30/3/2005

وتمر ذكرى أخرى ليوم الأرض الخالد .. الذكرى 29 لسقوط ستة شهداء دفاعا عن الأرض وتصديا لقرار وزير الدفاع الإسرائيلي في العام 1979 اسحاق رابين القاضي بمصادرة حوالي 20 ألف دونم من الأراضي في دير حنا، سخنين وعرابة في منطقة الجليل.

سقط الشهداء وتخضبت الأرض العطشى بالدم القاني الأحمر لكوكبة ارتقت أرواحهم إلى السماء التي تغلف أرض فلسطين الطهور. تأتي الذكرى لتشحذ همة وإصرار الفلاح الفلسطيني على تمسكه وتشبثه بأرضه وافتدائها بالروح والدم.

وتتعاقب الذكرى ويتواصل شلال الدم الفلسطيني النازف من قوافل شهداء شعب فلسطين.. الذكرى التي يتأكد فيها احتضان الأرض لأبنائها الأوفياء .. ذكرى تلك الرابطة السرمدية بين الفلسطيني وأرضه.

تطل الذكرى برأسها وما زال الفلسطيني يجدد العهد والوفاء.. ويتعاظم عشقه لأمه الأرض.. وما زالت سيول الدماء الزكية تتدفق لتروي شقائق النعمان قانية اللون.. وما زال العطاء متواصلا ومعه التضحيات والدموع.

تهل هذه المناسبة لتجدد وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وفي القلب من وحدتهم الأم الأرض، بعد أن ظن الظانون انه بعد كل هذه السنين من تشتيت هذا الشعب في أصقاع المعمورة ستذهب ريحه وسينسى أرضه وسيصبح هنديا احمرا ذائبا وسط الأغراب.

ويجري الإمعان في استهداف الأرض الفلسطينية بالسرقة والدمار.. في تحد صارخ للقوانين الدولية وبخاصة قرار محكمة لاهاي الصادر بتاريخ 9 تموز 2004 الذي يؤكد عدم مشروعية سرقة الأرض الفلسطينية وعدم قانونية بناء الجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تأتي الذكرى الحالية بعد صدور وعد بوش لشارون في 14 نيسان 2004 بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعدم العودة لحدود الرابع من حزيران ومنح الشرعية للسطو على الأرض الفلسطينية، مما يعني القضاء على الشرعية الدولية. تهل الذكرى في وقت تسابق فيه حكومة الاحتلال الزمن في نهب الأراضي الفلسطينية، حيث تم مصادرة 93,132.5 دونما في شهري شباط وآذار الفائتين فقط حسب احصائيات مكتب اسرائيل للدفاع عن الأرض.

رغم تواصل السرقة والنهب للأرض الفلسطينية ورغم تكالب الظروف الدولية ومعاداتها لتطلعاته، إلا أنه لن ينسى ولو للحظة واحدة أرضه السليبة، لأنه يحضنها في قلبه. وحتما سيعود الحق لأصحابه طال الزمن أم قصر.