4/2005

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة / منظمة الرقيب لحقوق الإنسان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نكتب إليكم نحن إخوانكم أبناء ليبيا و القابعين بين جدران أبي سليم و خلف قضبانه قد مر على بعضنا ما يقرب من عقدين من الزمان و بعضنا الآخر قد قتلوا ركعاً سجداً في لحظة نزوة التي اعترت نيرون روما فأنهال عليهم الرصاص و اشتعل السجن ناراً صبيحة يوم 29/6/1996 م فذهب ضحية تلك اللحظة ما يزيد عن 1200 شاب ليبي من خيرة شباب البلد و قد وارهم الثرى دون بواكي يبكونه أو نعاة ينعونه إلاَ ما نسمع من الخيرين أمثالكم و إنما إذ نكتب إليكم فإننا نود إطلاعكم على بعض الحقائق التي قد تستثمرونها للدفاع عنا و لنجدة المظلومين أمثالنا و لعلنا عن طريقكم يمكننا إيصال اصواتنا إلى بقية المنظمات ذات الشأن أو من ترونه قادراً على مساعدتنا، رغم علمنا بما تبذلونه لكننا أردنا أن نقربكم من الواقع أكثر فإليكم الحقائق التالية:-

1. عدد سجناء بو سليم 590 سجيناً ((لا يدخل في هذا العدد سجناء عين زارة و البالغ عددهم ما يزيد عن 300 بقليل و لا السجناء في بنغازي و غيرها )).

2. منا بين هؤلاء ال ((590)) سجين يوجد 425 محكوم عليهم بالمؤبد و 30 محكوم عليهم بالإعدام، علماً بأن الأحكام الأخيرة تتراوح بين الإعدام و المؤبد مهما كانت الهمة حتى صارت تعرف بيننا بالأحكام الفلكية.

3. رغم الأعلان عن إلغاء محكمة الشعب و الأحكام المتعلقة بها و المسماة بالقوانين الاستثنائية إلاَ أننا لم تزل تحاكم وفقاَ لها و لم يحدث أي تغيير سوى مكان المحكمة و حتى هذا لم يرق لهم و عادوا إلى مسرح (( أكاديمية الشرطة)) ربما ليتناسق الحدث مع موقعه!.

4. رغم تصريحهم بإعادة محاكمة السجناء وفق قوانين مدنية، إلاَ أنهم أعتمدوا نفس الملفات القديمة و التي أنتزعت الأعترافات فيها تحت التهديد بالضرب و الأغتصاب و القتل، بل بعض الملفات و جدها أصحابها معدة سلفا رغم عدم وقوفهم أمام المحققين البتة.

5. حدث نوع من التغيير في رقعة الشطرنج حيث تم إستيعاد مجرمي الحرب و اللذين تسببا في قتل ضحايا مذبحة 1996 م و هم:
العقيد عامر المسلاتي
و مساعده إبراهيم التبروري.
و ذلك بعد سلسلة من المشاكل و الصدمات و الأضطرابات وخاصة بعد صدور الحكم على أفراد القضية رقم 120 و البالغ عددهم 178 حيث حكم عل 158 بالمؤبد و 20 الباقين بالإعدام.**.

6. تم تكليف المقدم خليفة أرحومة من مكتب تحريات الرئاسة و هو متخصص في مكافحة ما يسمى ((بالزندقة)) و قد جاء متبنياً مبدأً إصلاحياً و قد حدثت بعض التحسينات المعيشية و العلاجية و على صعيد الزيارات و كذلك المعاملة، لكن هذا لا أعتبار له مقارنة بالأحكام القاسية و عدم إعادة النظر فيها بل تتم محاكمتنا الأن و ذلك بعد إلغاء محكمة الشعب تتم محاكمتنا وفقاً لقانون تجريم الحزبية و ما يترتب عنه و يلحقه من أحكام، —- على أرض الواقع بل حتى ما يعترفون هم بأنهم سجناء رأي لا يزالون رهن الأعتقال و من بينهم شخص جئ به من مدينة سوسة و هذا الرجل لم يقترف أي جريمة سوى أنه كتب على بعض الجدران مندداً بتخاذل الحكام العرب و تخليهم المخزي عن العراق و هذا الشخص هو (( محمد عبدالله البكاي الحاسي)).

