16/7/2007
انتهى لقاء القمة الأخير ما بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بدون عقد مؤتمر صحافي مشترك، مما قد يفسر بعدم توصل اللقاء لاحداث اختراقة على طريق المباشرة بعملية تفاوضية جادة لتنفيذ حل الدولتين للقضية الفلسطينية الذي تجمع عليه الشرعية الدولية والعربية، وأن اللقاء لم يخرج عن بحث القيام ببعض “الالتفاتات” مثل إطلاق سراح أسرى فتح وإنهاء مطاردة ما تعتبره حكومة الاحتلال بأنهم مطلوبين لها او بحث السماح بعودة بعض القيادات الفلسطينية الى الضفة الغربية.
بدورها، ترفض حكومة الاحتلال المباشرة بمفاوضات جادة لاعتقادها بأنه الرئيس ابو مازن ما زال ضعيفا وبحاجة لأن تثبت أنه قادر على فرض سلطته على الأرض والعمل على تنفيذ الاتفاقات الفلسطينية – الاسرائيلية وخارطة الطريق. وفي ذات الوقت، تعمل على خلق حقائق جديدة على أرض الواقع من حيث مواصلة سياسية الاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري وعزل القدس وطرد السكان الفلسطينيين منها ومواصلة أعمال القتل والتوغلات في قطاع غزة وغيرها من الممارسات الاحتلالية التي تعمل على تقويض حل الدولتين للنزاع العربي الاسرائيلي، وتقضي على أية امكانية لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ورغم التطورات الأخيرة التي توجهت بسيطرة حماس على قطاع غزة، ونية حكومة الاحتلال، وفي اطار حربها على الارهاب، القيام باتخاذ جملة من الخطواط لتعزيز “المعتدلين الفلسطينيين،” وتجديد بوش لرؤيته بحل الدولتين، إلا ان التطورات على أرض الواقع ما زالت بعيدة كل البعد عن فتح اي افق سياسي أمام الفلسطينيين لاقامة دولتهم المستقلة.
وعليه، فإن استمرار إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ التزاماتها بإعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى، واستغلالها للخلافات الفلسطينية الداخلية، في تعميق سياسة الفصل ما بين غزة والضفة وعدم اتخاذها لخطوات عملية على طريق انهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة يعني ان حكومة الاحتلال ما زالت تفتقد للرغبة في اقامة السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني.
وأخيرا، فان الطريق الى حل دولتين واضح ولا يحتاج لاختبارات في القدرة، وانما للنوايا الصادقة على إعادة الحق لأصحابه من خلال انهاء الاحتلال ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من العيش بسلام واطمئنان شأنه شأن باقي شعوب المنطقة. وان استمرار سياسة العدوان والبطش والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني سيعزز قوى التطرف ويمنحهم المزيد من القوة والمنعة لانسداد أفق السلام، فهل تريد دول المنطقة توفير البيئة الصحية التي ينمو فيها التطرف ويترعرع؟!