29/6/2005

تمر اليوم الأربعاء (29/6/2005) الذكرى التاسعة لمجزرة سجن أبو سليم (الواقع جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس) الرهيبة، والتي نفذت ضد أبرياء عزل لا ذنب لهم سوى المطالبة بحقوق تقرها كل المواثيق الدولية، وبدون أن تتقدم السلطات الليبية حتى هذا اليوم أية خطوة إلى الأمام على طريق تسوية هذه القضية (ولو من الجانب الإنساني والمدني) التي طال انتظار تسويتها. ويذكر أن عدد ضحايا هذه المجزرة، ووفقاً لروايات شهود عيان حوالي 1200 سجيناً

ففي يوم 28/6/1996 قام نزلاء إحدى زنزانات القاطع رقم 4 باحتجاز أحد الحراس أثناء توزيع وجبة العشاء، وذلك احتجاجاً على الأوضاع المأساوية التي كانوا يعيشونها في تلك الفترة، حيث سوء التغذية والمعاملة السيئة من قبل الحراس والحالة المزرية للغرف وعدم توفر الحد الأدنى من العناية الصحية، مما أدى إلى تفشي الأمراض الفتاكة (من بينها السل الرئوي) بين السجناء، الأمر الذي دعا السجناء للقيام بتلك الخطوة للفت نظر مسؤولي السجن إلى أوضاعهم بغية تسويتها وحلها

وفي صبيحة اليوم التالي (السبت 29/6/1996)، و بعد ان اتفقت معهم لجنة برئاسة العقيد عبدالله السنوسي على إنهاء التمرد والرجوع إلى زنزاناتهم، وتعهدت لهم بتلبية طلباتهم، اقتحمت وحدات مختارة من كتائب الأمن العسكري الخاص سجن أبو سليم. وحسب ما وصفه سجناء سابقون؛ فقد تم تجميع المعتقلين في ساحات السجن، حيث حُصدت أرواحهم بدم بارد، مما يصنف هذه الجريمة النكراء تحت جرائم ضد الإنسانية

ومن المعروف أن ضحايا هذه المذبحة كانوا من الذين ألقي القبض عليهم ضمن الاعتقالات الواسعة التى قامت بها أجهزة الأمن الداخلي خلال الفترة ما بين سنة 1989 وسنة 1995، وهم يمثلون بعض شرائح المجتمع، فكان من بينهم؛ الطبيب، الأستاذ الجامعي، المهندس، الطالب، الحرفي والعامل. وكان من بينهم الشاب والكهل، والشيخ والحدث، وكان من بينهم الرهينة عن ابنه أو أبيه

ومع أن السلطات الليبية لم تكشف عن تفاصيل هذه المجزرة الرهيبة، إلا أن أخبارها تسربت بعد وقوعها بأيام قليلة، ثم كشفت تفاصيلها بعد خروج مجموعة من السجناء المعتقلين في تلك الفترة، كما كشف بعض حراس السجن عن طرف من تفاصيل هذه المجزرة الرهيبة

إن مؤسسة الرقيب لحقوق الإنسان تطالب السلطات الليبية بصورة أولية عاجلة بالكشف عن

    1. أسماء جميع الذين قتلوا في مجزرة سجن أبو سليم
    2. أسماء كافة المعتقلين الذين اختفوا وفقدوا في السجون الليبية
    3. أسماء المعتقلين الأحياء في السجون الليبية

وتطالب مؤسسة الرقيب لحقوق الإنسان السلطات الليبية أيضاً بمعرفة

  1. أماكن دفن ضحايا مجزرة سجن أبو سليم ومعاملة رفاتهم المعاملة الإنسانية اللائقة بهم، والسماح لذوي الضحايا بنقل رفاتهم (إن أرادوا ذلك)
  2. أماكن دفن جميع ضحايا التعذيب والقتل والموت في السجون الليبية ومعاملة رفاتهم المعاملة الإنسانية اللائقة بهم، والسماح لذويهم بنقل رفاتهم (إن أرادوا ذلك)
  3. أماكن ومدد احتجاز المعتقلين الأحياء والتهم الموجهة إليهم