7. رغم بعض التحسين في الخدمات الصحية إلاَ أن كثير من المرضى قد أصيبوا بعاهات مزمنة لا يمكن علاجها محلياً و قد رشح عدد منهم للإفراج الصحي منذ ما يقارب من سنتين و قد تمت كل إجراءاتهم إلاَ أن الأجهزة الأمنية واقفة في طريق الإفراج عنهم و إننا إذ نرسل إليكم فإننا نطلب منكم الآتي:

    • 1. تكثيف الجهود من قبلكم و ذلك للضغط باتجاه إحداث انفراج في أزمتنا كسجناء و ذلك بتفعيل عملية إلغاء المحاكم الاستثنائية و القوانين التابع لها و بالتالي إسقاط جميع الأحكام الصادرة عنها.

 

    • 2. العمل على تقديم المسئولين عن مذبحة بوسليم للمحاكمة و تعويض الأسر عن أبنائهم القتلى أسوة بالأمريكان و الألمان و حتى شذاذ الأفاق من اليهود لا مع الفارق طبعاً، فمن باب أولى أن يعوض الليبيون.

 

    • 3. القيام بترشيد الشعب الليبي إلى الأساليب الصحيحة و الطرق الناجحة للمطالبة بحقوقهم و الحصول على حرياتهم المسلوبة فالشعب الليبي يعاني من عقدة الخوف من ناحية و من الأمية السياسية من ناحية أخرى، و لا شك أن مهمة الترشيد هذه منوطة بكم بالدرجة الأولى.

 

    • 4. تحريض المنظمات الدولية على القدوم إلى ليبيا لزيارة السجناء و الوقوف على مشاكلهم و كذلك الالتقاء بمؤسسات المجتمع المدني و التي لا وجود لها حقيقةً و لكن على مستوى الأفراد على الأقل.

 

    • 5. الإكثار من عقد الندوات التي تتناول قضايا الشعب الليبي بعامة، كحرية الرأي و غلاء المعيشة و تأخير المرتبات و البطالة و انتشار الأمراض إلى غير ذلك.

 

    6. مرفق مع هذه الرسالة نداء إلى الشعب الليبي الموجه منا كسجناء نرجوا تعميمه و إيصاله حيث يمكن وصوله عبر وسائل الأعلام المختلفة بما فيها القنوات الفضائية المهمة.

ختاماً:- إخواننا الأفاضل :-
نحن قد نقلنا لكم بعض من معانتنا آملين بذل كل ما في وسعكم للمساعدة في إنقشاع الغمة رغم علمنا بعدم تقصيركم و عدم حاجتكم بمزيد من التحريض و لكننا اردنا فقط أن نخاطبكم من موقع الحدث فقد يكون هذا أبلغ أثرا و أشد وقعاً، ولكي نطمئنكم فإننا رغم مرور كل هذا الزمن على بقائنا خلف هذه الجدران ظلماً و عدوانا فإننا لم ننزل ثابتين على المبدأ و مصممين على مواصلة الدرب مستمدين قوتنا من توكلنا على ربنا و يقيننا بعدالة قضيتنا و عدم إمكانية التراجع آخذين في الاعتبار معطيات الواقع و متطلبات المرحلة.

نكرر لكم التحية و حتى يجمعنا لقاء على أرض الوطن الحبيب
إخوانكم / سجناء ” ابو سليم”
1/4/2005 م

** أصدرت المؤسسة بيانها في هذه القضية بتاريخ 23/12/2004 و المعنون بي ” النظام الليبي يؤكد على أن محكمة الشعب لا زالت سارية المفعول”
*** لأمانة النقل، نقلت الرسالة كما وصلت للمؤسسة