18/4/2005

مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصاف 17 نيسان من كل عام، يجدد الفلسطينيون الدعم لما يقارب من 8000 أسير فلسطيني من ضمنهم 350 طفل و128 أسيرة، قابعين وراء قضبان الأسر داخل الأكياس الحجرية. ففي هذا اليوم يتجدد العهد لهؤلاء الأبطال رواد حركة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال والطغيان، بأن يتواصل الكفاح والنضال حتى تحريرهم وتبييض سجون الاحتلال من المناضلين الفلسطينيين.

لقد ضحى هؤلاء الأبطال بربيع عمرهم في سبيل رفع الظلم والأذى عن شعبهم الذي يعاني من عسف وظلم الاحتلال.. فقدوا حريتهم لأنهم آثروا منح تلك الحرية لشعبهم.. غيبوا الفردية والأنانية، وتشبثوا بالجماعية وروح الجماعة.

ركبوا أمواج الريادة وكانوا في المقدمة يقودون شعبهم نحو فجر الحرية والاستقلال والانعتاق من ربقة الاحتلال البغيض سيء الصيت. فهم الطليعة النضالية التي تقوض الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.

أسرهم الجلاد ظنا منه انه يستطيع معاقبة شعب انتفض ليقول لا للاحتلال.. نعم للحرية والاستقلال.. اعتقد هذا الاحتلال البغيض انه يستطيع إخماد جذوة ثورة شعب هب لينفض عن كاهله غبار الظلم والقهر والطغيان.. شعب يتطلع الى الحرية والاستقلال، والى التخلص من قيود الذل والاستغلال.. شعب عقد العزم على الحياة بكرامة وإباء وعزة كغيره من شعوب المعمورة.

لم يكتف الاحتلال باعتقال الأسرى.. بل تمادى في حربه على المناضلين وهم قابعين داخل الأكياس الحجرية، بدافع الحقد والحنق عليهم لأنهم هزوا أركان إحتلاله وأظهروا انه احتلال هش رغم كل ما في جعبته من ترسانة عسكرية يرهب به دول الجوار. وفي إطار السعي لاذلال الأسير والضغط عليه للقضاء على وطنيته، لم يتورع الاحتلال عن مصادرة حقوق وامتيازات الحركة الأسير المتراكمة على مدار سني الأسر. هذا ناهيكم عن تعذيب الأسير المريض من خلال الاهمال الطبي الذي قضى على العديد من الحالات المرضية.

كما شكلت إدارة مصلحة السجون الوحدات الخاصة التي أطلقت عليها اسم “نحشون” لقمع المعتقلين المحتجين عن سوء وتردي أوضاعهم المعيشية داخل الأسر.. لكن رغم كل ما يتعرض له الأسير من أعمال قمعية وبربرية على أيدي الجلاد، الا ان الحركة الأسيرة الفلسطينية تثبت أنها عصية على الكسر وعودها أصلب من الفولاذ.. وها هي، رغم كل العذابات والقيود تشعل المنارات الهادية لأبناء الشعب الفلسطيني الرافض للظلم والاسر والاحتلال. الظلم لن يدوم وفجر الحرية آت لا محالة ولا بد للقيد ان ينكسر فشرط السلام هو تبييض السجون.