30/10/2006
في محاولاته الحثيثة لتجاوز تداعيات العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان، والهبوط الكبير في حجم التأييد لحكومته، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي يهود أولمرت الى ضم حزب “اسرائيل بيتنا” بقيادة اليميني العنصري، المهاجر الروسي افيغدور ليبرمان الى الحكومة في محاولة حثيثة لتوسيع وحماية ائتلافه الآيل للسقوط.
فعملية ضم هذا الحزب العنصري اليميني الذي يدعو ليل نهار لاعادة ترسيم الخط الأخضر بعد ترحيل الفلسطينيين وضم المناطق التي يقطنوها وبخاصة في منطقة المثلث الى مناطق السلطة الفلسطينية للحفاظ على ما يسمى بالطابع اليهودي لاسرائيل، يعني اتخاذ العنصرية الطابع الرسمي في دولة الاحتلال مما سيفاقم وبكل تأكيد المعانيات التي يعانيها الشعب الفلسطيني مستقبلا من ويلات العنصرية الاحتلالية.
ويتوقع لهذه الحكومة، بعد عملية التوسعة هذه، أن لا تعود لما يسمى بعملية السلام التي اصبحت في خبر كان، حيث بات الحديث في أوساط الطغمة الحاكمة في إسرائيل، وبخاصة في أوساط الجيش على معاودة اجتياح قطاع غزة وتصعيد الحرب ضد الفلسطينيين المتهمين بتهريب الأسلحة لقطاع غزة في إطار التهم باستنساخ تجربة حزب الله في لبنان، ناهيكم عن الادعاءات بأن الفلسطينيين يستعدون لمحاربة إسرائيل من خلال بناء مدينة تحت أرضية في القطاع. وكان آخر التهديدات الاحتلالية، التلويح باستخدام القنابل الذكية لتدمير ما يدعيه الاحتلال بوجود أنفاق للتهريب بين القطاع ومصر، وهو ما دفع الأخيرة لزيادة عديد قواتها على الحدود المصرية الفلسطينية.
الحكومة الاسرائيلية وغداة الحرب على لبنان لم تستجب لأي دعوة عربية أو غير عربية لاستئناف عملية المفاوضات السلمية على أي مسار، وباتت لا تدخر أي وسيلة في التصعيد ضد الفلسطينيين، فها هي تفرض الحصار عليهم وتواصل عمليات القتل اليومي وبناء الجدار وهدم المنازل وتدمير الممتلكات والاعتقالات وغيرها من الممارسات الاحتلالية التي لم تتوقف على الاطلاق.
ومن المؤسف حقا أن يلتقي أحد اقطاب المجتمع الدولي، وهو خافيير سولانا، مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، خلال جولته الشرق أوسطية الأخيرة، بالمأفون ليبرمان، وحتى بدون وضع أية اشتراطات لعقد اللقاء، كلفظ ليبرمان لمواقفه العنصرية تجاه العرب، على سبيل المثال لا الحصر. ومهما كانت مبررات عقد ذلك اللقاء، الا أنها بالتأكيد لا تصب في صالح بعث الحياة في العملية السلمية.
فليبرمان لم يغير أفكاره العنصرية التي بقيت على حالها، بل أن العكس من ذلك وجدت لها الرواج والقبول في المحافل المختلفة. كما أن ليبرمان خرج منتصرا بعد أن صوت مركز حزب العمل الذي يفترض به أن يكون حزبا يساريا، على الجلوس في الحكومة الى جانبه. مما يعني ان حزب العمل هو في الحقيقة الذي تغير في حين بقي الفكر العنصري الذي يتبناه ذلك المهاجر الروسي على حاله.
بعد انضمام هذا العنصري الى الحكومة الاحتلالية الراهنة، بات ما يسمى المجتمع الدولي على المحك مرة ثانية، في كيفية تعاطيه مع هذه الحكومة، فهل سيجد في ذلك ذريعة للضغط عليها، للتوقف عن ممارساتها العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني والتوقف عن استخدام القوة العسكرية في قمعه، واستئناف مفاوضات السلام وعلى المسارات المختلفة للتوصل لسلام عادل ودائم في المنطقة، أم انه سيصمت عن الممارسات الاسرائيلية وسيلجأ للرد عليها بخجل، أم انه سيواصل منح الشرعية لها؟ هذا ما تكفل الأيام القليلة القادمة الاجابة عليه، وان كانت الاجابة والمؤشرات لا تبشر بالخير والخلاص للشعب الفلسطيني الذي، وللمصادفة يحيي هذه الأيام مجزرة كفر قاسم التي حصدت أرواح 49 فلسطينيا كانوا عائدون من حقولهم الزراعية.