6/8/2008

ميسه أبو غزالة-pnn- قال الأسير المحرر محمد عادل شفيق الخياط ” إن الوحدة الوطنية في الخارج تنعكس بالايجاب على الأسرى والمعتقيلن ، فالوحدة واجب وضرورة خاصة بين الأخوة في فتح وحماس ، وبقاء هذا الانفصام لا يصب في مصلحة حماس ولا فتح بل يصب في مصلحة الدولة الغاصبة وينعكس بالسلب على الأسرى والمعتقلين .” جاء ذلك بعد الافراج عنه مؤخرا من سجن جلبوع بعد أن قضى مدة محكوميته البالغة ثماني سنوات .

وتطرق الخياط إلى تجاوز أسرى القدس في العديد من صفقات الافراج والتبادل ، بهدف تثبيت موقف سياسي على أهل القدس .

وأوضح انه من الضروري التعامل مع مدينة القدس حسب القرارات الدولية دون المساومة على ذلك . وحذر الوفد المفاوض من خطورة التعامل مع أسرى القدس بأنهم ينتمون لدولة الإحتلال الاسرائيلي وإنما التأكيد على فلسطينيتهم .

وبين الخياط أهمية الأمل المعقود لدى أسرى القدس والداخل والجولان في الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شليط .

وقال ” للأسف الشديد الأخوة في حزب الله لم يدركوا أن الصفقة الأولى التي قام بها في عام 2004 قد إمتازت بفشل ذريع ، حين ترك الخيار للطرف المعادي أن يختار من يفرج عنهم ، وحسب ظني لو ضغط حزب الله قليلا وطالب مثلا بالافراج عن المرضى المقيمين بشكل دائم في مستشفى الرملة ، وإطلاق سراح النساء لتمكن من تحقيق الانجاز أو حتى لو ضغط بإتجاه أن يفرج عن من أمضى فترة ثلثي المدة ، لكان قد حقق إنجاز أفضل ، فمع فهمي للواقع اللبناني ، وفهمي للجوانب المضيئة في صفقة حزب الله خاصة الافراج عن الأخ سمير قنطار وجثث الشهداء وعلى رأسهم الأخت المجاهدة دلال المغربي ، حيث عجز المفاوض الفلسطيني بوسائله الدبلوماسية أن يفرج عن جثث الشهداء ، إلا أن ما أشرت إليه من إمكانية تحقيق مطلب بسيط ممكن إنجازه بقليل من الضغط والصبر ، وهو الافراج عن الأسيرات والمرضى . ”

أوضاع الأسرى في سجن جلبوع

اما بالنسبة لأوضاع الأسرى في السجون فقال ” أحوال السجون سيئة للغاية ، فمصلحة السجون تستغل الوضع الخارجي وحالة التمزق في الشارع الفلسطيني للتضييق على الأسرى خاصة بين فتح وحماس ، مع العلم أن هناك محاولة عزل وفصل بين حماس وفصائل منظمة التحرير في بعض السجون فقط ، وذلك أضعف موقف الأسرى أمام إدارة السجن .”

وأضاف ” الفصل ليس من صالح أحد من الفصائل ، فالأسرى لديهم وعي بذلك وقد أبلغوا إدارة السجن أنهم ضد عملية الفصل ، وفي حال تم الفصل سيعارضوه ، وبعض السجون تم الفصل فيها بالاكراه ، منها سجني إيشل وأوهليه كيدارفي بئر السبع وعوفر ، حيث فرض العزل على الأسرى .”

وأضاف ” أما بالنسبة للعقابات الجماعية فتمارس الادارة سياسة العقاب الجماعي ضد الأسرى على أمور تافهة ، فلمجرد عطل التلفاز في أحد الغرف عاقبت الادارة كل الغرفة التي عادة تضم ثمانية أسرى وكل أسير دفع غرامة مالية قدرها 450 شيكل ، مع العلم أن سعره لا يتجاوز ال400 شيكل ، كما حرموهم من الزيارة ، كذلك جرى تفتيش ليلي لغرف الأسرى قبل سبعة شهور في سجن جلبوع .”

