27/2/2006
للمرة الاولى منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية، وصفت اسرائيل الرئيس محمود عباس “ابو مازن” بأنه “غير ذي صلة” بالنسبة للمفاوضات والاتصالات معها، وهو الوصف نفسه الذي اطلقته الحكومة الاسرائيلية على الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات قبل مقاطعته بصورة تامة.
فقد قالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية، انها تخشى ان يقوم عباس، الذي يسعى للتوصل الى سلام مع الدولة اليهودية عن طريق المفاوضات، بدور “ورقة التوت” لادارة تهيمن عليها حماس. وأضافت “سيكون من مهامنا ضمان ألا يتقبل المجتمع الدولي أبو مازن أو بعض البيانات المعتدلة من جانب حماس”.
وتابعت ليفني مستخدمة التعبير نفسه الذي استخدمته اسرائيل لوصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية العام 2000 “الكرة في الملعب الفلسطيني والامر يتوقف على حكومة حماس القادمة للقيام بشيء بشأنها وفي هذا الاطار يكون عباس غير ذي صلة”.
هذه التصريحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستراتيجية الاسرائيلية المستقبلية والقاضية بتغييب الشريك الفلسطيني، وهذا لتعزيز النهج الأحادي الجانب الاسرائيلي ومواصلة السياسات الاسرائيلية في هذا الصدد وبخاصة الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وبخاصة في منطقة الغور والكتل الاستيطانية الكبرى ناهيك عن المصادر المائية وأخصب الأراضي الزراعية الفلسطينية والسعي لرسم الحدود من جانب واحد والانفصال عن الشعب الفلسطيني الذي سيحتجز في معازل متفرقة تسميها اسرائيل دولة تخدم المصالح الاسرائيلية في الابقاء على يهودية الدولة الاسرائيلية. وتتزامن هذه السياسة مع اطلاق اسرائيل لحملة علاقات واسعة لتعزيز فكرة ما يسمى بـ “السلطة الارهابية” لدى المجتمع الدولي وتعزيز الحصار وحرب التجويع على الشعب الفلسطيني الذي تتعرض سلطته الجديدة لضغوط جمة للاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ونبذ المقاومة والاعتراف بالاتفاقات الموقعة، التي نسفها شارون بالكامل. هذا، مع العلم أن المجتمع الدولي لم يوضح أية إسرائيل التي يتعين الاعتراف بها، وأية حدود وهل من الصحيح أن يتم ذلك بين حركة ودولة او بين دولتين.
كما أن الاشتراطات الأخيرة التي بتنا نسمعها من المجتمع الدولي لقاء مواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، تكشف حقيقة النوايا من وراء ما يسمى المساعدات الخارجية لتلك الدول. وأقل ما يقال فيها انها تهدف لزيادة تدخل تلك الدول في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني، والا كيف نفسر رصد هذه الأموال لقطاعات معينة وتحت شروط معينة. فالكرة الآن ليس في الملعب الفلسطيني وانما في ملعب المجتمع الدولي عليه التحرك قبل وقوع الفأس في الرأس. التصريحات الآخيرة لليفني، بما تتضمنه من تهديد مبطن، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ويتعين إطلاق حملة إعلامية مناهضة لفضح ما تضمره حكومة الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وقيادته، فيتعين التحرك قبل فوات الأوان لدرء النوايا الشريرة التي يكنها الاحتلال.