29/11/2005
بقلم: مفتاح
تمر الذكرى الثامنة والعشرون ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هذه الأيام بعد مرور أكثر من خمس سنوات على انتفاضة الأقصى ، قدم فيها الشعب الفلسطيني آلاف الأرواح والجرحى والأسرى، وعشرات الآلاف من المنازل والممتلكات ، كل هذا في ظل عجز وصمت عربي مطبق لا مبرر له. تمر هذه الذكرى والشعب الفلسطيني يواجه أشرس عدوان صهيوني متواصل بمختلف الأشكال، حيث تواصل حكومة شارون جرائمها اللاانسانية والتي تحمل في طياتها أبعاد خطيرة ما عادت تخفى على أحد.
في هذا اليوم، التاسع والعشرون من تشرين الثاني يتضامن العالم المحب للسلام والتحرر مع الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق حقوقه و إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة. وقد اعترفت الأمم المتحدة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرار التقسيم -181- في التاسع والعشرين من عام ألف وتسعمائة وسبع و أربعين 29/11/1947 _ وبحسب نص القرار نفسه ” يملك العرب فيها رسميا(3.6) مليون دونما بينما يملك اليهود 4و1 مليون دونما”، وتشمل هذه المنطقة التي خصصها ذلك القرار للدولة اليهودية على (273 ) مدينة وقرية عربية يقيم فيها (460 ) ألف عربي …وعلى الرغم من وضوح القرار فقد راح اليهود في فلسطين يعدون العدة لإقامة دولتهم، وقد تم لهم ذلك في 15/5/1948 حيث أقاموا تلك الدولة على قرابة 80%من ارض فلسطين بدلا من 47و56% بحسب نص قرار التقسيم في حينه وبذلك فقد كان الاحتلال لفلسطين والذي يستمر حتى يومنا هذا.
بات واضحاً أن السلام لن يستقر في منطقة الشرق الأوسط إلا إذا كان شاملاً يضمن تحرير الأرض الفلسطينية من القوّات الإسرائيلية، وهذه هي رسالة الانتفاضة ورسالة النضال الفلسطيني، سلام متوازن يقوم على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وضمان الحقوق المشروعة والأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي يمضي في صراعه مع الكيان الصهيوني لشق طريق الحرية واستشراف المستقبل.
بذلك فان على جميع أعضاء المجتمع الدولي وبخاصة أولئك الذين صوّتوا على تقسيم فلسطين مسؤولية التحرك لفضح جرائم إسرائيل الدموية وعزلها عن كافة المحافل، وتقديم ما يمكن لمساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
وينبغي الانتباه إلى أن هذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني بات يفتقد معناه ويفتقر إلى الفاعلية أمام تواصل السطو ألاحتلالي على الأرض الفلسطينية واغتصاب الممتلكات وتواصل بناء جدار الضم والفصل العنصري. والشعب الفلسطيني ينظر بعين المرارة إلى تراجع التأييد العربي والدولي للحق الفلسطيني أمام إصرار إسرائيل بحكوماتها المتعاقبة على مواصلة اعتداءاتها وتجاهل الاتفاقيات التي وقعت عليها وكانت طرفاّ على مدى السنوات الماضية.
الشعب الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي في هذا اليوم بتوفير الحماية له واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن له العيش بأمان وحرّية. ففي الوقت الذي يتمسك فيه الفلسطينيون والعرب بالقوانين والقرارات الدولية، ويعلنون حرصهم الدائم على اعتبار السلام خياراّ استراتيجياّ، فان إسرائيل تواصل اعتداءاتها وتستمر بارتكاب جرائمها بشتى أحزابها سواء كان العمل أو الليكود. فما هي إلا مسميات مختلفة لها نفس الإستراتيجية والهدف، وبما أننا نشهد في هذه الأيام صراعات إسرائيلية و أحزاب جديدة إلا أن التوقعات من كل ما يحدث لن تتغير، وليس هناك من أو ما يعد بالتغيير نحو الأفضل، كلهم وجوه مختلفة لعملة واحدة.