19/2/2009

تقوم أجهزة حكم القذافي يإبلاغ عديد من الأسر بمقتل ذويها وأبنائها في مجزرة سجن بوسليم البشعة. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إبلاغ أسر ليبية بمقتل أبنائها في سجون القذافي، وخاصة من الشهداء الذين قتلوا في يوم واحد في سجن بوسليم التي راح ضحيتها أكثر من ألف ومائتي سجين تم قتلهم تنفيذا لأوامر شخصية مباشرة صادرة من العقيد معمر القذافي وتم تنفيذها والإشراف عليها من قبل أشخاص مقربين للقذافي شخصيا كان على رأسهم المجرم عبد الله السنوسي عديل القذافي ورئيس مخابراته.

لقد ارتكب حكم القذافي هذه الجريمة البشعة وتكتم عليها ثم أصر على إنكارها طيلة هذه السنوات بالرغم من الجهود التي بذلتها المعارضة الليبية وعلى رأسها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا للكشف عن هذه الجريمة وفضح مرتكبيها وعلى رأسهم معمر القذافي نفسه. وحين لم يعد في إمكان حكم القذافي إنكار هذه الجريمة البشعة ابتدأ في التنصل من المسؤولية عنها والإدعاء بمباشرة التحقيق حولها، بل قام القذافي نفسه بمحاولة رخيصة لتحميل المسؤولية عن هذه المجزرة للسجناء العزل، كما دأبت أجهزة الحكم بتجزئة إخبار أهالي الشهداء بمقتل أبنائهم دون الاعتراف بالأسباب وبالتاريخ، وبدون تسليم رفات الشهداء إلى ذويهم ولا إعلامهم أين دفنوا.

وكما استغرق الأمر سنوات من التكتم والإنكار، فإن وعود النظام بالتحقيق في هذه الجريمة النكراء قد مر عليها سنوات دون أن تسفر عن أي نتيجة وذلك لأن نظام القذافي برمته متورط في هذه الجريمة، ومتورط أيضا في محاولات قمع وإسكات الأصوات المنادية والمطالبة بالكشف عن كل تفاصيل الجريمة ومرتكبيها والمسؤولين عنها، وفي الوقت نفسه يستمر النظام في سياسة تجزئة إخبار الأهالي وإعلامهم يمقتل ذويهم، وبإخضاعهم للتهديد وإجراءات القمع.

إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا من خلال متابعتها لملف هذه الجريمة، ومحاولاتها المبكرة للكشف عنها، فإنها تحمل معمر القذافي المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة النكراء، فهو من أصدر الأوامر المباشرة لارتكابها، وهو المسؤول عن سياسات القمع والقهر والاعتقالات العشوائية التي طالت عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، وهو المسؤول عما مورس ويمارس في سجونه من تعذيب وقمع وقتل ومعاملات لا إنسانية، كما يتحمل المسؤولية كل من شارك في تنفيذ هذه الجريمة البشعة. ولا يمكن والحالة هذه أن يكون هناك تحقيق شفاف يؤدي إلى الكشف عن الحقائق كاملة تحت إشراف نفس المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة.

لقد سبق للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا أن خاطبت عددا من المنظمات الدولية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، مطالبة بتحقيق دولي في هذه الجريمة بما يكفل إظهار الحقائق كاملة ومعاقبة مرتكبيها. إن الجبهة تعيد التأكيد على أهمية هذا المطلب وضرورة تضافر الجهود من أجل إنفاذه وتحقيقه.

إننا نشاطر أهلنا وأحباءنا في مصابهم الأليم الذي هو مصاب يمس كل الليبيين، ونشد على أيدي أهالي الشهداء ونشاركهم في تقبل العزاء. رحم الله الشهداء وعوض أهلهم وذويهم فيهم خيرا، والهمهم جميل الصبر والعزاء وجعل ثأرهم على الظلمة المفسدين في الأرض معمر القذافي وذيوله القتلة المجرمين. وإنا لله وإنا إليه راجعون. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا