرض نفسى أو الخلاف على الميراث .
وقد اسفرت احداث العنف الأسرى عن نتائج منها القتل والاصابه فبلغت جرائم القتل (28) حادثة ، فى حين بلغ الاعتداء بالاصابة البدنية للمرأة حادثتين .
ويلاحظ من خلال الرصد تزايد حالات القتل دفاعاً عن الشرف فمن أصل 28 حادثة قتل تم رصدها نتيجة العنف الأسرى وجدت 12 جريمة كان الدافع إليها هو الدفاع عن الشرف، وكانت أغلبها قتل الأخ لأخته بلغت 7 حوادث، تليها 3 حوادث قتل الأب لأبنتة، وحادثة واحدة قتل الأم لأبنتها والأخت لأختها.
كما يتناول التقرير فى القسم الثالث حوادث العنف الناتج عن الخلافات الأسرية والذى وصل إلى (28) حادثة تم رصدها وكان لأسباب متعددة كالخلافات المادية والعائلية بين الازواج او الشك فى سلوكها او الانتقام أو الجمع بين اكثر من زوج او اهانه الزوجه لزواجها او الاصرار على عدم فعل شئ معين أو للغيرة أو بسبب مصاريف المدارس أو بسبب عدم إعداد طعام الفطار فى رمضان .
ويلاحظ من خلال الرصد أنه من جملة رصد 28 حادثة خلافات زوجية كان هناك 20 حادثة قتل الزوج فيها زوجته، بينما تراوحت الثمانى حوادث المتبقية بين أنواع الاعتداءات البدنية المتعددة. وذلك يدل على مدى قسوة العنف الذى يمارسه الزوج على زوجته حتى وصل لحد القتل، فالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى يعيشها المجتمع المصرى تؤثر على العلاقات الزوجية لتصبح الزوجة كبش فداء لكل الضغوط الأسرية.
ثم يتناول التقرير فى القسم الرابع حوادث قتل المرأة التى وصلت إلى (23) حادثة تعود أسبابها إلى السرقة والاعتداء الجنسى او الخوف من فضح علاقة محرمة او للخلافات المادية او لرفض الزواج او لخلافات الجيرة او الثآر أو لحماية الأبناء .
ويلاحظ أنه تم قتل سيدة أجنبية للأنتقام منها وهو الأمر الذى يؤكد أن مرتكب العنف لا يفرق بين نوع الضحية من النساء.
وبلغ عدد الاناث المعتدى عليهم (24) سيدة وذكر واحد فقط . فى حين كان عدد الاناث المرتكبه العنف (7) اناث وكان عدد الذكور (26) ذكر .
وبعدها يتناول التقرير فى القسم الخامس حوادث انتحار المرأة التى بلغت (27) حادثة تعود الى عدة اسباب منها اليأس من الشفاء او لخلافات زوجية او عائلية او ماديه بسبب الفقر او بسبب الفشل فى التعليم أو بسبب حبس الفتاة ومنعها من الخروج، او بسبب الضرب المبرح او لاسباب مجهوله .
وقد اسفرت احداث العنف عن نتائج منها الوفاة بقتل النفس اوالاصابه بالتسمم او كسور فبلغت جرائم قتل النفس (19) حادثة مصاحبها لها حادثه اصابه ، فى حين بلغ الاعتداء بالاصابه بالتسمم الى (5) حوادث ، اما الاصابه بكسور فبلغ عدد الحوادث الى (4) حوادث .
ويعرض التقرير فى القسم السادس الإهمال فى الرعاية الصحية الذى وصل إلى (22) حادثة تعود إلى الاهمال الطبى للمريضة او لقله الامكانيات داخل المستشفيات الحكوميه او زيادة جرعه البنج للمريضة أو اللامبالاة وإهمال المستشفيات فى الرعاية الصحية .
وقد اسفرت احداث العنف عن نتائج منها الوفاه اوالاصابه بعاهه مستديمه او الغيبوبه التامه فبلغت جرائم الوفاة (10) حوادث من أصل (22) حادثة تم رصدها ، فى حين بلغت الاصابه بعاهه مستديمه او بمرض خطير الى (9) حوادث ، اما الاصابه بالغيبوبه مع الاصابه بعاهه فبلغت (3) حوادث .
ثم يرصد التقرير فى القسم السابع العنف ضد المرأة العاملة فقد بلغ (5) حوادث الى سوء معامله المخدوم للمرأة العاملة او السرقة من جانب المرأة لمخدومها .
وقد اسفرت احداث العنف عن نتائج منها السرقه وسوء المعامله فبلغت جرائم السرقه (4) حوادث وحادثه واحدة فقط لسوء المعامله من جانب المخدوم للمرأة العاملة .
ويتناول التقرير فى القسم الثامن حوادث العنف الرسمى والذى بلغ (8) حوادث تعود لأسباب متنوعة مثل قيام بعض ضباط الشرطة بالتعدى على بعض السيدات أو لعدم تنفيذ حكم قضائى ضد أحد الأشخاص او لإجبارها على الإفصاح عن شئ لا تدرى به .
وبعدها يتناول التقرير فى القسم التاسع حوادث متنوعة ضد النساء وتمثلت في (80) حالة وتنوعت بين ما بين حوادث الخنق بالغاز او لخلافات بين الجيران او السقوط من الادوار العليا أو الغرق أو نتيجة السرعة الجنونية او الصعق بالكهرباء او تطاير أعيرة طائشة أو الإصابة بالتسمم او نتيجة لانهيار أحد المنازل او بسبب السرقه والنشل أو للقيام بأعمال منافية للآداب .
وقد اسفرت احداث العنف عن نتائج متعددة منها الوفاة والسجن والإصابة والغرق والفصل من العمل فبلغت حالات الوفاه (23) حادثة مصاحبه لها حادثه اصابه واحدة ، فى حين بلغت الحالات التى اودت الى السجن الى (52) حادثة ، اما حوادث الإصابة فاحتلت (3) حوادث ، بينما حوادث الغرق حادثتين فقط ، اما الفصل من العمل فكان حادثه واحدة فقط .
وأخيراً يتناول التقرير فى القسم العاشر بعض الملاحظات الختامية التى أهمها أن عدد الإناث اللاتى أرتكبن العنف من خلال الرصد حوالى (32) إمرأة مقابل (232) رجل قمن بإرتكاب العنف، وهى أرقام تستحق التوقف عندها لمعرفة حجم العنف الرهيب الذى يمارسة الرجال على النساء المصريات، ولنرى كيف تقهر النساء ولا تستطعن الدفاع عن أنفسهن إلا بنسبة ضئيلة جداً تحتوى داخلها على عنف موجه من إمرأة لأمرأة أخرى تمعناً فى قهر المرأة للمرأة.فهناك ما يقارب من 232 رجل مارسوا العنف بكافة أشكالة تجاة النساء.
أيضاً لاحظنا أن مرتكبى العنف من الرجال ضد النساء عادة من الطبقات الفقيرة ويعملون بمهن غير مستقرة أو عاطلين عن العمل أو مسجلى خطر أو سائقين، كما وجد أيضاً مرتكبى العنف من الطلاب والموظفين والنقابيين والمزارعين ولكن بنسبة أقل.
أما على مستوى الأعلام الذى يقوم بنشر هذه الحوادث. فغالباً ما نجد تحليل الصحفي وإسقاطه لرؤيته لهذه المرأة المجرمة -الشيطان- المحرضة دائماً على الجريمة. فالمرأة هى السبب والدافع للجريمة، ومن ثم تستحق ما يحدث لها من عقاب. فلإعلام أيضاً يمارس العنف ضد المرأة.
فأغلب ما ينشر عن المرأة لا يتعدى كونها محرضة لكافة الحوادث، والسبب والدافع لجريمة الرجل، فهى الشيطان اللعوب. فالغالبية العظمى من الصحفيين يكتبون خبر الاعتداء والجريمة على المرأة وبه منحى تفسيرى يبرر للرجل جريمته. وعلى سبيل المثال “تسببت الزوجة النكدية فى..”. “الزوجة كانت تعاير الزوج الأمر الذى دفعه إلى قتلها”. “قام الزوج بضرب زوجته حتى الموت لأنها كانت تهينه أمام الجيران”. “الزوجة سليطة اللسان تسببت…”. “أب يقتل أبنته لزواجها بدون رغبته”. وهكذا عادة ما نجد في خبر الحادثة أي كلمات -حتى ولو كانت مستترة- تبرر أن هذه المرأة الواقع عليها العنف تستحق ما حدث لها، وتبرر لهذا الرجل المعتدى قتله لها أو ضربها أو أصابتها بعاهة مستديمة، فهي السبب وراء اعتداء الرجل عليها. فهنا نجد معايير مغلوطة تدفعك للتعاطف مع الجلاد، والتشفي في الضحية.
ثم يستعرض التقرير العديد من التوصيات أهمها تحسين المناخ السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى لبلادنا وذلك باحترام السلطات لحقوق الإنسان ولكرامة وآدمية المواطنين وملاحقة مرتكبى جرائم العنف والتعذيب والفساد من الموظفين العموميين وتقديمهم للمحاكمة وإلغاء حالة الطوارىء وكفالة حق التنظيم والتجمع والاضراب وفرص العمل اللائقة وأمان حيازة الأرض والسكن وتحسين حالة الخدمات العامة وإيلاء اهتمام خاص من جانب الدولة بتوعية المواطنين عبر برامج إعلامية وثقافية تقوم بتنظيمها أجهزة الدولة ويشارك فى تنفيذها كافة مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر وتوفير فرص عمل لائقة للنساء وكفالة الحق فى الضمان الاجتماعى وزيادة معاشات النساء المعيلات والغير قادرات على العمل وزوجات المعتقلين , وإصدار قانون لحماية النساء من العنف خاصة الأسرى وتقديم المسئولين عن انتحار النساء للمحاكمة وتخصص صفحات للمرأة فى الصحف تبين المشكلات التى تعانى منها المرأة بصفتها نصف المجتمع وذلك لحماية حقوق النساء ووقف العنف ضدهم وكفالة حقوقهم فى العيش بحرية بكرامة وأمان فى مصرنا المحروسة .
للحصول على نسخة من التقرير يرجى الاتصال بالمركز أو الدخول على موقعنا على الانترنت
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Websitewww.Lchr-eg.org