18/7/2006

خلال لقائه الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الاماراتي، محمد حسين الشعالي في 15/7، أكد أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، للصحافيين أن الوضع الراهن يدعو إلى الكثير من الغضب والاستياء والإحباط. وعزا ذلك في المقام الأول إلى أن القوى العظمى، أو بعضها، “سلمت عملية السلام برمتها إلى إسرائيل”.. “وبدأنا نسمع عن حق الدفاع الشرعي لإسرائيل رغم إنها دولة احتلال بما يتناقض مع القانون الدولي.”

وأضاف موسى أن مصر تقدمت بعدة أفكار أيدتها بعض الدول العربية لبلورة قرار يؤكد أن كافة الإجراءات التي اعتمدها المجتمع الدولي، بما في ذلك اللجنة الرباعية كلها “أدت إلى فشل عملية السلام أو دفنها أو تسليمها لإسرائيل لتتولى قتلها ومعالجتها بالطريقة التي تناسبها ومن ثم تسليم قضية النزاع العربي الإسرائيلي لتتصرف فيها الحكومة الإسرائيلية تحت غطاء الحصانة الدولية.”

هذا الموقف الذي يعبر عنه احد أهم أقطاب الدبلوماسية العربية، يكشف مدى استياء العرب من تراجع ما يسمى المجتمع الدولي عن مواقفه السابقة، وسعيه الآن للبحث عن تبريرات ومسوغات للاحتلال لمواصلة احتلاله، بدلا من الضغط عليه للتوصل الى سلام عادل ودائم في المنطقة.

كما أن موقف المجتمع الدولي الراهن، الذي فسرته وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيفي ليفني، على أنه متفهم لـ “حق اسرائيل في الدفاع عن النفس” وانه يعطي مهلة لجيش الاحتلال لتصفية حساباته مع كل من حركة حماس وحزب الله اللذين يتحملان المسؤولية عن الأزمة الراهنة. وعليه، لم يكن مستغربا مطالبة ذلك المجتمع الدولي، الأطراف ذات العلاقة لضبط النفس والعمل على اطلاق سراح الجنود فورا دون شروط، في وقت يتناسى فيه ما يقرب من عشرة الآف آسير فلسطيني ولبناني وعربي.

خلاصة ذلك، أن ما يسمى المجتمع الدولي الذي تسيره وتهيمن عليه جهة منحازة بالكامل لاسرائيل ومرتبطة معها بعلاقات إستراتيجية، يطبق المقولة الشهيرة للفيلسوف الألماني نيتشه التي تقول “الحق هو القوة، والقوة هي الحق، و ما عدا ذلك يعتبر هراء و هباء سواء كان قانونا ً أو أخلاقا ً أو دينا ً … وما يصدر من الأقوياء هو الحق، وما يصدر من الضعفاء هو الشر، و إن الضعفاء يجب أن يموتوا!!

فهل يدفع المجتمع الدولي، بمواقفه المنحازة وغير العادلة، الشعبين الفلسطيني واللبناني الى الموت كونهم ضعفاء امام جبروت الاحتلال في هذه المعادلة؟؟! وعليه، وللخروج من زاوية الضعف يتعين بالشعبين الفلسطيني واللبناني الارتقاء بجهودهم الدبلوماسة على المستوى الدولي وتوسيع دائرة العلاقات لتشمل المنظمات غير الحكومية والمؤسسات والجمعيات ذات الطابع الدولي، وبخاصة تلك التي تعنى بالقضايا الحقوقية وقضايا حقوق الانسان وتنسيق الجهود للتصدي لهذا العدوان الظالم على الشعبين وبخاصة المدنيين، علما أن تلك المنظمات باتت تشكل عوامل ضغط على صناع القرار وكونها تشكل جزءا لا يتجزأ من المجتمع الدولي الذي لم يعد حكرا على الحكومات!!

وأمام هذا الوضع المريب والحرج، في ضوء الحرب المسعورة التي تشنها رابع قوة في العالم، وأقوى ترسانة عسكرية في منطقة الشرق على اضعف شعبين في المنطقة، لا يملكان إلا مواصلة الصمود والصبر، كما عودانا دائما، وفي ذات الوقت إطلاق حملة اعلامية ودبلوماسية لشرح المآسي الانسانية التي يتعرضان لها وفضح جرائم الحرب التي يقوم بها جنرالات الاحتلال وشرح عدالة القضيتين الفلسطينية واللبنانية. وهنا يصدق قول القائد الانكليزي خلال الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل، الذي يقول: “إنني اعتقد أن الأمم التي تقع دفاعاً عن أوطانها تنهض مرة أخرى، وأما الأمم التي تستسلم فلن تقوم لها قائمة”.