24/8/2006

بمباركة وتشجيع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة “مبادرة الديموقراطية والحكم الصالح فى الشرق الأوسط”، تقوم حكومة إسرائيل، منذ 12 يوليو 2006، بدك، برا وجوا وبحرا، القواعد والأسس التى بنيت عليها الدولة اللبنانية وهي الدولة الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط حيث يتمتع الشعب اللبنانى باختيار حكومته من خلال انتخابات حرة ونزيهة وبالإقتراع السرى لبرلمان يتمتع اعضائه بجميع الصلاحيات التى نصت عليها الديموقراطية والتى تشمل سن القوانين ومراقبة عمل الحكومة اليومى ومحاسبتها.

ويتمتع اللبنانيون أيضا، دون سواهم فى الشرق الأوسط ، بمحاسن الصحافة الحرة ونزاهة استقلال القضاء ونعم حرية الرأي والتعبير. هذه هي الديموقراطية التى تزعج أمريكا وهذا ما لا تطيقه امريكا فى لبنان وفى اي بقعة أخرى من الشرق الأوسط. لقد ازعجت أمريكا من قبل الديموقراطية الفلسطينية ورأت فى التناوب وتداول السلطة، الذى بدونه تفقد الديموقراطية أحد أهم ركائزها، عملية ” منافية للديموقراطية”! يستحق الشعب الفلسطينى بسببها التجويع والحصار والمزيد من الإحتلال “الديموقراطى”!.

وقد نبهت الرابطة سابقا الى أن امريكا لا تهمها الديموقراطية ولا احترام حقوق الإنسان فى منطقتنا إلا بقدر تأمين مصالحها على حساب مصالح شعوب المنطقة عندما تناولت احتلال العراق فىبيانها بتاريخ 4 مايو 2004 حيث نبهت الرابطة بـــ “ان احترام حقوق الإنسان ونشرالديموقراطية لم يكن، فى يوم من الأيام، من أولويات السياسة الأمريكية فى المنطقة العربية .

فقد عرفت السياسة الأمريكية بمساندتها الفعالة، العلنية والسرية، للأنظمة الشمولية القامعة لتطلعات شعوبها فى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان. لقد كانت الولايات المتحدة، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وراء الإنقلابات العسكرية فى منطقتنا التى كرست أنظمة سياسية دكتاتورية استثمرت كل طاقاتها للحيلولة دون تمتع المواطن بحقوق الإنسان الأساسة.” (انتهى الإقتباس).

تدين الرابطة بشدة الموقف الأمريكى فى داخل مجلس الأمن والذى أعاق المجلس من اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار فورا، الشئ الذى تسبب فى مواصلة المعارك وإزهاق ارواح عشرات الأبرياء من جهة والمزيد من تدمير البنية التحتية التى أتاحت، فى الماضى، للبنان مستويات عالية من التنمية وساهمت فى إرساء قواعد متينة للديموقراطية والحكم الصالح فيه. ليس للرابطة شك فى خروج الديموقراطية اللبنانية سالمة وسليمة من هذه المحنة وبأن الخسائر الهائلة البشرية والمادية لن تزيد اللبنايين الا قوة وإيمانا بان الديموقراطية والحكم الرشيد هما أسلم الطرق للخلاص.