10/6/2008
تلقت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان التهديدات التى أطلقها أخيرا بعض الأشخاص وعلى رأسهم السيد محمد الشحومى باستعمال العنف المسلح والإلتجاء الى “الكلاشنكوف” ضد الليبين الذين لا يشاطرونهم الرأي …
تلقت الرابطة تلك التهديدات بقلق وانزعاج شديدين وهي تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد آملة أن لا تضع هذه المجموعة تهديداتها موضع التنفيذ الذى لن يترتب عليه إلا المزيد من الإحتقان بين مكونات الشعب الليبي الفكرية والسياسية والذى ليس لليبيين أي مصلحة فيه. ومما زاد من قلقنا وانزعاجنا هو ذلك الصمت حيال تلك التهديدات وعدم المبالاة من جانب المؤسسة القضائية الليبية التى لم نسمع حتى الآن باتخاذها أي إجراء قضائى، كما ينص على ذلك القانون، للتحقيق مع الأشخاص الذين اطلقوا تلك التهديدات وتقديمهم الى القضاء للبث فى الإنتهاكات القانونية التى قد يكونوا ارتكبوها.
وتود الرابطة فى هذه المناسبة التذكير بأن السيد ضيف الغزال، الصحفى الشاب، لم يغتال فى مايو 2006 إلا بعد أن رفض التهديد بالقتل الذى وجهه مغتالوه اليه وهو تهديدا مطابقا، من حيث الهدف على الأقل، للتهديد الصادرة عن السيد الشحومى وهو اللجوء الى العنف المسلح، أي للقتل، إذا لم يستجيبوا اولائك الذين يخالفونه الرأي بتغيير أرائهم حول الشأن العام بحيث تواكب وجهة نظر السيد الشحومى القاصرة والمنافية لأبسط حقوق الإنسان. كذلك يبدو من تصريحات السيد محمد الشحومى أن بحوزته سلاحا ناريا فتاكا فعلا (كلاشنكوف) وإلا لما هدد به فى المقام الأول لأن الإنسان لا يهدد إلا بما يملك. وتخشى الرابطة ان يستعمله، إذا لم تسرع وزارة العدل لسحبه منه، فى عمليات عنف مسلح ليس ضد خصومه فحسب بل ربما أيضا ضد حلفائه السياسيين الحاليين والذين يمكن ان يعارضوا غدا فكر”الكلانشكوف” الذى يروج له السيد الشحومى. واسمحوا لى، معالى الوزير، مرة أخرى أن أذكركم بأن السيد عبد الرزاق المنصورى، الكاتب الليبى المستقل المعروف، قد أمضى قرابة السنتين فى السجن لمجرد إشاعة غير مؤكدة عن العثور فى منزله على مسدس غير صالح للإستعمال من مخلفات الحرب العالمية وليس بندقية “كلاشنكوف” الفتاكة التى يهدد بها السيد الشحومى.
السيد الوزير، تتفق كل التعاريف باعتبار العنف أو التهديد به سلوكا عدوانيا متعمدا موجه ضد الشخص أو الأشخاص المهددين ويتضمن استخدام القوة، خارج نطاق القانون، والإكراه والإجبار والأذى الجسدى والنفسى وأفعال أخرى يترتب عليها الموت أوآثارا بدنية ونفسية عميقة ترافق حياة الضحية لمدى طويل. ويستعمل التهديد، كالذى قام به السيد الشحومى، بقصد الحصول على مطلب غير شرعى محدد أو بقصد ارهاب الشخص او الأشخاص والمساس بأمنهم وحريتهم وآرائهم الشخصية. ولهذه الأسباب فقد جرمت قوانين الدول ومنها ليبيا التهديد باستعمال العنف وربطته بالعناصر المادية والمعنوية للإرهاب والذى يهدف بدوره الى تحقيق، عن طريق العنف المسلح، أغراض عامة أو سياسية. كذلك اعتبرت تلك القوانين التهديد على كونه جريمة قائمة بذاتها إضافة الى اعتباره ركنا أو ظرفا مشددا فى بعض الجرائم. وقد حدد قانون العقوبات لتلك الدول الأحكام العامة لجريمة التهديد كما نصت على الوسائل التى ترتكب بها هذه الجريمة.
ان اهم اهداف الرابطة الليبية لحقوق الإنسان هو تأمين التمتع بالحق فى حرية الرأي والتعبير للجميع، حكومة ومعارضة. وهي مانفكت منذ إنشائها، فى مارس 1989، تعمل من أجل تأمين هذا الحق للجمبع بما فى ذلك السيد محمد الشحومى الذي له كل الحق فى إبداء رايه والدفاع عنه بحرية وبالكيفية السلمية التى يختارها ولكن دون استعمال العنف أو التهديد باستعماله بغية إرهاب اولائك الذين لا يشاطرونه الرأي. وتأسف الرابطة كل الأسف على التهديدات الواضحة باللجوء الى استعمال العنف التى صدرت عن السيد الشحومى وهي تطالبكم بفتح تحقيق قضائى رسمى فيها واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لضمان عدم تكرارها من جهة وردع مرتكبيها قضائيا من جهة أخرى.
إن إفلات مرتكبى جريمة التهديد باستعمال العنف من العقاب سوف يكون له عواقب سيئة على مسار احترام حقوق الإنسان وسوف يخلق، اذا لم يضع حدا صارما له، مناخا يمكن فيه لمن يريد تحقيق مآرب خاصة، ان يمعن فى ممارسة التهديد بالعنف والإرهاب باطمئنان لانه يعرف مسبقا أنه لن يواجه المقاضاة والعقاب.
مع تمنيات الرابطة الليبية لحقوق الإنسان بموفور الصحة لمعاليكم وبالتقدم والإزدهار لقضية حقوق الإنسان فى
د. سليمان إبراهيم أبوشويقير
الأمين العــــام
السيد مصطفى عبد الجليل
وزير/ أمين للعـــــدل
طرابلس/ ليبيا