إصابة عدد من الأسرى بمرض السرطان

وأشار الخياط إلى أن عدد من الأسرى في سجن جلبوع أصيبوا بمرض السرطان ، من بينهم هايل أبو زيد الذي أصيب بالمرض وأفرج عنه وبعد نحو شهرين إستشهد ، وسيطان الولي تم الافراج عنه بسبب إصابته بمرض السرطان ، وجمال ابو صالح أصيب بورم سرطاني تم إستئصاله بعد إجراء عملية جراحية له ، ولكنه ما زال يعاني من مشاكل صحية .

وقال ” ربما ترجع سبب الاصابة بهذا المرض بسبب أجهزة اللواقط التي تضعها إدارة السجن لمنع التقاط إرسال البلفونات ، ومن الممكن أن الادارة تضع للاسرى شيئا في طعامهم ، كما يعاني الأسيرين صالح أبو مخ وأمين الشويكي من مرض السكري ، بالاضافة الى علاء البازيان الكفيف ويعاني من آلام في المعدة وإمساك مزمن .”

وطالب الخياط بضرورة تشكيل لجنة طبية للأسرى في سجن جلبوع لمعرفة سبب إنتشار مرض السرطان بين صفوف الأسرى ، وكان من أصعب الحالات هو سيطان الولي .

أما بالنسبة لمعاملة إدارة سجن جلبوع للأسرى أضاف الخياط ” إدارة سجن جلبوع بالذات لا تختلف عن إدارات بقية السجون ، ولكن الحراس الدروز يتعاملون مع الأسرى بقسوة أكبر من السجانين اليهود ، وكأنهم بتشددهم سيثبتوا الاخلاص لدولة إسرائيل على حساب الأسرى ، والآن معاملتهم أقل حدة من السابق .

وأشار إلى ان الطعام في سجن جلبوع سيء نوع ما من غيره ، وإجمالا يعتمد الأسرى على المعلبات .

الاختلاف بين فترتي الاعتقال

يذكر أنها المرة الثانية التي يعتقل فيها الأسير محمد الخياط ، حيث قضى في المرة الأولى ثماني سنوات وأفرج عنه في عام 1998 ، وأعتقل في المرة الثانية في عام 2000 .

وأشار الخياط إلى أنه كان هناك إختلاف بين فترة الاعتقال الأولى والثانية ، حيث مر بثلاث مراحل خلال فترة إعتقاله المرحلة الأولى ما قبل إتفاقية أوسلو وما بعدها ، وما بعد إنتفاضة الأقصى .

وقال ” في المرحلة الأولى كان هناك إجماع شامل أن طريق تحرير الأرض هو المقاومة ، بالتالي كان هناك إجماع بين جميع الفصائل وهذا إنعكس على الوضع في السجون ، وكانت أيام جيده إنعكس أثرها في إضراب عام 1992 في تحصيل أغلب المطالب لتحسين الظروف الحياتية والمعيشية داخل الأسر ، لكن بعد إتفاق أوسلو هذا الاجماع الوطني أصابه الشرخ ، هذا الشرخ أثر أيضا على الحياة داخل المعتقلات ، لكن بقي هناك حدود وخطوط ثابته يجتمع الكل حولها خاصة أمام إدارة المعتقل ، فكان هناك حفاظ على ما تم تحقيقه من مطالب في إضراب عام 1992 ، أما إضراب عام 1995 فأنا حسب وجهة نظري أنه فشل لأنه إحتوى على مطالب سياسية إضافة إلى المطالب المعيشية ، وبعد إندلاع إنتفاضة الأقصى ، وصعود اليمين المتطرف بقيادة شارون بدأ الهجوم المنظم على الأسرى والمعتقلين ، مما عكس واقعا سيئا لدرجة كبيرة فكان إضراب عام 2004 في وقت غير مناسب ، الأمر الذي أدى إلى فشل الاضراب ، وأستطاعت الادارة أن تستغل هذا الوضع في الهجوم الشرس ففرضت التفتيش العاري المذل للأسرى وتمادت في ظلمها وجبروتها .