1/6/2005
مات الشيخ محمد معشوق الخزنوي نتيجة للتعذيب الشديد المفضي إلى الموت الذي لقيه على يد خاطفيه منذ ثلاثة أسابيع، ومع أن الشيخ اختطف من مقر إقامته قرب دمشق صباح يوم الثلاثاء (10/5/2005) وعلى الرغم من نفي وزير الداخلية السوري أن يكون الشيخ الخزنوي معتقلاً لديهم إلا أن كل البصمات تشير إلى أنه كان معتقلاً لدى إحدى الأجهزة الأمنية السورية.
وتناقلت الأنباء يوم أمس الثلاثاء (31/5/2005) أنه نقل على وجه السرعة إلى إحدى المستشفيات العسكرية بدمشق لإسعافه، حيث كان بحالة صحية بالغة السوء
وقد أعطي بعض المضادات الحيوية والعلاجات وسط تواجد أمني كثيف في المستشفى ثم نقل مرة ثانية إلى مكان غير معلوم.
غير أن هذه الرواية اختلفت اليوم عندما تناقلت الأنباء عن مصادر رسمية أنه اختطف من قبل خمسة أشخاص واقتيد إلى حلب، وقتل ودفن هناك إلى أن اكتشفت السلطات الأمر وتعرفت على مكان دفنه فأخرجت جثته وسلمتها إلى ذويه واعتقلت شخصين لهما علاقة بعملية الخطف وهي جادة بالبحث عن الباقين.
وتناقلت مصادر أخرى أن السلطات الأمنية كانت تتعقبه منذ مدة بسبب شخصيته المؤثرة ومكانته العلمية والإجتماعية وعلاقته الواسعة وصراحته في التحدث عن ضرورة إنصاف الأكراد السوريين ورد حقوقهم إليهم، ومواقفه المؤيدة للحوار الوطني وإزالة العوائق التي تقف دونه، ودعوته لإبطال القوانين القمعية والاستثنائية.
وعلمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مصادر عليمة بأنه تم استدعاء الشيخ محمد معشوق الخزنوي مرات عديدة إلى الدوائر الأمنية للتحقيق معه في علاقته بالمطالبات الكردية وعلاقته بالتيارات الكردية والسورية.
وصرحت أسرة الشيخ اليوم بأن آثار التعذيب بدت واضحة في أنحاء جسمه.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تعتبر السلطات السورية مسؤولة في المقام الأول عن النهاية المأساوية للشيخ محمد معشوق الخزنوي، فهي مسؤولة عن سلامة مواطنيها وقد تنصلت دائماً من هذه المسؤولية واستهانت بقيمة الحياة المقدسة للمواطنين السوريين، سواء كانت هي الجهة المعتقلة أو كانت جهة ثانية تعمل بالنيابة عنها أو كان الجناة مجرمين آخرين.
وتطالب اللجنة السورية بفتح تحقيق محايد تشرف عليه جهة محايدة للكشف عن ملابسات اختطاف المغدور ووصوله إلى هذه النهاية المفجعة ومحاكمة المسؤولين عن ذلك.
وتدين اللجنة القتلة أياً كانوا، وتدين أساليب القمع المتوحشة ، والتعذيب المفضي إلى الوفاة … وتطالب أصدقاء حقوق الإنسان في سورية وفي العالم للتدخل للوقوف في وجه الانهيارات الأخلاقية والمسلكية الخطيرة للسلطات السورية التي تمارس القتل والقمع ، والاختطاف والتعذيب المفضي إلى الهلاك.