21/2/2006
ردا على قرار الحكومة الاسرائيلية بمعاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي في انتخاب حركة المقاومة الاسلامية حماس، باعتبار السلطة الفلسطينية كيان ارهاب والفصل ما بين غزة والضفة والتوقف عن تحويل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية، اعتبر مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط الفارو دي سوتو ان اسرائيل ليس لها الحق في تجميد تسليم عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية. وقال في بيان صادر عن مكتبه أن السبب الأول والأوضح هو أن هذه الأموال المقدرة بحوالي 50 مليون دولار أميركي تعود للسلطة الفلسطينية ويجب عدم حجبها لأي سبب.
ومن المؤسف ان ينضم المجتمع الدولي من خلال الرباعية الى تبني الشروط الاسرائيلية على حماس وهي الشروط التي تقول الرباعية ان بعض الدول العربية توافق عليه. ويأتي هذا بدون قيام الرباعية بوضع أي شرط او حتى تبني مواقف واضحة ومحددة ازاء النوايا الاحتلالية مواصلة سياسة سرقة ونهب الأرض الفلسطينية وبخاصة في منطقة غور الأردن، ناهيك عن عزل القدس والتوجه لرسم حدود دولة الاحتلال من جانب واحد.
فعلى ما يبدو من السهل على المجتمع الدولي الضغط على الجانب الضعيف ومهادنة القوي. والا بماذا تفسر الضغوط المفروضة على الجانب الفلسطيني في غياب أي نوع من الضغط على الجانب الاسرائيلي لتطبيق ليس قرارات الشعب الفلسطيني، وإنما قرارات الشرعية الدولية القاضية بحل أطول نزاع في المنطقة وانهاء المعاناة الطويلة للشعب الفلسطينية. ومن المؤسف ان يدفع الشعب العربي الفلسطيني ثمن الجرائم الأوروبية، بأن يشرد من أرضه ويشتت في أصقاع المعمورة.
ومن جانبه، طالب الرئيس الأميركي السابق بعدم معاقبة الشعب الفلسطيني حيث قال في مقال نشرته له الشرق الأوسط نقلا عن الواشنطن بوست بوقف الضغوط الأوروبية الأميركية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني قائلا: “دعوا المساعدات الإنسانية تستمر عبر الأمم المتحدة والوكالات الخاصة، وشجعوا روسيا ومصر ودولا اخرى على ممارسة اقصى نفوذها على حماس للتخفيف من سياساتها السلبية، وادعموا الرئيس عباس في جهوده الرامية الى تخفيف التوتر، وتجنبوا العنف وتأملوا الخطوات التي تفضي الى سلام دائم. ”
وبدوره وفي مقال له بعنوان: فشل حماس ليس في صالح العرب” قال د. محمد صالح المسفر “يستطيع العرب أن يرسلوا رسالة إلي الإدارة الأمريكية بيد كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية التي تزور المنطقة هذه الأيام، تقول هذه الرسالة بكل وضوح إذا حاولتم إفشال حكومة حركة حماس عن طريق المقاطعة والحصار والتجويع وإطلاق العنان للجيش الصهيوني لممارسة القتل والاختطاف وتجريف الأراضي وهدم المنازل في أراضي السلطة الفلسطينية بقيادة حماس فان الشارع العربي لا يمكن ضبطه والسيطرة عليه وان العالم الإسلامي بكامله سيجيش ضد إسرائيل وأمريكا والمصالح الغربية في المنطقة والعالم الإسلامي وان ردود الفعل التي اجتاحت العالم الإسلامي في مواجهة الدنمارك لعرضها صورا كرتونية عن رسول الله عليه السلام ما برحت أوروبا تعاني منها فما بالكم وما يجري في فلسطين المقدسة ارض معراج الرسول محمد ومسراه من تعذيب للشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحق في الحياة بالطريقة التي يريدها لنفسه، وبالحكومة التي يختارها لحكمه. كما يستطيع العرب أيضا أن يبلغوا إسرائيل رسالة واضحة بان أي عقوبات تفرضها إسرائيل علي حكومة حماس قبل أن تبدأ، وعلي الشعب الفلسطيني لأنه اختار حماس لحكمه سيقابل برفض عربي واضح وان الإجراءات الأمنية علي الحدود مع فلسطين المحتلة سيعاد النظر فيها. ”
بدورنا، ونحن نفتقد للثقة بالأنظمة العربية، نشك ان تجرؤ على التقدم بأي مطلب من رايس لصالح الشعب الفلسطيني وسلطته الجديدة، لكننا نجزم انهم سيؤمرون بالمشاركة بجهد المقاطعة وعدم تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية، وهو ما سيقومون به بالفعل لافشال حركة حماس.
وأمام كل هذه الضغوط والمحاصرة المتوقعة على الشعب الفلسطيني، نجزم ان الشعب الفلسطيني الذي استطاع الصمود على مدى خمسة عقود أمام كل المؤامرات التي حيكت ضده وبقي متمسكا متشبثا بحقوقه الوطنية ولم يسقطها بالتقادم، سيصمد أمامها. وان الشعب الفلسطيني سيتحول من شعب أريد له التسول إلى شعب يعتمد على ذاته، كيف والحاجة أم الاختراع، وبخاصة بعد أن تبين للقاصي والداني حقيقة النوايا الغربية من وراء ما يسمى بأموال الدعم للشعب الفلسطيني التي تستهدف بشكل أساسي إيجاد فرص عمل لرعايا الجهات التي تقدمها وتسويق منتجاتها. وخاصة وأن ما يصل حقيقة للشعب الفلسطيني هو الفتات.