17/10/2009

تعبر التضامن لحقوق الإنسان عن ارتياحها لإطلاق سراح عدد مائة من السجناء السياسيين ذوي توجهات مختلفة يوم الخميس الموافق 15.10.2009 و الذين اعتقل معظمهم في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، و بهذه المناسبة تشارك التضامن السجناء المفرج عنهم ، و عائلاتهم فرحتهم برجوع ذويهم وأقربائهم إليهم ، و إلتئام شملهم بعد تغييب طال لأكثر من عقد من الزمان .

كما تثمن التضامن الدور الذي قامت به جميع الأطراف التي ساهمت من أجل حصول هؤلاء المواطنين على حريتهم، وتشد على أيدي أصحاب هذه الجهود من أجل تعزيز عملية تحصيل الحقوق الإنسانية ، التي كفلتها كل الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية .

وتسعى التضامن في الوقت نفسه إلى المطالبة المستمرة بمواصلة تضمين الاستحقاقات التابعة لعملية الإفراج ، حيث لا تقف حدود مطالب المفرج عنهم عند الخروج من المعتقل فقط، بل تتعداها إلى ضمان إدماجهم في المجتمع بتيسير أوضاعهم المعيشية وتذليل العقبات التي تحول دون تهيئتهم وظيفيا ،أو رجوعهم لأعمالهم السابقة، و توفير السكن اللائق بهم وبمن يعولون ، وعدم الإكتفاء بالوعود التي ينفيها الواقع، حيث لم يتحصل معظم من وقع عليهم الظلم في حالات الإفراج السابقة على أي من الحقوق التي وعدوا بها قبل الإفراج عنهم، وإن حالة المعتقل السابق المواطن “محمد بوسدرة” خير مثال على ما يعانيه ضحايا الاعتقال التعسفي الذين تم الإفراج عنهم خلال السنوات الماضية.

كما تؤكد التضامن على ضرورة إرساء قواعد دولة القانون ، و تعزيز دور الجهاز القضائي ، و إسباغ الهيبة على أحكامه ، فبالرغم من صدور أحكام قضائية تقضيَ بالتعويضات اللازمة لصالح المعتقلين السابقين، وذلك عن سنين الاحتجاز التعسفي الذي تم في معزل عن العالم الخارجي لعدة سنوات ، و عّما تعرضوا له من أصناف عديدة من التعذيب ، و المعاملة المهينة، و اللاإنسانية ، فإن تلك الأحكام لا تزال تنتظر التنفيذ، و تواجه مماطلة و تعنت من قبل الأجهزة التنفيذية التي يستوجب مساءلتها لاستمرارها في ممارسة الظلم على مواطنيها.

وإننا في هذه المناسبة نؤكد على ضرورة ترسيخ مبدأ الحوار في التعامل مع المخالفين لتوجهات الدولة و رؤاها، و ضمان حق التعبير، و عدم اللجوء إلى القوة في قمع الآراء المخالفة ، و إيقاف التعامل الأمني و ممارسة العنف الذي لا يولد إلا العنف المضاد.

و أخيرا، تطالب التضامن بضرورة الإفراج عن جميع سجناء الرأي و السجناء السياسيين ، سواء من صدرت فيهم أحكام بالبراءة منذ سنين ولم يطلق سراحهم إلى اليوم، و كذلك المعتقلين الذين انتهت مدة محكوميتهم و لم يتم الإفراج عنهم بعد .

التضامن لحقوق الإنسان