4/10/2006

أفادت مصادر عديدة من داخل ليبيا بأن قوات الأمن التابعة لنظام العقيد معمر القذافي في ليبيا اقتحمت سجن بوسليم الشهير في مدينة طرابلس عند الساعة الثالثة بعد الظهر وقامت بإطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع ثم قامت القوات نفسها بإطلاق الرصاص الحي، وأدى ذلك إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من بين السجناء، وقد أفادت بعض المصادر أن السجين عبد الحفيظ منصور الزوي قد استشهد، وأن عدد الجرحى قد تجاوز 15 جريحا. كما أفاد مصادر كانت بالقرب من موقع السجن عند وقوع هذه الجريمة بأن صوت إطلاق الرصاص استمر لمدة طويلة وبأن إطلاق النار كان يأتي من عدة جهات مختلفة من داخل السجن وكانت تطلق بشكل عشوائي.

وتشير مصادر أخرى بأن القوات التي اقتحمت السجن كانت بقيادة المدعو “عبدالحميد السائح”، رئيس التحريات في الشرطة العسكرية. كما تفيد شهود عيان بأن قوات تابعة لكتائب الأمن ومسلحين آخرين يرتدون ملابس مدنية يقومون بمحاصرة منطقة السجن، كما أن هناك حراسة مشددة في المناطق المجاورة للسجن.

وتود الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا أن تذكر بأن سجن بوسليم نفسه قد شهد مجزرة بشعة منذ عشرة سنوات، سقط ضحيتها اكثر من 1200 شهيد عندما قامت قوات الأمن نفسها باقتحام السجن وبإطلاق الرصاص على السجناء، وقام النظام بالتعتيم الكامل على هذه الكارثة، وحتى اليوم لم يقم النظام بنشر أسماء القتلى ولا أين تم دفنهم.

وفي ظل وقوع أحداث اليوم، حيث تصلنا الأخبار المتوالية عن تأزم الأوضاع داخل السجن وفي المناطق المجاورة له، وعن كثافة الحراسة والتواجد الأمني، فإننا نذكر بتصرفات هذا النظام القمعي ونحذر من نتائجها الدموية. ونطالب وسائل الإعلام الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أن تقوم بالاهتمام بممارسات حكم القذافي القمعية، وبجرائمه المتوالية في حق الشعب الليبي.

إن حكم القذافي قد عود الليبيين بأن يفجعهم في مناسباتهم وأعيادهم، فقد شهد رمضان على مختلف الأعوام المحاكمات والإعدامات العلنية وكل سبل التضييق والتنكيل. وها هو نفس الحكم الجائر يختار رمضان الشهر الكريم ليرتكب جريمة أخرى في حق الشعب الليبي، وليكدر صفو المواطنين.

في هذا الشهر الكريم نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير .. ناصر المظلومين .. مأمن الخائفين .. ظهر اللاجئين .. قاصم الطغاة والمستكبرين .. نسأله تعالى أمانا لشعبنا .. وحماية لمواطنينا .. ونسأله تعالى أن يحوط السجناء بحمايته ورعايته .. وأن يجعل ثأرهم وثأرنا على الظالم، إنه سميع الدعاء.

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا