2/8/2005
بقلم: مفتاح
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى قطاع غزة لمتابعة تطبيق خطة الفصل، لا أحد يولي الاهتمام الكافي للسياسات الاسرائيلية في القدس
والخطوات الاحتلالية المتسارعة فيها لتهويدها وعزلها عن محيطها الفلسطيني ونزعها من قلب الكيان الفلسطيني العتيد، حيث تسابق اسرائيل الزمن في إحكام قبضتها على القدس، كما صرح شارون في اكثر من مناسبة أن الخروج من غزة ثمنه تعزيز السيطرة على القدس والضفة الغربية.
فمنذ سنوات الاحتلال الأولى تم ضم 70 كلم إلى حدود المدينة، بحيث اصبحت الحدود الجديد للمدينة تبلغ 108 كلم أي ما يعادل 28% من أراضي الضفة الفلسطينية. كما شرعت باحاطة المدينة بالاحزمة الاستيطانية.
وبعد استكمال بناء جدار العزل والضم، ستضم جميع المستوطنات الرئيسية حول القدس والمناطق العازلة التي تشكل 4% من اجمالي مساحة الضفة الغربية، كما انه سيخرج حوالي 50 الف مقدسي خارج الجدار.
كما أن المضي في خطة E1 الاستيطانية لربط معالي ادوميم بالقدس سيعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، كما انه سيقضى على أي إمكانية للتوسع العمراني الفلسطيني داخل حدود القدس.
ومن المعروف ان شارون يكرر دائما التصريح القائل بأنه “لن يكون هناك مفاوضات مع الفلسطينيين بشأن القدس او الكتل الاستيطانية مثل آرئيل ومعاليه ادوميم وغوش عتصيون، حيث ستبقى دائما تحت السيادة الاسرائيلية.”
كل ذلك يجري والعالم منشغل في تنفيذ خطة الفصل في غزة، والانكى، ان احدا في العالم لا يجرؤ على ممارسة أي ضغط على شارون وحكومته لتوقف انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، خشية ان يؤثر ذلك عرقلة تنفيذ الخطة.
غير انه بحسب رأي وزيرة المعارف الاسرائيلية السابقة شولاميت الوني فان “الحكومة الاسرائيلية كانت على تنسيق سري مع المستوطنين في قضية الاحتجاج على اخلاء القطاع وصناعة “صدمة وطنية” بهدف اقناع العالم بصعوبة الانسحاب من الضفة الغربية.” – حسبما جاء في مقابلة أجرتها مع صحيفة كل العرب في 29 تموز 2005.
وفي معرض وصفها لشارون قالت الوني انه:
” وطني كبير وجندي متعجرف يعاني من جنون العظمة ولا يهمه ان يضحي بحياة الآخرين كما حصل في اجتياح لبنان وهو الشخص الذي زرع كافة المستوطنات في الاراضي الفلسطينية طمعا بارض اسرائيل الكبرى.
وشارون يحترف الكذب دائما فالفلسطينيون لا يقوون على القائنا في البحر او ابادتنا ولكن شارون والقيادة الاسرائيلية يسعون دائما الى ادخال هذه الكذبة الى عقول الاسرائيليين. وفي الواقع نحن نقوم بتنفيذ جرائم حرب ضد الانسانية وآمل بان يقدم شارون الى المحاكمة”.
وكما هو معروف ان القدس هي القلب الروحي للرسالات السماوية الثلاث ولا يحق لأي فئة دينية ان تحتكر المدينة او أن تستأثر بها لوحدها.
كما ان القدس ووفقا للقانون الدولي تعتبر اراضي فلسطينية محتلة تنطبق عليها اتفاقيات جنيف وكافة القوانين الدولية ذات الصلة، حيث “لا يجوز لدولة الاحتلال ان تعمل على تهجير او نقل جزء من سكانها المدنيين الى الأراضي التي تحتلها.”
كما ان القانون الدولي يقف بكل حزم في وجه الاستيطان ويحرمه ويدعو لوقفه.
الا ان حكومة شارون تسابق الزمن من أجل احكام قبضتها على القدس الكبرى، الأمر الذي يعني بكل بساطة القضاء على حلم اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفق حل الدولتين الذي تتبناه الشرعية الدولية.
ويبقى السؤال: إلى متى سيواصل العالم صمته على جرائم شارون ومجازره وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني؟!!