26/2/2006

لقد عم الصومال على امتداد ربوعه جفاف واسع وقحط شديد، مما تمخض عنه وقوع مأساة رهيبة وكارثة واسعة النطاق في الأنفس والأموال والثمرات، وتأثير جراء ذلك حوالي (3) ملايين مواطن، فانتشر الموت بسبب نقص الغذاء والماء وتفشي الأمراض التي سارت بين الناس، وانعدم الكلأ فانحبس. الضرع، ونفقت كميات كبيرة من المواشي، حيث بلغت نسبة النفوق في المحافظات السبع الأكثر تأثيرا من تبعات هذه الكارثة حوالي 75% من ضأن و 45% من الماعز و 85% من الأبقار، كما بدأ النفوق يجتاح الإبل أيضاً.

أسباب ظهور هذه الأزمة:
إن السبب الرئيسي لوقوع هذه الكارثة، – والتي عدَها الخبراء أخطر وأشمل كارثة تضرب أرجاء الصومال منذ خمسة أكثر من عقود – هو عدم هطول الأمطار الموسمية الكافية في أعوام الماضية ، الأمر الذي أحدث تقصا في المحاصيل الزراعية المطرية.

أسباب تفاقم الأزمة:
من العوامل التي أججت الأزمة وزادت من رقعة إنتشارها هي التتابع المستمر لوقوع الكوارث الطبيعية في الصومال ،كما أن عجز الدولة في معاجلة إفرازات الأزمة ضاعف من وقعها، كما أن انفلات الوضع الأمني في الصومال في بعض من المناطق كان له الأثر الواضح في تعميق المأساة.

تفاعل المنظمات العالمية مع الكارثة:
لقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية أخبار المأساة ، وهي تبذل جهودا لمساعدة المتضررين ، إلا أن هذه الجهود لا ترقى إلى مستوى الوضع وتحتاج إلى دفعة من الدول الإسلامية والمنظمات الخيرية بها ، حتى يمكن تدارك الأزمة وتبعاتها. عليه نأمل في دعم ومساعدة اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، كما نأمل إبلاغ جميع الأعضاء المنضوين تحت لواء الإتحاد حتى لتوضيح الصورة وتتضافر الجهود لتسهم بفاعلية في درء هذه الكارثة الأليمة ، تحقيقا لمعاني التكافل ومبادئ التراحم.

ونحن هنا – كممثلين للإتحاد في الصومال – صوبنا كل إمكاناتنا ومحاولاتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أننا على استعداد تام للتنسيق مع كل عضو من أعضاء الإتحاد الراغبين في العمل للتخفيف من حجم المأساة ، ومساعدة المتضررين.

المناطق الأكثر تضررا من الكارثة: لم تنج محافظات الصومال جميعا من هذه الكارثة ، ولكن هناك (7) محافظات افترشت المأساة والتحفت الجوع والمرض ، هذه المحافظات هي:

  • محافظة جدو
  • محافظة باى
  • محافظة بكول
  • محافظة جوباالسفلي
  • محافظة جوبا الوسطى
  • محافظة الشبيلي السفلى
  • محافظة الشبيلي الوسطى
  • الاحتياجات العاجلة: بعد المسح الميداني لمواقع الكارثة وجدنا ضرورة تقديم ما يلى :
  • مواد إغاثية عاجلة : تشتمل على ( الذرة الشامية + الأرز + الزيت + السكر + الحليب) حيث تبلغ تكلفة الأسرة الواحدة من هذه المواد الغدائية لمدة شهر مبلغ 45$ .
  • توفير مياه صالحة للشرب : ( وذلك بحفر ابار سطحية وتأهيل بعض الابار الإرتوازية ): حيث تبلغ تكلفة حفر البئر الإرتوازى الواحد مبلغ 2.800 $. كما تبلغ تكلفة تأهيل بئر إرتوازى واحد مبلغ27.000 $ وهى عبارة عن شراء مولد ومضخة وصيانة خزان الماء والأحواض وتوصيل المواسير.
  • قوافل صحية: تجوب المناطق لتسهم فى تخفيف وعلاج الكثير من الأمراض التى خلفتها الكارثة . وتبلغ تكاليف الحملة الطبية الواحدة – ولمدة 15 يوما – مبلغ 9.000$ 3الإحتياجات التنموية : بما أن الكارثة قد دمرت كل شىء وشلت جميع المرافق الخدمة ، فالحاجة ماسة لإقامة مشاريع ثابتة تسهم فى استقرار السكان وتواصل جهود الحملة الإغاثية العاجلة.وتشمل الإحتياجات التنموية المشاريع التالية:
  • حفر أبار إرتوازية ، لتوفير الماء للانسان والحيوان . وتبلغ تكلفة حفر البئر الإرتوازى الواحد مبلغ 90.000$ .
  • المراكز الصحية الصغيرة : الحاجة ماسة لإقامة مراكز طبية ثابتة تقدم خدمات باستمرار لأهالى هذه المحافظات المنكوبة، ولتسهم فى الاشراف ومتابعة المرضى الذين يحتاجون إلى عناية طبية مستمرة جراء ما أصابهم من فقد الرعاية الطبية وانعدام الدواء . وتبلغ تكلفة إنشاء المركز الطبى الواحد مبلغ 40.565$
  • كيفية توفير المواد الإغاثية : إن أمثل لسبل لتوفير وشراء المواد الغذائية والأدوية ومواد البناء للعيادات الطبية هو الأسواق المحلية بداخل الصومال وذلك للاتى:
  • معقولية الأسعار فى داخل الصومال .
  • سرعة وسهولة نقل المواد من الأسواق إلى المستفيدين
  • وجود تجار محليين يقدمون تسهيلات جيدة عن الشراء منهم بكميات كبيرة .
  • تجنب المشاكل والأخطار المختلفة التى قد تعيق وسائل النقل من خارج الصومال. وأخيرا هذه صرخة نطلقها ملء أفواه الصبايا اليتيم والعجزة والأرامل والمحتاجين فنسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير. (( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ))